وفي هذا السياق دعا محلل الشؤون العربية في القناة الثانية "يهود يعاري" حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي للعمل فورا مع اميركا والاتحاد الاوروبي للتوصل الى اتفاق وقف اطلاق نار تقوم مصر فيما بعد بفرضه على حركة حماس وبقية الفصائل.
وقال رئيس حركة ميرتس "غولؤون" هو الاخر في حديث مع مراسل القناة الثانية بانه يتوجب الان بحث مستقبل العملية والبحث عن طريق لانهائها قبل ان تفقد "اسرائيل" ما اسماه بما حققته من قوة ردع.
وعلى الطرف المقابل دعا نائب الوزير الاسرائيلي ايوب قرة ومن على شاشة القناة الثانية الاسرائيلية ايضا الى قتل المزيد من الناس وضرورة التوغل في غزة وعمل كل شيئ لوقف الصواريخ.
وفي السياق ذاته، شددت صحيفة "معاريف" الصهيونية الصادرة اليوم السبت على أن الكيان الاسرائيلي يصارع الزمن من أجل الخروج من المواجهة مع قطاع غزة ، مشيرة الى أن "عامل الزمن ليس في صالح "إسرائيل" وأن الضغط الدولي لوقف عملية عامود السحاب، من المتوقع أن يشتد مع بدء المرحلة البرية من العملية العسكرية، التي لن تكون على شاكلة عملية الرصاص المسكوب والتي استغرقت ثلاثة أسابيع ".
وقالت "إن خطوة حماس، في ادخال مليون ونصف مليون إسرائيلي آخر في رعب الصافرات، حتى وإن لم تتسبب حتى أمس بإصابات أو أضرار في غوش دان، زادت من احتمال شن عملية عسكرية برية " والذي ربما يكون الخلفية لقرار وزير الحرب السماح بتجنيد حتى 30 الف عنصر احتياط.
وبحسب الصحيفة تقدر مصادر مصرية بان "إسرائيل" تنوي في الوقت القريب الشروع في عملية برية، وفي القاهرة يحاولون احباط الخطوة بكل قوة. إذ منذ الان بدأ الدبلوماسيون الأجانب المتواجدون في غزة بترك القطاع رغم استياء حماس.
وتقول معاريف إن الجيش الاسرائيلي يهدف من وراء العملية البرية في عمق قطاع غزة الى تشديد الضغط على قادة حماس لطلب وقف النار، وبالتوازي تقليص نار الصواريخ نحو بلدات جنوب البلاد ووسطها، من خلال الاستيلاء على قسم من وسائل اطلاق الصواريخ. وتضيف إن العمليات التي نفذها سلاح الجو الاسرائيلي يوم أمس ثبت أنها لا تكفي لتعطيل النار: ففي اثناء اليوم اطلق نحو "اسرائيل" اكثر من 200 صاروخ وهي كمية تشبه حجم نار حزب الله أثناء حرب لبنان الثانية، وهي أعلى بكثير من كمية الصواريخ التي أطلقت في أثناء عملية "الرصاص المصبوب" قبل نحو أربع سنوات.
وأشارت معاريف الى أن الضغط الدولي على "اسرائيل" لوقف العملية العسكرية، من المتوقع أن يشتد مع بدء المرحلة البرية؛ والتخوف من ضرر استراتيجي قد يلحق بالعلاقات مع مصر وبالطبع التخوف من الكثير من المصابين من الطرفين – سيحمل الجيش الاسرائيلي الى تنفيذ عملية سريعة وفتاكة. واغلب الظن، فان الجيش الاسرائيلي لن يمكث في القطاع على مدى نحو ثلاثة اسابيع مثلما في "الرصاص المسكوب". وهو سيتطلع الى البقاء في القطاع اقل فترة ممكنة، لكنه لن يغادره قبل أن يوجه ضربة أليمة لفصائل المقاومة.
معاريف أفادت أن نيران الصواريخ الى تل أبيب، كانت متوقعة. وكذلك ثمنها الباهظ وهذا ليس مشجعا. ولكن يمكن لحماس أن تستخدم أيضا أسلحة اكثر مفاجأة من ناحيتنا (بما في ذلك صواريخ ارض – بحر)، وربما حتى تنفيذ عمليات بعيدا عن قطاع غزة. ومثلما هو الحال دوما، يعطينا العالم بضعة أيام تسامح لمعالجة مشكلتنا. وفي الاسبوع القادم سيبدأ الضغط من لجنة الخارجية والامن في الامم المتحدة. فالعناوين الرئيسة عن قتلى مدنيين من غزة ستسيطر على الشاشات في العالم والصبر تجاهنا سينفد. وحتى الجيش الاسرائيلي سيشعر بهذا. واذا لم يكن هذا بكافٍ – فان كل يوم يمر سيزيد من الضغط على الحكومة المصرية لتوجيه ضربة تاريخية لاتفاق السلام مع "اسرائيل". ولكن هذا أيضا ينبغي أن نتذكره: التفوق النوعي والكمي لاسرائيل على حماس هائل.
اكبر بكثير من الفارق بين روسيا وجورجيا، التي سحقت تحتها، لغرض المقارنة. والحديث يدور عن فارق ستشعر به حماس جيدا أثناء الايام القريبة القادمة وقد شعرت به منذ الان. فهل هذا يعني أن القيادة السياسية حددت للجيش الاسرائيلي أهدافا واضحة لاستغلال الخطوة العسكرية، وهل تحقيق هذه الاهداف مضمون؟ تماما لا. ختمت صحيفة معاريف .