وفي تصريح له لقناة "فلسطين اليوم" الفضائية، قال رمضان ان العدو الصهيوني أراد من حربه على غزة تدمير بنية المقاومة وقوتها وصواريخها، والسعي لاستعادة قوة الردع، ومحاولة إيجاد واقع وتكريسه يتمثل بفصل قطاع غزة عن الضفة، وإلقاء عبء القطاع على مصر، إلا أن العدو الصهيوني فشل في كل ذلك.
وأضاف رمضان بأن العدو ظنّ أن الفرصة حانت لضرب غزة، فاستهدف الشهيد القائد أحمد الجعبري، وكان يسعى لاستهداف قيادات أخرى، وإنهاء المعركة كما يشاء، وكان يظن أنه سيحقق إنجازات كبيرة للذهاب إلى صناديق الاقتراع وتحقيق مكاسب على حساب الدم الفلسطيني، وأراد نتنياهو أن يستجلب دعم أميركي وضوء أخضر برفع شعبيته، ولكنه عاد بالخيبة والهزيمة وعار استهداف "تل أبيب" ومدن أخرى محتلة بصواريخ المقاومة، التي بقيت تسقط على البلدات المحتلة رغم القصف الصهيوني والكم الهائل من النيران التي ألقاها على قطاع غزة. "ونقول هنا بأنه ولأول مرة في تاريخ الصراع تصل صواريخ المقاومة إلى قلب الكيان في "تل أبيب"، إلى ما تسمى بـ"بقرة الكيان الصهيوني المقدسة"، وهو ما يؤكد على تدهور ما يسمى قوة الردع الصهيونية إلى أبعد حدود".
ولبعض المشككين بانتصار المقاومة في قطاع غزة أشار رمضان إلى استطلاعات الرأي داخل الكيان الصهيوني نفسه وعبر القناة العاشرة الصهيونية، والتي أشار فيها 34% من المستطلعة آراؤهم بأن غزة انتصرت، و26% قالوا بتعادل المقاومة مع الكيان، وهذا التعادل بحد ذاته هو نصر للمقاومة، فالكيان بكل جبروته وآلة حربه خرج من الحرب متعادلاً مع الجهاد وحماس وفصائل المقاومة وهذا يعني أن الضحية اليوم تنتصر على الجلاد أكبر انتصار.
واستحضر رمضان عبد الله خلال العدوان على غزة مشهد المستوطنين وهم يهرعون إلى الملاجئ وعلى رأسهم قادة حرب الكيان من نتنياهو إلى باراك وقيادات أخرى، وهو مشهد
يكرّس للهزيمة الصهيونية.
وبخصوص الدول التي تقدّم الدعم للمقاومة في فلسطين أكد الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي بأن فصائل المقاومة لا يسعها إلا أن تقدّم الشكر لمن دعمها ، مثمناً دور إيران في دعم المقاومة بتقديم السلاح والمال والدعم السياسي، محذراً من وجود بعض الأصوات التي تحاول إنتاج عدو جديد في المنطقة اسمه إيران.
وأشار رمضان كذلك إلى أن هنالك أشياء كثيرة ميّزت هذه الحرب عن سابقاتها، فالمقاومة كانت إمكانتها مختلفة، واستطاعت استهداف عمق العدو، الذي راح يستجدي التهدئة بعد يومين، ونحن رفضنا لأنه كانت لنا شروط حاولت دولة الكيان الصهيوني انتزاعها منا تحت النار، ولكننا رفضنا ذلك وبقينا صامدين ومصرّين على تحقيق المكاسب لأبناء شعبنا المحاصر. وهو ما تم فعلاً بإرادة المقاومة وإرادة شعبنا الصامد، فكانت التهدئة تتضمن وقف الاغتيالات والعدوان وإطلاق النار، وفتح المعابر، وعدم استهداف الصيادين وغير ذلك، وإن كانت بحاجة إلى آليات للمتابعة.
وأكد رمضان بأن المقاومة وأبناء شعب فلسطين لا يأمنون غدر المحتل، لذلك: قلنا للراعي المصري نلتزم بالتهدئة ما التزم الاحتلال بها.
واكد رمضان بأن المقاومة التي استطاعت تطوير قدراتها وفاجأت العدو، باستهداف "تل أبيب" وغيرها بما تمثل للعدو من حالة رمزية، فقال: اطمأنوا بأن المستقبل للمقاومة، وكما كان هناك فارق نوعي بين 2008 و2012 نقول بإذن الله سيكون هنالك فارق جديد ومهم في المستقبل، وبقرة الكيان الصهيوني "تل ابيب" لم تعد لها حصانة، وجبروت القوة الصهيونية التي استباحت دول عربية كالسودان وغيرها بالقصف والاستهداف، لم تعد كما كانت وما تسمى بقوة الردع تدهورت إلى حد بعيد.
وفي سياق آخر، وبما يتعلق بمشروع الدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة كدولة غير عض بصفة مراقب، والذي نال أغلبية بواقع 138 صوت، قال رمضان: في ضوء الخطاب لرئيس السلطة أبو مازن بالأمم المتحدة والذي قيل بأنه إنجاز وفرصة تاريخية، نقول بأن هذه الخطوة التي تأتي في ذكرى ما يسمى "قرار تقسيم فلسطين"، وهذا الحديث عن دولة غير عضو ونحن نسأل هنا: عن أي فلسطين نتحدث؟، إذا كان الحديث عن وطن فلسطين بكامله من النهر إلى البحر، فمن الطبيعي أن نبارك ذلك، أما إذا كان يراد وضع سقف للحق الفلسطيني، حق الأمة في فلسطين كل فلسطين، والقبول بدولة على حدود الـ67 يصادر المحتل الصهيوني فيها نصف الضفة الغربية، إذاً هنا يتم الحديث عن قرار يؤدي إلى شطب الجزء الأكبر من حقنا في فلسطين، تحت إطار وسقف ما يسمى المفاوضات والتسوية والشرعية الدولية الظالمة التي أوجدت الكيان الصهيوني واعتنت به وحمته.
واضاف : "نحن قلنا بصراحة للسلطة والأخوة في مصر بأننا لن نبارك هذه الخطوة ولكن لن نتصدى لها، ولندع الوقت والأيام والوقائع التي ستحكم على الأرض بأن تبيّن لنا ما الذي سيتحقق من وراء هذه الخطوة، حتى أن نتنياهو قال بأنه لن يتغير شيء بعد الموافقة على قرار دولة فلسطين غير عضو".
وأكد رمضان بأن هذا الحل يغلق الباب في وجه أية محاولات أو حلول أخرى ويشطب ما تبقى من فلسطين مضيفاً أن هذه الخطوة تحجز مقعد لحل الدولتين وإلى أن يطبق برؤية صهيونية، ولننتظر 30 سنة أخرى، وهذا جوهر الموقف الصهيوني، الذي لديه هم وحيد هو تثبيت "إسرائيل كدولة يهودية". واستطرد رمضان مستغرباً من سعي البعض للقبول بالقليل رغم ما تحقق على أيدي المقاومة وأبناء شعب فلسطين من انتصار في قطاع غزة والذي له دلالاته الكبيرة.
وتابع رمضان متسائلاً: هل هذا الحل سيعيد أهل حيفا ويافا وصفد وغيرها إلى مدنهم وقراهم في الأراضي الفلسطينية التي احتلت منذ العام 1948. مؤكداً أن ما يجري هو محاولة لضخ روح جديدة في عملية التسوية التي باتت في غرفة الإنعاش.