وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية مساء الأحد، قال الأدميرال رستكاري أن المناورات البحرية للجيش الايراني وحتى اليوم الثالث منها قد حققت جميع أهدافها؛ وبين أن القوات بما فيها الكوماندوز ومشاة البحرية ووحدات العمليات الخاصة تمرنت وفي اليوم الثالث من مناوراتها على الدفاع الساحلي؛ كما هبط المضليون، وتم النقل المروحي، وتصريف القوات عبر الحوامات التابعة للقوة البحرية بجيش الجمهورية الإسلامية في إيران.
كما أكد أنه تم استخدام نظم إطلاق لصواريخ بحر- بحر وبحر - جو ذات المديات القصيرة والمتوسطة والبعيدة ومن بينها صواريخ كروز، مبيناً أن الهدف من ذلك اختبار زيادة مدى ودقة التصويب وقدرة التخريب في هذه الصواريخ؛ وكذلك زيادة الدقة والفاعلية في الطوربيدات.
وأشار الى انه سيتم أيضاً خلال اليومين القادمين اختبار طوربيدات طورتها القوات المسلحة لتصل الى مدى ابعد ودقة، موضحاً ان أحد أهداف المناورات هو تقييم زيادة المدى ودقة الإصابة وقدرة التدمير لصواريخنا.
وصرح رستكاري أن من أهم ميزات مناورات "الولاية 91" عن سابقاتها أن الجمهورية الإسلامية في إيران تهدف من إقامتها إظهار همة وعزم وجدية القوات المسلحة في الدفاع عن قيم وكيان النظام في جمهورية إيران الإسلامية ومصالحها ومواردها في المياه الحرة ومياه البلاد؛ كما أنها تهدف عرض القدرة والمنعة لدى القوة البحرية الإيرانية وتعميق الأمن البحري في شمال المحيط الهندي.
وأضاف أن من الأهداف الأخرى هو إرسال رسالة الصلح والسلام للبلدان الصديقة والمجاورة والمسلمة في المنطقة؛ وإعلان أن الأمن المستدام في منطقة الخليج الفارسي وبحر عمان لن يتوفر إلا بتعاون بلدان المنطقة. كما بين أن نقل الخبرة والتجارب من الجيل السابق إلى اللاحق يندرج ضمن أهداف المناورات.
وشدد على أن الارتقاء بسرعة الرد في الظروف الطارئة، وكذلك استخدام الأنظمة الموحدة في القيادة والتحكم والتواصل الآمن؛ واختبار الآليات والمعدات والأسلحة المصنعة أو المعدلة في العام الماضي هي من أهداف مناورات "الولاية 91".
ولفت الأدميرال أمير رستكاري إلى أن معظم تجارة الطاقة تسير عبر المثلث الذهبي الواقع بين مضائق هرمز وباب المندب وملقة في شمال المحيط الهندي؛ مؤكداً: بما أن إيران تمتلك شاطئاً طويلاً ممتداً على طول هذه المنطقة فإنها تشعر بأن من واجبها تأمين الأمن الملاحي بها؛ وأن تقوم بمناورات وتدريبات في هذا الجانب، ونحن لن نهدف من مناورات "الولاية91" بهذه المنطقة سوى توفير الأمن المستدام فيها.
حرية خطوط الملاحة التامة في فترة المناورات
وصرح المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" قائلاً: ليس هناك أي ارتباط بالمناورات وغلق مضيق هرمز. مؤكداً أن اختيار مناطق التدريب تم بشكل تبقى معه خطوط الملاحة التجارية والبترول خلال فترة المناورات مفتوحة بشكل كامل وتسير خلالها الناقلات والسفن بحرية تامة.
وحول اقتراب السفن الأجنبية من منطقة المناورات بين رستكاري أنه ووفق الأعراف الدولية للملاحة فإن القوات المرابطة في المناورات تعلن في ساعات معينة وعلى الخط الدولي رقم 16 أن البحرية الإيرانية تقيم تمارين بمجموعة من سفنها في المنطقة التي يتم تحديدها؛ ويطلب من السفن المترددة فيها اختيار المسار الذي لايقودها إلى منطقة المناورات تفادياً لإصابات طائشة إثر المناوشات الجارية في المناورات.
