لذلك نقول مبروك لغزة ومبروك للمقاومة ومبروك لفلسطين ونفتح مع قادة حماس قوسين لنستفيد من قاموس خالد مشعل الجميل عن الشغل الجميل مع فريق جميل من المخابرات الجميلة كما سمعناه جميلا أمس .
يحق لخالد مشعل كقائد لحماس وكعنوان اساسي في صناعة النصر ان يتصرف بنصيبه من النصر برضا حركته وخياراتها لكن لا يحق له سرقة نصيب الشركاء الآخرين والتلاعب بالأدوار لتجيير هذه الأنصبة لآخرين وهذا الأمر ليس أخلاقيا وحسب بل سياسي وإستراتيجي ايضا رغم أن أصل المقاومة أخلاق .
ليست المسألة إيفاء الشركاء الفعليين حقهم من العرفان بالجميل والتذرع بمقولة بائسة انه يفترض بمن يدعم المقاومة ان ينكر نفسه طالما هو يفعل ذلك بفعل قناعة ولا يتنظر جزاءا ولا شكورا او يفعلها بفعل ايمان ودين فلوجه الله ،.
لأن القضية هي بوجهين خطيرين يرتكب معهما مشعل جريمة سياسية بحق الأمة فهو يؤلب شعوب وجمهور القوى والدول التي قدمت التضحيات لدعم المقاومة ضد قيام قياداتها بأي دعم وأي تضحية .
فماذا سيقول السيد حسن نصرالله لأسر الشهداء الذين سقطوا على طرق إيصال السلاح إلى غزة أو الذبن تعذبوا وهم يدربون شباب حماس على إتقان وتصنيع الأسلحة ؟
وماذا يقول الرئيس بشار الأسد لشعب سوريا الذي سمع مشعل ويعرف كم عوقبت سوريا منذ مطالب كولن باول بعد سقوط بغداد وأولها عزل المقاومة ووقف إمداداها ؟ وكم تحملت سوريا من عقوبات وضغوط ومعاناة إقتصادية دفعها شعبها بسبب هذا الخيار؟
وماذا ستقول القيادة الإيرانية لشعبها الذي تحرضه المعارضات هناك على قيادته بتهمة تبديد ثروات إيران على قوى المقاومة وهو يسمع ما قيل من تعجرف حتى بلحظة الإقرار بدعم إيران وكأنه شحنة صليب أحمر وصلت إلى غزة نقبلها رغم الخلاف ؟
مشعل أراد خلق بيئة شعبية ضاغطة لعدم تقديم اي دعم مستقبلي للمقاومة ويا ليته سمع حكاية السموأل قبل مؤتمره الصحافي عندما قام بإغاثة من تظاهر بالمرض في طريقه ورفعه على حصانه ولما إستوى الأمر لهذا الرجل أطلق العنان للحصان تاركا السموأل على الأرض فناداه السموأل قائلا خذه يا أخ العرب لكن لا ترو قصتك لأحد كي لا تموت المرؤة عند العرب .
مشعل أراد قتل المرؤةة عند العرب والمسلمين وكل الأحرار .
أما البعد الثاني لجريمة مشعل فهو ترويج ثقافة قوامها ان نصرة المقاومة جاءت ممن لديهم إتصالات وقاموا بتوظيفها كما وصف موقف مصر الأخوان وتركيا وقطر والنتيجة هي أن الأفضل لمن يريد أن يدعم المقاومة أن يكون لديه سفارة إسرائيلية فيسحب السفير عند العدوان ويرده عند نهايتة وليس على طريقة إيران الثورة التي طردت السفير يوم النصر ورفعت علم فلسطين مكان علم إسرائيل أو يفضل لحلف المقاومة أن يكون عضوا بالناتو فيكون بمستطاعه إجراء الإتصالات كما هو دعم أردوغان أو ان يكون على علاقة طيبة بالإسرائيليين فيستطيع التواصل معهم عبر مكتب الإتصال كما هو حال قطر .
مشعل يطوي تاريخ ثقافة قرن كامل قوامها ان المقاومة جزء من حركة إستقلال الأمة العربية والإسلامية ومحورها هو محور الإستقلال الذي لا تدنسه معاهدة او علاقة او قاعدة للإستعمار أو للإحتلال وثقافة مشعل اليوم بعنوان النصر للشعوب هي تحية الحكام المتخندقين في حماية العلاقة مع المستعمر بإعتبار إتصالاتهم هي الدعم الذي تنتظره المقاومة ، ونحن هنا لا نطلب مغادرة الواقعية السياسية ولا منطق العلاقات العامة بالتعامل مع كل من يمكن أن يفيد حرب المقاومة بل نناقش عمق الأشياء لا قشرتها .
