تعليقا على ما قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة، خلال نفس الاجتماع من أن لا تتركوا فلسطين للذئاب وهي التي تنتظر فك أسرها منذ أربعة وستين عاما ولا تزال تنتظر.
هذه الدعوة من رئيس وزراء قطر لم تكن دعوة لتسليح المقاومة الفلسطينية في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بل كانت لتسليح المعارضة السورية ضد النظام الذي شارك في المقاومة في غزة . هنا شهر الأمير القطري سيفه . أما أمام العدوان على غزة فلم يجد نفسه إلا عاجزا ولم يجد بعض العرب إلا نعاجا .
رئيس الوزراء القطري شدد في كلمته هذه على أن العرب لن يعلنوا الحرب على الإسرائيليين وأنه لا يتكلم عن حرب أو عمل عسكري وقال أنا أعلم قدراتنا وعزيمتنا .
إنه الاستسلام. تحت هذا العنوان علق ابراهيم الأمين في جريدة "الأخبار اللبنانية" على كلام الأمير القطري قائلا :عاد الرجل إلى أداء الدور الذي يتقنه، وذهب مباشرة إلى إعلان العجز، وهو يقول لأهل فلسطين: نحن نعرف قدراتنا وإمكانياتنا وعزيمتنا. لن نذهب إلى الحرب.
لا مقاومة، لا مفاوضات». أصحاب العبارة يحاولون ليس تبرير استمرار العجز فحسب، بل اعتبار أن الأهداف الفعلية للثورات العربية هي تحقيق تداول في السلطة.
وأضاف الأمين : أصحاب شعار «لا مقاومة، لا مفاوضات» يلعبون أقذر الأدوار في هذه اللحظة. هؤلاء يعتقدون بأن الأولوية هي لمواجهة استحقاقات أخرى. يقولون بعدم وجود المقاومة لأنهم اختاروا انسحاباً من المعركة والابتعاد عن المقاومة والقبول بوقائع الاحتلال.
وتساءل الأمين: كيف يستوي موقف وزير خارجية قطر حيال قدرات العرب في مواجهة ما يحصل في غزة والقول بالعجز، ثم نجده نفسه ومن خلفه دول مجلس التعاون يجدون أن لديهم الأموال والقدرات والإرادة، لتزويد المعارضة السورية بالسلاح وبكل أشكال الدعم المادي والسياسي والإعلامي؟ كيف يعقل لهؤلاء أن يقرروا ويريدون منّا أن نقبل أن أهل فلسطين لا يحتاجون إلى مثل هذا الدعم ومثل هذا الاستنفار؟
هذا الانتقاد اللاذع لكلام رئيس الوزراء القطري حول العجز والنعاج لم يقتصر على الإعلام العربي الذي أظهرنا نموذجا منه ولكن انسحب ايضا على الإعلام الإسرائيلي الذي علق ساخرا على الكلام عن النعاج .