وبين المتحدث باسم المناورات أن خطوط الملاحة في مداخل ومخارج مضيق هرمز كانت منذ بداية المناورات ولحد الآن مفتوحة؛ مضيفاً: لم نشهد هذا العام لحسن الحظ أي تحرك مشبوه خلافاً للعام الماضي حيث اقتربت سفن أجنبية من منطقة المناورات كثيراً.
وأوضح قائلاً: هم يفعلون ذلك عادة للإطلاع على مقدراتنا الجديدة ومعرفة النظم التي نستخدمها؛ ونحن نسمح لهم بالقدر الذي تقتضيه الأعراف الدولية بالمرور؛ ولكن إن كان الاقتراب خارجاً عن الأعراف بحيث يربك المناورات فننذرهم، وهم عادة يلتزمون بذلك ويخرجون من المنطقة.
إعتماد نظم الحرب الإلكترونية
وأوضح المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" أن المناورات تستخدم وبشكل واسع أنظمة الحروب الإلكترونية مؤكداً أن الحرب الإلكترونية تحتل الجزء الأهم في حروب البحر.
وبين أن القوة البحرية في جيش الجمهورية الإسلامية في إيران وبالتعاون مع وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة والمراكز الجامعية والبحثية خلال السنين الماضية عمدت على تطوير استخدام نظم الحروب الإلكترونية؛ قائلاً: وباتت جميع المعدات العائمة والغاطسة والطائرة لدى القوة البحرية اليوم مجهزة بنظم الحرب الإلكترونية وتستخدم هذه النظم في المنطقة على نطاق واسع.
واكد المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري ان بحرية الجيش تستفيد من وحدات الغواصات، التي بلغت مراحل متقدمة من حيث العدة والتقنيات، مشيرا الى ان ايران تملك غواصات عسكرية منذ 18 عاما، واصبحت اليوم صاحبة سبك فيها من حيث الاستفادة من التكتيكات القتالية المختلفة وقدرة المناورة الكبيرة والاستفادة من التقنيات المتطورة والمختلفة.
واوضح ان قيادات وحدات المدمرات والغواصات تجري عمليات مشتركة وعلى شكل شبكة خلال المناورات الجارية.
اختبار انواع الصواريخ والطوربيدات
واشار المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري الى اختبار اطلاق صواريخ مثل كروز من الغواصات الايرانية، خلال يومي الاثنين (اليوم) والثلاثاء (غدا)، كما سيتم اختبار اطلاق انواع الصواريخ من فوق البحر ومن تحته والطوربيدات على عدة اشكال قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، لاستهداف مختلف الاهداف في الجو وغواصات العدو ومدمراته وسفنه الحربية.
ايران لا تريد المواجهة لكنها مستعدة لكل الاحتمالات
وحول امكانية ان تقدم ايران على اغلاق مضيق هرمز في الخليج الفارسي في حال تعرض البلاد الى عدوان والتدريب على ذلك قال رستكاري ان قوات البحرية الايرانية مستعدة وعلى اتم الجهوزية لمواجهة اي احتمال مهما كان مفاجئا، ولديها خطط وبرامج معينة لكافة الاحتمالات.
واكد رستكاري ان هذه هي مهمة القوات المسلحة، وهذا لا يختص بايران فقط، مستبعدا وقوع ذلك في المنطقة، لان ايران اصبحت قوة في المنطقة لا تجرؤ اي قوة في العالم ان تدخل في مواجهة معها.
قوة ايران ضمان امن وسلام المنطقة
واشار المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري الى ان قدرات ايران العسكرية والدفاعية وطنية ولا تعتمد ايران على دولة في التصنيع العسكري، كما انها تملك مخزونا كبيرا من السلاح، منوها الى ان الاعداء وجهوا تهديدات كثيرة لايران وحددوا مواعيد للهجوم عليها، لكنهم تراجعوا في كل مرة واعلنوا ان ايران لا تقترب من الاسلحة النووية وما الى ذلك وانهم اجلوا الهجوم عدة اشهر.