جريمة مشعل الثالثة هي في التفاهم الغامض الذي قبله وقبلته للأسف قوى المقاومة كحال الجهاد الإسلامي التي بدا حضورها السياسي ضعيفا سواء لتصويب مسار ما روجه مشعل او لجهة الإصرار على تفاهم واضح ، دون أن نطلب منها شق الصف طبعا ،فكان ممكنا المشاركة بالشكر المجامل لكل من شكرهم مشعل من مصر إلى تركيا وقطر ولكن الإضافة البسيطة بالقول ، ويهمنا التأكيد ان المقاومة خيار يؤكد صوابه ولأنها خيار فهي إمتداد لثقافة الإستقلال التي نأمل ان تكون عنوان الربيع العربي فيكتمل بدول لاقواعد اميركية فيها ولا معاهدات مع إسرائيل ولا قيود تفاهمات بالناتو ويضيف شكرا لكل من ساهم ودعم لكن ما تحتاجه فلسطين هو السلاح والأمل أن يصبح حق فلسطين بنيل السلاح مقررا في الدول العربية والجامعة العربية كما قرر حق بعض المعارضات العربية لحكوماتها ،وفلسطين أولى من الجميع بتكريس هذا الحق ، ويضيف ومن باب اداء الأمانات لا بد من شهادة حق بغض النظر عن الأحلاف وزواريب السياسة أن لإيران وحزب الله وسريا دين في رقبة حركات المقاومة لوقفتهم ودعمهم وتضحياتهم نأمل ان يتواصل مهما كان الخلاف حول ما يجري في سوريا ، نقول هذا لأننا نتامل الكثير من صعود دور الجهاد التي لا نريدها أسيرة المجاملات بل بوصلة المقاومة النظيفة ولقائدها الدكتور رمضان ان يكون صوت الحق الساطع .
نقول التفاهم غامض والإحتلال لن يفك الحصار بل سيتلاعب بالمعابر على هواه ويماطل ويضيع الوقت وسيحرص على ممارسة الضغوط على مصر وتركيا وقطر وهو وواشنطن قادران على ذلك ، وهؤلاء قادرون على الضغط على حماس لتمييع ما بعد التهدئة ليسقط هذا البند مع تقادم الزمن وصولا إلى جعل فك الحصار مشروع تفاوض على من يدير المعابر وكيف يضمن امنها ويستعيد بذلك حصة الوصاية ويصل إلى مشروعه التاريخي تحويل غزة عهدة مصرية .
غزة عهدة مصرية جزء من كامب ديفيد رفضه انور السادات وقبله محمد مرسي فالسادات سأل الراحل ياسرعرفات يومها وقال جوابا على الطلب الإسرائيلي "الملف الفلسطيني يبقى واحدا وغزة ليست جزءا من مصر" أما اليوم فقد فرضت غسرائيل أن غزة جزء من مصر والضامن المصري يضمن من طرف واحد هو المقاومة أما من الطرف الإسرائيلي فلا يملك ورقة قوة يضمن عبرها سيئا .
بدلا من مصر التي تستقوي بنصر غزة وتفاوض على تعديل كامب ديفيد لجهة تعزيز إنتشار جيشها في سيناء والعريش وتأمين فتح سيادي لا صلة للإسرائيلي به لمعبر رفح ، نجح الإسرائيلي بفضل نعمة ما اسماه مشعل الشغل الجميل مع الدور المحترم للمخابرات الجميلة بإضافة ملحق لكامب ديفيد رفض السادات التوقيع عليه هو جعل غزة عهدة مصرية وبند امني كان يقول عمر سليمان الجميل سابقا ان مصر لاتقدر عليه والمقصود ان تضمن عدم تهريب السلاح ويقول الجميل الجديد اليوم نعم نقدر فتلتلزم مصر بتجفيف سلاح الصواريخ لترسيخ امن إسرائيل .
نقول هذا لنقول النصر العسكري محسوم فالف تحية للمقاومين والنصر السياسي مشوه ومنقوص وفي خطر الذوبان ليصبح هزيمة ونصرا للعدو بسبب تموضع السياسة في زواريب لا تقودها بوصلة المقاومة وفلسطين بل بوصلة المصالح الأخوانية الضيقة .
عسى الكلام يتقري لو قلبوا الصفحات كما يقول شيخ إمام .
*بقلم ناصر قنديل - وكالة اخبار الشرق الجديد