فرنسا تحضر نفسها لتوجيه ضربة عسكرية وقائية لسوريا، بحجة نية النظام السوري باستخدام أسلحة كيماوية ضد شعبه، هذا ما طالعتنا به مجلة لو بوان في عددها الأخير بالاستناد إلى مصادر لم تذكرها، غير أن هذه الاتهامات بإمتلاك سوريا أسلحة كيماوية، يدخل بحسب المراقبين في سياق حرب نفسية يقودها الغرب، ويذكر برأيهم بالادعاءات التي سبقت الحرب على العراق.
وقال خبير عمل اللوبيات والعمليات الاستراتيجية رونيه نبعا لقناة العالم الإخبارية: "كاتب المقال جون غينيال كان مقربا من دوائر المخابرات الفرنسية لأنه عمل كصحفي متخصص في الشؤون العسكرية والأمنية، وهذه العلاقة مع دوائر المخابرات بالتأكيد فيها جانب من التأثير والتأثر".
السيناريو العراقي يطل برأسه من جديد وبنفس الأدوات والمسميات في سوريا بعد أن فشلت الحرب المعلنة ضدها إعلاميا وسياسيا وأمنيا في تحقيق أهدافها بإسقاط دور سوريا الإقليمي في المنطقة، برأي المتابعين للملف.
ويرى خبراء أن سيناريو الحرب النفسية ضد سوريا حاكته قبل فرنسا أمريكا من خلال تسريبات إعلامية تفيد بوجود مخطط محكم لتنفيذ ضربة عسكرية ضد سوريا.
وقال مدير مركز الدراسات والأبحاث في بروكسل بدي ابنو لقناة العالم الخبارية: "بعد ان وصل اوباما الى السلطة بدأ الحديث عن أن هذه الورقة إِعتُمدت بناء على تسريبات من وزارة الخارجية الأميركية، وهذا التسريب كانت تريد منه ان تتحسس الرأي العام الأميركي فيما يتعلق بخطة تدخل تقوم على دعم أطراف إقليمية لكي تكون هي التي تمول ليس المعارضة المدنية السورية وليس حتى الجيش الحر".
واضاف ابنو: "لكن تريد تمويل وحدات من الجيش السوري النظامي حتى يكون هناك شبه إنقلاب عسكري، فالخريطة تحدد الآليات الطبوغرافية لهذه الوحدات، بعضها موجود في شمال سوريا وبعضها موجود في جنوبها على طريق درع، وبالتالي هناك خريطة أمنية محددة لشبه إنقلاب عسكري بإسم الثورة".
ومن المفارقة أن وسائل الإعلام الفرنسية، بإستثناء البعض القليل منها، لا تشير الى أن تدخلا عسكريا في سوريا سيشعل المنطقة وسيؤدي الى حرب إقليمية شاملة، برغم إجماع كل الخبراء حول هذه النقطة.
AM – 08 - 20:51