شعار” كذَب الموت فالحسين مخلدا.. كلما مر الزمان تجددا” نقرأه كل عام , وفي جميع بقاع الأرض حزناً ودموعاً وألماً فينفجر ثورة وشعار حياة , فكراً وفلسفة وموقفاً تسقط به عروش طغاة وهيمنة ظالم... دخل في عمق ثقافتنا وأدبنا ومأكلنا ومشربنا , في غنائنا ولحننا وموسيقانا, في كل جوارح وجوانح محب فصار لوطننا الراية والهوية والشعار ...
“ لايوم كيومك يا أبا عبد الله “ قد يقولها شاعر أو أديب لكن حين يقولها أخو السبط الشهيد الحسن بن علي (ع) فيصبح اليوم والزمان الذي يتكرر له قدسية ومعنى استثنائي كليلة القدر ويوم العيد ويوم الخلق ويوم الطوفان وهكذا يوم كربلاء استثنائي في تاريخ العرب والمسلمين بل الإنسانية جمعاء يوم انتصر فيه الدم على السيف , يوم رفعت فيه رايات الحق والعدل ضد الظلم والباطل والطغيان في صرخة مدوية “ هيهات منا الذلة” فكانت كربلاء شعارا يعاند النسيان.وإذا كنا حقاً على درب الحسين (ع) نسير, وعلى خطاه ونهجه نعيش فما أجدرنا أن نمجد مبادئه وقيمه ورسالته سلوكاً وتطبيقاً في عراقنا العزيز الذي امتزج ترابه بدم الحسين وصحبه الميامين ... هيا نمحو آثار (البعث اليزيدي) في كل مستويات الثقافة والفكر والسياسة والاقتصاد ...
ونقترح على حكومتنا.. مركزية ومحلية , على مجالسنا وخطبائنا , جامعاتنا ومدارسنا وعلى مؤسسة الإعلام ... حملة تثقيفية جادة ومدروسة للاستفادة من ذكرى الطف ودروس كربلاء , ولتنطلق في كل سنة ( حملة تؤسس على شعار من شعارات البناء ) باسم الحسين (ع) وأصحاب الحسين .
كل عاداتنا وتقاليدنا والسير نحو كربلاء الخلود , وافتراش تراب الكرامة..., الندب والبكاء , الطبخ والعزاء , كل هذا الوجدان الشعبي يزرع في النفوس امداداً من الأمل , وطاقة وإرادة في التغيير , فالتوجه نحو الفقير مساعدة, ونحو المظلوم عوناً , ونحو الحكم عدلاً , ونحو البلاد تعميراً وبناء .
صرخة الأمس واليوم والغد تنادي باسم الحسين سلام العراق ووحدته الوطنية .. باسم كربلاء نزرع البلاد شجراً وزهراً ونواجه العواصف , نبني المساكن للفقراء ونمحو الأمية , نرفع الألغام ...كلها يمكن أن ترفع شعارات وتحول الى مشاريع تنفع البلاد والعباد ... هذه صرختي في ذكراك ... يوم ناديت هل من ناصر ينصرني ... لبيك يا حسين...
د. حسن سلمان