وخلال استقباله عددا من المفكرين والاستاذة والباحثين في اطار المنتدى الرابع لبحث الافكار الاستراتيجية لإيران اشار آية الله خامنئي الى ضرورة العمل على تبيين موضوع الحرية في البلاد.
واكد أن التمييز واثارة الحروب والتعامل الانتقائي ازاء حقوق الانسان هي من افرازات الحريات الغربية مشددا على اهمية دراسة هذا الموضوع من وجهة النظر الاسلامية والغربية وصولا الى نظم بهذا الشأن.
واوضح ان الحاجة الماسة للبلاد للفكر والتفكير في المواضيع البنيوية هو من الاهداف الرئيسية لإقامة ملتقيات الافكار الاستراتيجية، ولفت الى ان الشعب الايراني يمضي قدما في مسار التطور والتقدم، وهو بحاجة ماسة الى تفعيل الافكار في المواضيع البنيوية والاساسية.
واضاف بأن اهمية التواصل المباشر مع النخبة والتمهيد للتوصل الى اجابات للاسئلة الهامة في المواضيع البنيوية والحياة الاجتماعية، هو من الاهداف الرئيسية لاقامة ملتقيات الافكار الاستراتيجية.
ووصف سماحته هذه الملتقيات بأنها تمهد لإيجاد تيارات فكرية عميقة وواسعة، واضاف: من الضروري البدء بالمهمة الرئيسية بعد هذه الاجتماعات، وان يتناول الباحثون والمفكرون في الحوزات والجامعات القضايا المطروحة، باعتبارهم ينابيع فياضة للفكر في هذا المجال.
واشار قائد الثورة الى الفراغ الكبير والنواقص الملموسة في معرفة وتبيين مختلف ابعاد موضوع الحرية في البلاد، وقال: ان موضوع الحرية حاز اهتماما كبيرا خلال القرون الاخيرة في الغرب، مقارنة بالمواضيع الاخرى، معتبرا ان السبب في ذلك يعود الى بروز احداث اوجدت موجات فكرية عاتية، من قبيل الثورة الصناعية في اوروبا والثورة الفرنسية وثورة اكتوبر في روسيا.
ولفت أيتالله خامنئي الى ان موضوع الحرية، والى ما قبل ثورة الدستور في ايران، لم يحظ بالاهتمام، والسبب في ذلك هو التبعية للغرب وتقليده، الامر الذي لم يحث المفكرين على انتاج الفكر وبالتالي لم يؤد الى ايجاد تيار فكري يذكر في هذا المجال.
واشار الى وجود فراغ كبير رغم وجود وفرة كبيرة في المصادر الاسلامية بشأن الحرية، داعيا الى سد هذا النقص عبر إعمال الفكر والبحث عن اجوبة لجميع التساؤلات المطروحة في موضوع الحرية، لبناء منظومة متناسقة في هذا المجال، مشيرا الى ان تحقيق هذا الهدف يتطلب عملا جادا وإلماما بالمصادر الاسلامية والغربية.
ولفت سماحته الى ان المقصود من موضوع الحرية في هذا الملتقى، هو المعنى الشائع والمتداول للحرية في الاوساط الجامعية والفكرية بالعالم، اي الحريات الفردية والاجتماعية، وليس الحرية المعنوية والسلوك الى الله.
وانتقد قائد الثورة الفكر الذي يصف الحرية بأنها التحرر المطلق من كل شيء، وقال: لا ينبغي الخوف من القيود خلال الحديث عن الحرية.
وتابع : في الفكر الليبرالي فإن مصدر الحرية هو الفكر الانسانوي او الاومانية، بينما يؤكد الفكر الاسلامي ان مصدر الحرية هو التوحيد بمعنى الاعتقاد بالله والكفر بالطاغوت، فمن وجهة نظر الاسلام، يعتبر الانسان حرا من جميع القيود الا العبودية لله. ورأى ان الكرامة الانسانية تشكل الأساس الرئيسي للحرية في الاسلام.
وانتقد آية الله خامنئي الواقع الغربي المنبثق من فهمه للحرية، فعلى الصعيد الاقتصادي ادى هذا الفهم الى بروز الرأسمالية وعلى الصعيد السياسي ادى الى احتكار السلطة من قبل حزبين فقط وعلى الصعيد الاخلاقي ادى الى بروز شتى انواع الفساد من قبيل المثلية.
واردف ان هذه المواضيع تشير الى حقائق فظيعة ومريرة وقبيحة وفي بعض الاحيان شنيعة في المجتمع الغربي، والتي تؤول بالتالي الى التمييز والغطرسة واثارة الحروب والتعامل الانتقائي مع مواضيع سامية من قبيل حقوق الانسان والديمقراطية.
واكد سماحته انه رغم هذه الحقائق المؤسفة، الا ان مراجعة آراء المفكرين الغربيين، للبحث بشأن الحرية امر مفيد، لأن الغربيين لديهم سابقة مديدة في تدوين المنظومة الفكرية بشأن الحرية وتضارب الآراء في هذا المجال.
وشدد قائد الثورة على ضرورة تجنب النظرة التقليدية، باعتباره الشرط الرئيسي لمراجعة آراء المفكرين الغربيين، لأن التقليد يتعارض مع الحرية.