استغلال المسلحين بسوريا للاطفال جريمة حرب

استغلال المسلحين بسوريا للاطفال جريمة حرب
الجمعة ٣٠ نوفمبر ٢٠١٢ - ٠٢:٣٨ بتوقيت غرينتش

استنكرت منظمة هيومن رايتس ووتش قيام الجماعات المسلحة في سوريا باستغلال الأطفال في القتال والأغراض العسكرية الأخرى عبر استخدام لغة الوعد والوعيد، في حين وثق المركز السوري لتوثيق الانتهاكات، وهو مجموعة مراقبة سورية معارضة، مقتل 17 طفلاً على الأقل قاتلوا في صفوف "الجيش السوري الحر".

واضافت المنظمة في تقرير لها انه ثبت لديها وجود أطفال في سن قد تبلغ ال 14 عاماً يخدمون ضمن صفوف الجماعات المسلحة ، وينقلون الأسلحة والإمدادات ويقومون بأعمال مراقبة، كما شوهد أطفال في سن ال 16عاماً يحملون السلاح ويقاتلون ضد الجيش السوري .
هذا في حين ينص البروتوكول الاختياري لاتفاقية حقوق الطفل بشأن اشتراك الأطفال في المنازعات المسلحة، وسوريا طرف فيه منذ عام 2003، على انه "لا يجوز أن تقوم المجموعات المسلحة المتميزة عن القوات المسلحة لأي دولة في أي ظرف من الظروف بتجنيد أو استخدام الأشخاص دون سن الثامنة عشرة في الأعمال الحربية".
وفرض القانون الدولي ايضا سن 18 عاماً سناً دنيا للمشاركة في الأعمال القتالية المباشرة. وبموجب نظام روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية، فإن استخدام القوات المسلحة أو الجماعات المسلحة لمجندين تحت سن 15 عاما أو استخدام الأطفال في صفوفهم "للمشاركة الصريحة في أعمال القتال" تعد جريمة حرب.
وطبقا للتفسيرات الملزمة للنظام، فإن المشاركة الصريحة في أعمال القتال لا تقتصر على مشاركة الطفل في القتال مباشرة، بل تشمل أيضا أنشطة متصلة بالقتال، مثل الاستطلاع والتجسس والأعمال التخريبية واستخدام الأطفال في تشتيت انتباه الخصم أو لحمل المعدات أو عند نقاط التفتيش العسكرية.
كما يشمل الحظر على المشاركة الصريحة للأطفال استخدامهم في مهام دعم "مباشر"، مثل حمل الإمدادات إلى الخطوط الأولى للقتال.
يشار الى ان منظمة هيومن رايتس ووتش قابلت خمسة صبية بين 14 و16 عاماً، قالوا إنهم يعملون مع المعارضة المسلحة في حمص ودرعا وخربة الجوز، قرب الحدود التركية.
وقال ثلاثة من الصبية – يبلغون جميعاً من العمر 16 عاماً – إنهم يحملون السلاح وتلقوا تدريبا عسكريا وشاركوا في مهمات قتالية هجومية .
"ماجد" – الصبي البالغ من العمر 16 عاماً من الخالدية بحمص – قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه شارك في مهام قتالية في سوريا بعد ان تلقى تدريبا على كيفية التصويب نحو الهدف وتفكيك وتركيب السلاح واضاف : كنت أحمل كلاشنيكوف... كنت أطلق النار على نقاط التفتيش... لكي نتخذهم أسرى ونأخذ أسلحتهم .
اما قاسم الذي يعيش حاليا في الاردن وهو من درعا فقد قال مشيراً إلى "الجيش السوري الحر": "أعطونا أسلحة فحسب، لم يكن هناك أي تدريب. كان معنا كلاشنيكوف، لكن ليس أكثر من 30 رصاصة، كنت أقوم بأعمال مراقبة واستطلاع، عندما يقترب أحدهم، ننبه الآخرين ".
من جهته قال هيثم لـ هيومن رايتس ووتش "إنهم (الجيش السوري الحر) يقبلون الناس بدءاً من سن 16 عاماً. إنهم تحت ضغوط شديدة (ليربحوا المعارك)".

هذا فضلا عن ان المنظمة شاهدت ووثقت بشكل مباشر قيام عناصر من الجماعات المسلحة وما يسمى بالجيش السوري الحر بتحريض الاطفال على القتال من خلال تواجدهم في مخيمات اللاجئين واستخدام لغة الوعد والوعيد .
وقد وثق المركز السوري لتوثيق الانتهاكات، وهو مجموعة مراقبة سورية معارضة، مقتل 17 طفلاً على الأقل قاتلوا في صفوف "الجيش السوري الحر". وقد تعرض آخرون لإصابات بليغة وأصيب البعض بالعجز بشكل نهائي.