أما الهدف الأول الذي أعلن عنه وزير الحرب الصهيوني هو: تحقيق الردع الاسرائيلي! وهذا ما لم يتحقق للجيش الغازي سنة 2008، حين أعلنت وزيرة الخارجية الصهيونية الحرب على غزة من القاهرة.
أما الهدف الثاني الذي حدده وزير الحرب هو المساس بالصواريخ التي تمتلكها حماس والمقاومة، لذلك لجأ رئيس الوزراء إلى الكذب، وأعلن في أول بيان له عن إصابة المواقع الاستراتيجية لصواريخ المقاومة، وعن تحقيق العملية الإرهابية لأهدافها !.
أما الهدف الثالث الذي أعلن عنه وزير الحرب فقد تمثل في ايقاع الالم بالمقاومة، وهنا أقول إن العدو قد نجح نسبياً في إيقاع الألم بالمقاومين حزناً وغضباً على ارتقاء قائدهم أحمد الجعبري إلى الأعالي، ولكنه لم يمس إرادة المقاومة لدى الرجال الذين نذروا أنفسهم للشهادة.
وكان الهدف الرابع الذي يحلم في تحقيقه وزير الحرب الصهيوني: خفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية الإسرائيلية للصواريخ، وهنا أزعم أن مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية قد تجاوز المدى المألوف لدى الإسرائيليين.
ما يمكن ملاحظته أن الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها وزير الحرب الصهيوني تخلو من عنجهية الماضي، واستبداد القوة المتغطرس الذي ميز قادة الكيان، فلم يرد ضمن الأهداف أي حديث عن اقتلاع المقاومة من جذورها، وتصفية المقاومين، واحتلال قطاع غزة، لقد تواضع وزير الحرب واكتفي بهدف إيقاع الألم بالمقاومة، ولم يقل وزير الحرب: سأمنع تساقط الصواريخ على المغتصبات الصهيونية، واكتفى بخفض مستوى تعرض الجبهة الداخلية للصواريخ، ولا حديث عن تهديم البيت الفلسطيني على رأس حركة حماس، وإنهاء حكمها كما كانت أهداف العدوان على غزة سنة 2008،
وللتغطية على الفشل يلجأ وزير الحرب الصهيوني إلى الكذب، ويعلن أن المنطقة الحدودية المحاذية لقطاع غزة تتمتع بالأمن الذي لم تحلم فيه منذ عشر سنوات، لقد سخر الإسرائيليون أنفسهم من كلام وزير حربهم، الذي يتحدث عن الأمن في منطقة يتوقف فيها التعليم نهائياً، وتغلق المدارس أبوابها، وقد صدرت التعليمات للسكان بألا يبتعدوا عن الملاجئ أكثر من خمسة عشر ثانية! فعن أي أمن للغاصبين يتحدث وزير الحرب الصهيوني؟
الساعات القادمة والأيام القادمة تحمل للعدو الإسرائيلي رعباً لم يشهده من قبل.
د. فايز أبو شمالة