واكد رستكاري ان ذلك كله دليل على قدرة ايران العسكرية، وان الدول المعادية لن تدخل في مواجهة مع ايران، وان الخليج الفارسي ستبقى منطقة امنة للجميع.
وحذر من ان ارتفاع حدة التوتر في الخليج الفارسي مضر بالجميع، لاننا في منطقة واحدة وتربطنا علاقات، ونتشارك في مصير ومستقبل المنطقة، واذا ما حصلت مشكلة فان الجميع سيتورط فيها، مشددا على ان ايران لا تريد المواجهة ولا اغلاق مضيق هرمز، وقد اعلنت عدة مرات انها تعمل على تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة.
الدعاية الغربية ضد ايران لصالح مصانع السلاح الغربية
ونفى المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري ان تكون ايران قد اجرت تدريبات على اغلاق مضيق هرمز، واكد انها لن تقوم بذلك ولا ترى اصلا حاجة فيه، معتبرا ان الحديث عن اغلاق المضيق يأتي في اطار الدعاية الغربية من اجل ضمان مصالح اصحاب مصانع الاسلحة.
واعتبر رستكاري ان الدعاية ضد ايران خاصة عندما تقوم بمناورات عسكرية تهدف الى حرف اذهان شعوب المنطقة عن العدو الحقيقي المتمثل في كيان الاحتلال الاسرائيلي، معتبرا ان الثورات العربية في المنطقة بعثرت اوراق الغرب، وجعلت الامور لصالح سياسات الجمهورية الاسلامية.
ثورات المنطقة اسلامية وتناقض مصالح الغرب
واشار رستكاري الى ان الثورات العربية في المنطقة نابعة عن الصحوة الاسلامية المتصاعدة في المنطقة، مؤكدا انتها تسير على عكس الاتجاه الذي ارادته القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة.
يامكان الغرب ان يعطل الاسلحة التي يبيعها للعرب
وحذر المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري الدول الصديقة من ان الدول الاجنبية تبيعها اسلحة يمكنها السيطرة عليها وتعطيل مفعولها من خلال التقنيات المتطورة التي تستعملها فيها والقابلة للتحكم عن بعد وعبر الاف الكيلومترات، ولا يمكنها ان تستخدمها الا برخصة من تلك الدول.
ودعا رستكاري دول المنطقة الى عدم اهدار ثروات شعوبها على شراء تلك الاسلحة، معتبرا ان ايران تعتمد اليوم على خبرات وطاقاتها شبابها، وقد جعلت بذلك اسلحتها محلية من حيث التصنيع.
ايران مستعدة لتحقيق الاكتفاء العسكري في المنطقة
واكد على دول المنطقة ضرورة وضع السياسات واتخاذ الاجراءات اللازمة لذلك، مشددا على استعداد ايران لتقديم خبراتها العسكرية خاصة من ناحية القوات البحرية لدول المنطقة للاستفادة منها.
سفينة السلاح الايرانية باليمن سيناريو مكرر
وحول المزاعم باستهداف سفينة سلاح ايرانية في اليمن قال المتحدث باسم مناورات "الولاية 91" الأدميرال أمير رستكاري انها ليست المرة الاولى التي يتم طرح مثل هذه السيناريوهات من قبل بعض دول المنطقة، وقد تم توقيف السفن الايرانية في البحار والموانئ المختلفة عدة مرات، والادعاء بانها تحمل اسلحة وذخائر عسكرية وما الى ذلك، لكن كل ذلك كان في سبيل الدعاية والحرب الاعلامية والنفسية، وقد كشفت التحقيقيات انه لا سلاح ولا تجهيزات عسكرية في تلك السفن.
واعتبر رستكاري ان هذا الادعاء من بعض الاطراف في اليمن ايضا يأتي لتأثير الاعلامي على مناورة البحرية الايرانية وفي اطار سياسة التخويف من ايران في المنطقة.