وفي حديث لقناة العالم الإخبارية وصف إيميل أمين ماجري من إنزال إيران لطائرة التجسس الأميركية بأنه يشكل منعطفاً استراتيجياً عسكرياً مهماً للغاية: لأنه يعني عدة أمور في مقدمتها أن إيران وبرنامجها النووي وقدراتها العسكرية باتت في بؤرة التركيز الأميركي؛ وأن الولايات المتحدة تريد لإيران أن تقع دائماً في الحبائل الأميركية.
وأضاف أن الإنزال يعني كذلك "يقظة الاستراتيجية العسكرية الإيرانية لاسيما في أجهزة الدفاع الجوي" مشيراً إلي أن: إيران لاتكتفي بالتوقف عند الجانب الدفاعي فقط، بل تبادر بالهجومي كذلك ومن خلال التعاطي مع عسكرة الصراع حول المنطقة؛ فكان نموذج الطائرة بدون طيار "أيوب" كأفضل رد قبل إنزال هذه الطائرة.
وصرح مدير مركز الحقيقة المصري للدراسات الاستراتيجية إن: ماجرى هو بالفعل طفرة نوعية استراتيجية عسكرية ستكون لها دلالاتها وآثارها لاسيما إذا أعلنت إيران عن تفكيك هذه الطائرة ماسيكلف العسكرية الأميركية الكثير أدبياً وماليا.
وحول الإنكار الأميركي للحادث قال إيميل أمين: إن الولايات المتحدة مصابة بمتلازمة الاستكبار والإنكار، و هذه ليست المرة الأولى التي تنفي فيها أميركا عملية من هذا النوع، لكن الضريبة الأكثر فداحة التي ستدفعها هو الاختصام من مصداقيتها.
وأوضح أن استخباريين أميركيين أقروا في الأيام القليلة الماضية أن واشنطن قد كثفت من طلعاتها الاستخبارية جواً وبراً وبحراً على إيران، كما أعلن البنتاغون في الأيام الماضية أيضاً عن توسيع شبكات استخباراته في المنطقة رأساً وأفقاً بحيث تكون أدواتها مستقلة عن الـCIA ، مؤكداً أن هذا يؤكد أيضاً ماتعرضت وتتعرض له إيران، مضيفاً: حين يقع هذا الحادث ويتم الإنكار مباشرة فإن هذا ينم عن الإزدواجية الأخلاقية لدي أميركا.
وقال إيميل أمين: إن الإشكالية الأميركية أنها تحرم على الآخرين ماتحلله لنفسها بدوافع من معادلات مجذوبة ومنحولة كحقوق الإنسان والدفاع عن الحريات.
وأكد علي "فضح هذا الاختراق": لأنه اعتداء على دولة مستقلة لها سيادتها وكرامتها ولاتسعي إلا إلى حماية حدودها الإقليمية والجغرافية بحراً وبراً وجوا.
وقال إن تنامي قدرة إيران في مواجهة الحضور الأميركي في المنطقة سيجعل المنطقة أمام معادلة جديدة؛ مضيفاً: إن ظهور أي قوة محلية إقليمية في المنطقة سيعطي رسالة للأميركيين أن القدوم إلينا ليس نزهة.
10:58 05/12 FA