مع بداية الحرب سارع الرئيس الأمريكي وإدارته وحلفاؤه في بريطانية وفرنسة وغيرها إلى تحميل حكومة غزة المسؤولية في حين تلعثم وتعثر قادة العرب فرادى وجماعات في اتخاذ موقف واضح وصارم ضد الحرب.. وصلت مع البعض إلى اعتبار العرب معها نعجة...حمد قطر
موقف لم يقبله شرفاء الأمة وقادتها الحقيقيون...نصرالله
وإذا كان العرب محكومين من قبل أنظمة تستبد بعائدات النفط والسياسة والإعلام فإن العجب من دافعي الضرائب الأمريكيين الذين يمولون الكيان الإسرائيلي من جيوبهم بترسانة عسكرية لإسرائيل بمليارات الدولارات سنويا.وتسارع أمريكا نفسها بالوقوف إلى جانب المعتدي والمحتل... ولا عجب فطالما كانت هي نفسها معتدية كما في حالتي العراق وافغانستان.
أما أنقرة التي سقطت في شراك الانقلاب على حليفها السوري الاستراتيجي وجيشت ضده جيوش القاعدة والتكفيريين فإنها لم تشهد حراكا شعبيا يذكر ضد الحرب بل وذهب نائب رئيس وزرائها إلى اغتنام الفرصة لإعادة العلاقات السياسية مع تل أبيب. وفي حين امتثل اردوغان نفسه سريعا لطلبات الرئيس الأمريكي بالضغط على الرئيس المصري لمنع حماس من الدفاع عن غزة والتوقف عن إطلاق الصواريخ فإن الملك السعودي الذي يستميت مع أخويه أردوغان وحمد لإسقاط النظام السوري بجرم المقاومة دعا للتعقل والحكمة ولكن طلبه لم يشمل إسرائيل بالطبع بل مصر ومن ورائها حماس وكأن الأخيرة هي التي تملك أحدث الطائرات والصواريخ وهي التي بدأت الحرب.
الثلاثي المذكور المكون من قطر والسعودية وتركيا يحول طيلة العامين الماضيين من وصول الربيع العربي إلى شعوب الملكيات العربية حتى ولو أدى ذلك إلى التوسل بالقمع وإرسال قوات الاحتلال إلى الشعوب التي تتوق للحرية والكرامة. ولكن الثلاثي نفسه يستميت من أجل إسقاط النظام السوري لا لشيء إلا انتقاما منه على خلفية وقوفه إلى جانب المقاومة وخطبته الشهيرة التي وصف فيها قادة معسكر الخنوع بأشباه الرجال. وبذل الثلاثي نفسه مليارات الدولارات لجلب المقاتلين وتدريبيهم وتسليحهم وتنظيمهم ليدمروا ما أمكن من سورية لإضعافها وإسقاطها تخلصا ممن تجرأ ووصفهم بأشباه الرجال.
الثلاثي نفسه الذي تبرأ من مقاومة غزة حتى بالإعلام ولم يسندها ولو برصاصة واحدة ضد الكيان الاسرائيلي بعد أن مارس عليها الإغراءات والتضليلات لإبعادها عن الحاضن الأساسي لها الذي يتذكر بعضهم اليوم أن الأسد كان يتصل بنفسه وشخصيا كل مساء مع خالد مشعل ليسأله عن ما يلزمه الإخوة في غزة طيلة حرب عام 2008.
الأمين العام لحزب الله وهو الذي يعرفه بالصدق أعداؤه قبل أصدقائه قال إن الصواريخ التي حققت الردع ضد إسرائيل في 2006 و 2008 كانت تأتي من سورية. وإذا حققت صواريخ الأمس معادلة ما بعد بعد حيفا فإن صاروخ فجر - خمسة خلقت معادلة ما بعد القدس وتل أبيب وهي التي جعلت الكيان الإسرائيلي يستجدي الغرب وتركيا ومصر لوقف الحرب. أضف إلى ذلك الصواريخ التي استطاعت للمرة الأولى في تاريخ الفلسطينيين أن تسقط مروحيات الاباتشي الإسرائيلية الشهيرة وطائرات الإف – 16 أمريكية الصنع.
ولطالما استعرض تنظيم القاعدة عضلاته ضد المدنيين مسلمين وغيرهم وتبجح بقطع الرؤوس وتفخيخ السيارات لم يتجرأ يوما على إطلاق طلقة واحدة ضد الكيان الإسرائيلي وهو ما يؤكد إدارته من قبل أجهزة استخبارات سعودية وغربية.
والأوربيون الذين جيشوا العالم لأجل أسير إسرائيلي في غزة يتعامون اليوم عن قتل إسرائيل وجرحها لمئات الفلسطينيين اعتداءا وظلما.
رياض محمد