ففي الفترة الممتدة بين 1979عام ولغاية عام2012 ( تاريخ کتابة هذا المقال )، برهنت الجمهورية الاسلامية على حقيقة ثابتة، وهي انها لن تبخل بأي شيء في سبيل دعم قضايا التحرر والمقاومة والصمود بوجه المشروع الغربي ــ الصهيوني.
وبمثل هذه المصداقية تلاقت التطلعات المشروعة للمقاومين والمجاهدين في فلسطين ولبنان والعراق وافغانستان وغيرها، مع مواقف طهران المخلصة والصادقة، وقد استطاع هذا التحالف المقدس تحقيق الانتصارات العظمى على مستوى تحطيم ادعياء الغطرسة والاستكبار والطغيان واذاقتهم الهزائم المرة على مدى اكثر من 30 عاما.
في هذا المضمار قد يكون من الصعب عند البعض القبول بهذه المعادلةالجديدة، لانهم رضعوا منذ نشأتهم الاولى "لبن التبعية والعمالة و الخيانة"، بيد ان الملاحم الرائعة التي سطرها ابناءالامة في غزة ولبنان بفضل (الدعم التسليحي ــ التقني) الذي وضعته ايران تحت تصرفهم وفي خدمة معاركهم العادلة يفترض انها ازاحت الكثير من حجب العمى والضلالة عن اعين المتآمرين والمتخاذلين.
لقد قامت المعادلات الاستكبارية دائما على قاعدة وضع الخطوط الاحمر على أي انتصار يمكن ان يحققه المسلمون والعرب على "اسرئيل واسطورة جيشها الذي لايقهر"، الا ان التقدم الايراني المضطرد في ميادين التسلح الدفاعي والانجازات الباهرة التي تعلن طهران كل يوم عن تحقيقها ولاسيما في مجالات المنجزات الصاروخية القريبة والمتوسطة والبعيدة المدى ، وتصنيع الطائرات اللامرئية (بدون طيار) وتعزيز قدرات القوة الجوية، وتطوير فاعلية اساطيلها البحرية ، وآخرها انزال البارجتين ( سهند وسينا) المزودتين بالانظمة الصاروخية الدقيقة الي العمل، فضلا عن تقوية عوامل الجهوزية والردع والرصد في جميع صفوف القوات المسلحة (من جيش وحرس ثورة) ...
أقول ان التقدم الايراني في كل هذه الجوانب، قد قلب المعادلات الاستكبارية رأسا على عقب، حتى بات الشغل الشاغل للاميركان والاوروبيين ومرتزقتهم في المحميات الخليجية والشرق الاوسط في الوقت الحاضر، هو الحيلولة دون توجيه المزيد من الضربات القاصمة الى العمق الصهيوني، سواء القادمة منها من(غزة هاشم) او (جنوب لبنان)، ولربما من مناطق اخرى بالعالم الاسلامي مستقبلا.
وهكذا اصبحت الامة العربية والاسلامية امام معادلة جديدة قوامها الانتصارات المتلاحقة عوضا عن الهزائم المفروضة، وتحدي لغة العربدة والارهاب الصهيواميركي بكل حزم بدلا من الاستكانة والخنوع واستمراء المذلة.
وبرأي ايران ومعها جميع الاحرار والمجاهدين في (محور قوى المقاومة والممانعة)، فان هذه المعادلة يمكنها اسدال الستار على المشهد الاخير من الصراع المرير مع اسرائيل والصهيونية والاستكبار على وجه السرعة، فقد اكتشف العالم اجمع وبوضوح تام قوة المقاومين المؤمنين الرادعة، وقد ازفت ساعة الحسم وفصل الخطاب استنادا على مبدأ الايمان بان تحرير فلسطين والقدس الشريف والجولان وسيناء والاغوار وافغانستان، قادم لامحالة شريطة الاتحاد والتلاحم والتعاون على البر والتقوى، ونبذ أي نوع من التواطؤ المشؤوم مع الغزاة والمحتلين القادمين من ابعد القارات.
ويقيننا ان أبناءالامة الاسلامية في غزة هاشم الذين اخرجوا طاقاتها الكامنة الى العلن وحولوها خلال ايام تخليد ذكرى تضحية الامام الحسين(ع) في عاشوراء شهر محرم الحرام للسنة الهجرية 1434، الى حمم غاضبة امطرت اسرائيل وعنجهيتها بمطر السوء، قادرون حتما وبفعل الدعم الاسلامي الايراني على حسم معركة التحرير لكامل التراب الفلسطيني المغتصب، وذلك بعد دحرالمحتلين الصهاينة وحماتهم ومرتزقتهم ، ورميهم في مزبلة التاريخ .
حميد حلمي زادة