لكن ذلك لا يمنعني ابدا من قول الحق فيما يعد لمصر في سراديب السفارات وغرف الظلام المغلقة وفي دهاليز بعض الاعلام وفي عقول بعض النخب البائسة التي تكره انتماءنا وهويتنا وحضارتنا الاسلامية المشرقية في مصر كما في اكثر من قطر عربي واسلامي كل مرة بحجة او ذريعة والنتيجة المرجوة دائما واحدة العودة بنا الى ما قبل الصحوة وما قبل الثورة وما قبل حكم الشعب وارادة الامة التي انما يقاتلون محمد مرسي وتياره الاسلامي بسببها وما الاعلان الدستوري الا ذريعة او قميص عثمان!
محمد مرسي يا ابناء ثورة مصر قد تختلفون معه او تتفقون قد تحبونه او تكرهون قد تستسيغون شكل ومضمون ادارته لحكم مصر وقد لا تستسيغون، الا انه رغم كل ذلك رئيس منتخب من اكثرية شعبية مصرية يخطئ ويصيب وبالتالي فان قراره وقرار تياره هو قرار مصري مستقل لم يصنع في السفارات ولا على يد القناصل وبالتأكيد ليس في تل ابيب كما كان يفعل سلفه الذي اخذ لقب الكنز الاستراتيجي للصهاينة والامريكيين بامتياز!
وعليه فان خلافكم معه وهو بالمناسبة خلاف داخل البيت الواحد وهو شأن داخلي مصري بامتياز وعلى قاعدة صناديق الاقتراع كما اشعرتمونا و فرحنا كلنا ونحن نتابع ثورتكم الرائعة في الموالاة كما في المعارضة، كنا ننتظر منكم في لحظة كما هي اللحظة الراهنة ان تتعاطوا مع بعضكم البعض على قاعدة ان مصر عائلة واحدة لا تقبل القسمة على اثنين، وانها لن تسمح لاي متسلل او موتور او تابع او فلول ان يدخل مرة اخرى ليقتل او يدمر او يشعل النار في هذا البيت الجميل والرائع!
نعم كنا ولا نزال ننتظر من الموالاة ان يسع صدرها اكثر فاكثر لكل صوت مختلف او متفاوت معها وبالمقابل من المعارضة وهي تقول كلمتها المختلفة مع الرئيس وتياره بشجاعة ولكن ان تشجب وبقوة كل اشكال العنف والتعدي على مقرات الحزب الحاكم وذلك الاسفاف والفجور السياسي تجاه كل ما هو اسلامي او سلفي بحجة الانفتاح ومحاربة الظلامية والفكر 'الطالباني' وكلكم تعرفون جيدا ان محمد مرسي واكثرية رموز التيار الاسلامي الحاكم في مصر منه ومن اي فكر تكفيري براء!
ليس من حقي ولا املك من المعلومات ما يؤكد لي حقيقة ما جرى ويجري من تدمير وحرق وقتل وهدم ممنهج للمشهد السياسي المصري الا انني اجزم بالتحليل والقراءة الاستراتيجية والسوابق مع بلدان اخرى بان كل ذلك من عمل الموساد واجهزة المخابرات الغربية الحاقدة على كل ما هو اسلامي او عروبي او ناصري او مستقل وهي تريد الشر للجميع وتريد ان ترانا ونحن نحترب ونقتل بعضنا بعضا حتى تقيم حفلات الفرح وتشرب انخابها على دمائنا في مصر وغير مصر، ايا كان الفاعل المستأجر لهذا العمل الاجرامي اوايا كان المتقمص للباس الثورة او المندس بين جموع الموالاة او المعارضة لا فرق!
الامريكيون ومعهم الاسرائيليون الصغار الذين خسروا معركة غزة الاخيرة وخرجوا من المولد اذلاء صاغرين هم من يضحكون ويقهقهون ويشربون الانخاب على ما يجري من احتراب داخلي في مصر وهم يعدون العدة للانتقام من الثوار الذين في المعارضة كما في الموالاة بعد ان يستنزفوا الجميع!
انهم هم المرجفون في المدينة وليس سواهم من يروجون لخطر ما يسمى باخونة الدولة واسلمة الحكم و ما شابه وما ان ينتهوا من هذا فانهم هم انفسهم من سيروج لخطر الناصرية والعروبية القادم في محاولة لاعادة انتاج مبارك جديد او شفيق جديد او اي اسم اخر يعيدهم الى ما قبل 25 يناير المجيد فهم يريدون الانتقام من مصر كل مصر ويريدون منع مصر من ان تأخذ دورها الرائد وثقلها الحقيقي وقطعا لا يريدون لها هوية غير الهوية المهمشة والتابعة للامريكي والاسرائيلي !
لذلك كله رسالتي المفتوحة الى الصديق والاخ حمدين صباحي بالذات وسائر المناضلين والثوار الحقيقيين ان ابعدوا من صفوفكم من يريد تصنع دور ممثل الثورة وضعوا ايديكم بيد اخوانكم وشركائكم في الثورة ممن انتخبهم ما لا يقل عن نصف الناخبين واعلنوها بصوت واحد انتم وهم انكم مصريون متلاحمون لا تقبلون القسمة على اثنين وهو الكلام الذي ينطبق على الموالاة كذلك المطالبة هي الاخرى بالذهاب بكل تواضع الى كل الثوار الحقيقيين في ميدان التحرير وغيره من الميادين لتقول لهم بانهم شركاء حقيقيون في الحكم حتى لو لم يحصلوا على الخمسين او الواحد والخمسين بالمائة لان مصر في خطر حقيقي وابن الاصفر الحاقد والمتربص بكل المصريين لابد ان يسمعها الان الان وليس غدا من جميع المصريين: بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة حطموها على قحف اصحابها.
محمد صادق الحسيني
المصدر: القدس العربي