وقد تكبد الفلسطينيون خلال اكثر من اسبوع خسائر بشرية فاقت المائة شهيد واكثر من الف جريح، و تتواصل المظاهرات في البلدان العربية والاسلامية والاسيوية والاوروبية منددة بالعدوان الصهيوني على اهالي غزة، وقد اعلنت ايران دعمها المادي والعسكري للمقاومة الفلسطينية حيث اعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني: اننا نفتخر بمساعدتنا للشعب والمقاومة الفلسطينية من الناحية المادية ومن الناحية العسكرية أيضا.
وتوجه بالكلام للدول العربية التي تدعي خوفها على فلسطين: عليكم أن تتحركوا وتقدموا مساعدة تترجم على أرض الواقع، الفلسطينيون ليسوا بحاجة لكلام ومؤتمرات بل بحاجة لعمل ومساعدة حقيقية، مضيفا: اذا أرادت هذه الدول ان تكون فخورة بوقوفها الى جانب الفلسطينيين فعليها ان تقدم لهم السلاح. وأضاف: نحن على استعداد ان نقف بجانب الشعب الفلسطيني وأهل غزة ونحارب كيان الاحتلال .
هذا في الوقت الذي لم تحرك جامعة الدول العربية اي ساكن بانتظار جهود مصر لوقف اطلاق النار. وكانت زيارة وفد من الدول العربية برئاسة الامين العام للجامعة العربية لغزة هي اقصى دعم تقدمه الانظمة العربية لأهالي غزة.
وكان الفلسطينيون وخاصة اهالي غزة ينتظرون من الحكومات العربية دعما عمليا بما فيه تقديم السلاح لمواجهة العدوان الصهيوني ، لكن رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم اعلن عن امتناع حكومته من دعم غزة بالسلاح مبررا ذلك بالقول: " ان ما يجري في غزة غير مقبول عربيا من الجميع، مضيفاً «نحن مع التهدئة لكنها يجب أن تتم بوضوح وعدم السماح لأي طرف بأن يستمر في اغتيال شخصيات ويدخل في معارك جانبية، ويطلب من الطرف الآخر تهدئة مئة في المئة ... التهدئة يجب أن تكون من الطرفين".
ورفض الشيخ حمد تسليح قطاع غزة، قائلاً «موضوع الأسلحة إلى غزة، لا. نحن نتحدث عن السلام وعن الدعم الإنساني وإعادة إعمار ما دمر، موضوع التسليح نحن ضده".
ولم تتخذ السعودية موقفا حازما من العدوان الاسرائيلي، بل طالبت مجلس الأمن الدولي بإجبار إسرائيل على وقف هجماتها على غزة. ودعا وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز خوجة، في بيان، مجلس الأمن الى أن يكون أكثر صرامة، وأن يتحمل مسؤولياته لإجبار إسرائيل على وقف الاعتداءات على الأبرياء المحاصرين في غزة".
ويتوقع اهالي غزة من الحكومات العربية ان تتخذ مواقف داعمة لصمود المقاومة لا ان تقوم بتحركات استعراضية لا تفيد الفلسطينيين شيئا.
وقد علق رئيس تحرير صحيفة القدس العربي عبد الباري عطوان على موقف الحكومات العربية من العدوان الاسرائيلي بقوله : إن ابناء قطاع غزة الذين يتعرضون للقصف الصاروخي والغارات الاسرائيلية ليل نهار يجب ان يغلقوا الأبواب في وجه الوفد الذي يرأسه امين عام جامعة الدول العربية، ويضم وزراء خارجية عدة دول عربية، وان يطالبوهم بالعودة من حيث اتو. اهل القطاع لا يريدون 'سياحا' بمرتبة وزراء خارجية، او امين عام للجامعة، يأتون الى قطاعهم من اجل الادعاء كذبا بأنهم يحسّون بمعاناتهم، وجاءوا من اجل اظهار مشاعر الود والتضامن تجاههم.
هؤلاء لم يقدموا فلسا واحدا للقطاع، ولم يعمّروا بيتا تهدم اثناء العدوان الاسرائيلي شتاء عام 2006، ولم يكسروا حصارا خانقا ومذلا مستمرا منذ عشر سنوات، فلماذا يستقبلهم ابناء القطاع بالترحيب، ويفرشون لهم السجاد الاحمر الملون بدماء شهدائهم وجرحاهم؟
اهل القطاع لا يريدون الشفقة، ولا الكلام المعسول، وانما اسلحة حديثة متطورة يدافعون بها عن اطفالهم وكرامتهم، في مواجهة ارهاب اسرائيلي حصد حتى كتابة هذه السطور ارواح اكثر من ثمانين انسانا، نسبة كبيرة منهم من الاطفال.
لماذا لا يتزاحم هؤلاء، مثلما رأيناهم في الاسابيع الاخيرة، على تقديم صواريخ 'ستينغر' المضادة للطائرات الى فصائل المقاومة في القطاع، حتى يحيّدوا سلاح الجو الاسرائيلي، ام ان هذه الصواريخ 'حرام' ان تستخدم ضد الاسرائيليين، وان تحمي الفلسطينيين المسلمين 'السنّة'؟
والسؤال المشروع هو هل ، من الانصاف أن يقصف الفلسطينيون بالقنابل والصواريخ ونحن نجلس ونشاهد مأساة الشعب الفلسطيني دون أن نحرك ساكنا ؟ الا ترون بان الولايات المتحدة ارسلت وزيرة خارجيتها الى اسرائيل لتقوم بتحرك ما من اجل دعم الصهاينة ، ان الولايات المتحدة تشعر بالمسوولية تجاه اسرائيل فكيف لا يشعر الحكام العرب بمسوولية تجاه الشعب الفلسطيني ؟
السوال الاخر هو لماذا لم يتحرك تنظيم القاعدة وهو يرى الصهاينة يواصلون جرائمهم بحق الفلسطينيين ولم يقم باي خطوة لدعم أهالي غزة الابطال ؟ لماذا لم يقم هذا التنظيم باية عملية عسكرية ضد الصهاينة وهو الذي يعلن باستمرار تفجير قنابل وعبوات ناسفة في البلدان العربية والاسلامية وتستهدف الابرياء بينما لم يقم هذا التنظيم باية عملية تستهدف اعداء العرب والمسلمين.؟
شاكر كسرائي