الإعتراف جاء في تقرير بثته القناة الأولى في التلفزة الإسرائيلية مؤخرا عن عملية أنصارية الفاشلة في جنوب لبنان قبل خمسة عشر عاما . قبل الخوض في تفاصيل التقرير الإسرائيلي لنتذكر عملية انصارية .
تقرير ... في 5 من أيلول 1997 هنا بين هذه الأشجار التي تبشر بموسم جيد للبرتقال اللبناني الجنوبي، اعتقد الإسرائيليون الذين نزلوا قبل الفجر ليكمنوا في المكان عند أطراف بلدة أنصارية الساحلية أنهم سينالون من قيادي كبير في المقاومة، وقعوا في الكمين المضاد حيث تركوا أشلائهم في المكان لتكون هذه الأشلاء صدمة لن ينساها الإسرائيليون. لكن ما لم يتوقعه الإسرائيليون أن هناك من رصد أنشطتهم ونصب لهم مكمناً محضراً ومحكماً، سقطت أجهزة في أنصارية في أيلول عام 97 وسقط معها حلم السياسيين والعسكريين باستعادة زمام المبادرة، خلف فشل العملية صداً صاحباً في الكيان الصهيوني فالقتلى 12 والجثة المتبقية بأيدي حزب الله ليسوا رقماً عادياً ولا هم مجردين عن التداعيات الكبيرة وأهمها طي صفحة عمليات مشابهة.
من موقعه الأمني المتميز في المنطقة يكتشف أن هناك قدرات أمنية كبيرة لدى المقاومة تتجاوز الحدود التي كان قد رسمها في مخيلته.
لعنة أنصارية كما سمها الإسرائيليون وبعد خمسة عشر عاما عادت لتكشف حقائق مثيرة تدخل الاحتلال مباشرة في دائرة الاتهام باغتيال شخصيات لبنانية كبيرة بينها رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والمسؤول الأمني الكبير اللواء وسام الحسن إضافة إلى نواب وقيادات محسوية على قوى الرابع عشر من آذار في لبنان التي كانت على الدوام تستبعد فرضية تورط الاحتلال الإسرائيلي بالاغتيالات وتشير بأصابع الاتهام إلى أخصامها السياسيين في الداخل.
تقرير ... تحت شعار إسقاط السلاح احتشد في ساحة الشهداء آلاف من المؤيدين لقوى 14 من آذار التي أحيت الذكرى السادسة لانطلاقة ثورة الأرز، الأعلام المرفوعة حددت هوية المشاركين من تيار المستقبل إلى القوات اللبنانية والكتائب.لم يقتصر تجييش قوى الرابع عشر من آذار على الاتهام السياسي لخصومها السياسيين بعلاقة محتملة في اغتيال شخصيات لبنانية محسوبة قوى الرابع عشر من آذار بل تبعه تجييش شعبي للمطالبة بنزع سلاح المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي استبعدته هذه القوى نهائيا من دائرة الاتهام بالتورط المباشر بعمليات الاغتيال إلى أن جاء الاعتراف عبر القناة الأولى للتلفزة الإسرائيلية بهذا التورط.
القناة الاولى في التلفزيون الإسرائيلي بثت تقريرا عن عملية أنصارية كشفت فيه جزءاً من معلومات عن وجود عبوات مشغولة ومعدة جيدا، كي تبدو لاحقاً لبنانية، وذلك في سياق مقابلات أجرتها مع أهالي الجنود القتلى في عملية أنصارية الذين يخوضون صراعا قضائيا مريرا ضد المؤسسة العسكرية في الكيان الإسرائيلي.
كشفت القناة الأول في التلفزة الإسرائيلية معلومات تضع الكثير من علامات الاستفهام حول دور إسرائيل في التفجيرات التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة...
المعلومات لا تحتمل التحليل والتأويل وتقطع بشكل واضح سعي إسرائيل إلى تنفيذ عمليات أمنية على شكل تفجيرات بهدف إلصاقها بحزب الله وافتعال فتنة بينه وبين أطراف لبنانية أخرى، المعلومات التي كشفها التلفزيون الإسرائيلي تقول أن جنود وحدة الكومندوس الإسرائيلية التي وقعت في كيم المقاومة الإسلامية في بلدة أنصارية كانت تحمل عبوتين من النوع الذي يستخدم في لبنان وأن الجنود كانوا بصدد زرع هاتين العبوتين في المنطقة وتفجيرهما بهدف الإيحاء بأن عملية التفجير تندرج في إطار الصراع اللبناني الداخلي.
عدم استخدام عبوات متطورة ناجم عن طبيعة وهدف العملية في أنصارية، وقد أعدت الوحدة التقنية في الجيش هذه العبوات بشكل يفسر انفجارها كعملية في إطار النزاع اللبناني الداخلي..
هناك مواد محددة جداً على علاقة بموضوع العبوات التي كان يحملها الجنود ولا أريد الدخول في تشريح الأمر من أجل المحافظة على السرية حيث جرى اختفاء أمور محددة جداً.
المعطيات التي عرضتها القناة الأولى للتلفزيون الإسرائيلي أظهرت تشابها بين الشظايا التي أصابت الجنود الإسرائيليين في أنصارية من عبوة حزب الله وبين شظايا العبوات التي كان يحملها الجنود أنفسهم.
تركيبة العبوة ولدت لدي انطباع عن تركيبة غير نوعية تهدد حامل هذه العبوات، لقد عثرت في جثث الجنود على شظايا لا يستخدمها الجيش الإسرائيلي وربما يكون مصدر هذه الشظايا عبوات العدو (حزب الله) أو عبوات الجيش الإسرائيلي التي أدخلت لأهداف عسكرية.
أهالي الجنود القتلى اتهموا السلطات الإسرائيلية بالتكتم الشديد حول موضوع العبوات للتغطية على شخصيات كبيرة في إسرائيل كما أن السلطات امتنعت عن تسليم معلومات تتعلق بالعبوات لأهالي الجنود رغم صدور قرار عن المحكمة العليا بضرورة السماح لهم بالاضطلاع على التقارير والوثائق والمواد ذات الصلاة بعملية أنصارية.
وكشفت القناة الإسرائيلية أن العبوات التي أودت بحياة الجنود في أنصارية، كانت ثلاثاً: واحدة تابعة لحزب الله، واثنتان كان الجنود يحلمونهما على ظهورهم.
وبحسب التقرير فإن أحد التقديرات السائدة يشير إلى أن العبوتين، كانتا مشغولتين بصورة تتلاءم مع طبيعة وأهداف العملية، أي أن الوحدة المسؤولة عن إعداد وتجهيز العبوتين، أعدّتهما بصورة تتيح تفسير عملية التفجير لاحقا، على أنها عملية ضمن إطار النزاع اللبناني الداخلي .