وفي تحليل أدرجته صحيفة الاخبار اللبنانية بقلم "ابراهيم امين"، تساءل الكاتب "لماذا لم يشكر خالد مشعل سوريا وإيران وحزب الله على وقوفهم إلى جانب غزة؟" و اضاف: "هناك تعليقات كثيرة وردت على هذا العنوان مباشرة بعد انتهاء المؤتمر الصحافي الطويل لمشعل في القاهرة لأنه كرر مرات عدة شكر مصر وتركيا وقطر لوقوفها إلى جانب أبناء غزة، وإغفاله الإشارة إلى الآخرين، وأنه اضطر في لحظة رداً على سؤال إلى شكر إيران على ما قدمته خلال السنوات الماضية، بعدما أكد وجود خلافات مع إيران بشأن الموقف مما يجري في سوريا".
واشارت الصحيفة اللبنانية الى كلام السيد حسن نصرالله في هذا المجال مضيفة ان السيد نصر الله تطرق إلى العنوان نفسه، لكن على طريقته حيث استعان بعبارة قرآنية مثل "لئن شكرتم لازيدنكم" او بعبارة "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق"، ونوه بذلك الى عدم إشارة مشعل إلى دور إيران وسوريا على الأقل، لأن مشعل لم يقم بما يجب في شكر إيران وسوريا، وخصوصاً أنّ هذين البلدين هما من بين كل دول العالم بذلا جهوداً هائلة لدعم المقاومة و وقفا الى جانبها دوما و لم يتخلا عنها قط.
واضاف كاتب التحليل : "ربما هي المرة الأولى التي يثار فيها مثل هذا العنوان. البعض يعتبر مجرد الإشارة إليه محاولة لتمنين الفلسطينيين بدعم هو في الأصل واجب على كل عربي ومسلم إزاء القضية الفلسطينية. وربما من المنطقي أن يخرج من يقول للسيد نصر الله أو لإيران أو لسوريا، إن مطالبتنا بشكركم تعني أنكم أصحاب مصلحة خاصة في توفير الدعم لنا، وبالتالي فأنتم قمتم بهذا العمل ليس لأنه واجب عليكم، بل للحصول على مقابل، سواء كان شكراً أو غير ذلك.
وقد يخرج آخرون يقولون بأنه ليس صحيحاً ما يقال عن دعم إيران وسوريا للمقاومة في فلسطين، وأن ما تحظى به المقاومة من دعم سياسي ودبلوماسي هو أكثر تأثيراً من الدعم العسكري.
وبالطبع، سيخرج من يقول: لو أن حماس اليوم ليست على خلاف أو تباين مع إيران وسوريا، لما جرت مطالبتها بموقف الشكر هذا".
واكد الكاتب : "اليوم، يجب الابتعاد عن كل نقطة خلافية، وينبغي العمل على البحث عن نقاط التوافق والإجماع، إلا أن المصارحة التي يحتاجها أهل فلسطين، وأهل المقاومة في كل العالم العربي، توجب أيضاً التنبه إلى أن وقف إطلاق النار بين العدو والمقاومة، وهو أمر حتمي قريباً، يجب ألا يكون مقدمة لأشياء أخرى ليست في صلب عمل المقاومة وقضيتها وأهدافها".
واضاف الكاتب: "اليوم هناك إجماع على فشل العدوان الإسرائيلي بعدما نجحت المقاومة في إعداد قدرات صاروخية تصيب مراكز حساسة في قلب العدو. وهذه القدرات هي التي تجعل استمرار الحرب من دون طائل، إسرائيلياً وحتى غربياً. ما يعني ببساطة أن هذه القدرات الصاروخية أدّت الدور الحاسم إلى جانب الإرادة السياسية والقدرات البشرية على إفشال عدوان "إسرائيل". وهذا ما يقود إلى استنتاج على شكل سؤال: ما هي الخطوة التالية لقوى المقاومة بعد وقف إطلاق النار؟.
هل هي في السعي إلى استثمار مناخات عامة فلسطينية وعربية ودولية للبحث عن مكاسب ذات طابع سلطوي في مقابل هدنة مديدة؟ هل هي في الاستفادة من هذه التجربة لإعادة بناء قوة عسكرية وصاروخية ذات أوزان نوعية من شأنها ردع العدو عن تكرار العدوان"؟