وقالت الصحيفة في خبر نقلته عن مراسلها عمر اوديميش: إن المعسكر الذي يقع في قرية قزيلتشاه التابعة لمدينة يايلاداغ الحدودية يحوي مسلحين سوريين إضافة إلى مقاتلين من جنسيات أجنبية لافتة إلى أن هذا المعسكر يقع في نقطة الصفر على الحدود التركية وإلى جانبه مخفر تركي يعمل على حماية هذا المخيم الذي يدرب فيه المسلحون.
وأوضحت الصحيفة أن المعسكر المذكور يحوي 2500 مسلح بعضهم ينتسب إلى تنظيم «القاعدة» حيث تعمل حكومة حزب العدالة والتنمية على تلبية حاجتهم من الذخيرة والسلاح إضافة إلى دفع راتب شهري لكل مسلح مشيرة إلى أن أغلبية سكان قرية قزيلتشاه اضطروا للرحيل من القرية بسبب التدريبات العسكرية الجارية في المخيم المذكور وأشارت إلى وجود معسكرات تدريبية أخرى في المنطقة تحوي ما بين 7 و8 آلاف مسلح إضافة إلى معلومات تفيد بأن المسلحين الذين يتسللون من هذه المعسكرات إلى سورية يقومون بارتكاب جرائم القتل وأعمال إرهابية وحشية بحق المواطنين السوريين.
وأوضحت الصحيفة أن الجرائم الإرهابية وأعمال القتل التي ترتكب في إدلب واللاذقية وكسب يتم التخطيط لها في هذه المعسكرات من خلال الدعم اللوجستي والسلاح المؤمن عبر تركيا.
في موازاة ذلك أكد الكاتب التركي جان أتاكلي أن استراتيجية وتوقعات حكومة حزب العدالة والتنمية تجاه سورية وقيادتها فشلت وأن التطورات تثبت ذلك.
وشدد الكاتب أتاكلي في مقال نشرته صحيفة «وطن» التركية على أن سورية بلد التنوع الفكري والثقافي والديني حافظت على توازنها باستمرار من خلال حقوق المواطنة للجميع وفق الدستور والقانون مشيراً إلى أن حركات التمرد المدعومة من الخارج والتي حدثت في إطار ما يسمى «الربيع العربي» الذي يسعى الغرب إلى شرعنته لم تهدف إلى تحقيق الديمقراطية والحرية في المنطقة بل إلى السيطرة على مصادر الطاقة فيها.
وجدد الكاتب أتاكلي تأكيده أن الدول الغربية استخدمت أسلوب سفك الدماء في الدول العربية بهدف تحقيق مصالحها موضحاً أن تكتيك سفك الدماء لم ينجح في سورية رغم ترويج أفكاراً عدائية عن القيادة في سورية وعلاقتها بالشعب والتي هي بالأصل تعبيرات عن حنق الغرب من مواقف القيادة السورية التي تتصدى للإمبريالية وترفض الهيمنة الأميركية والغربية ولذا أتت هذه الاتهامات لتشكل الذريعة الوحيدة التي يستند إليها الغرب ومعه تركيا للتدخل في سورية وشرعنة هذا التدخل.
وشدد الكاتب على أن الشعب السوري يرفض ما يحاول الغرب تصوره حول القيادة السورية التي تحظى بدعم شعبي واسع.
وقال الكاتب: الحقيقة هي أن المعارضة في سورية لا تملك رؤية سياسية وإيديولوجية محددة والشيء الوحيد الذي يعرف عنها هو تلقيها السلاح والتمويل من مشايخ الخليج " الفارسي" وملوك العرب ودول الغرب وتركيا بذريعة تحقيق الحرية والديمقراطية في سورية معتبراً ذلك تحريضاً على الحرب والمشاركة في قتل آلاف الأبرياء وتشريدهم من مجموعات متطرفة مشكلة من تنظيم «القاعدة».
ودعا الكاتب حكومة حزب العدالة والتنمية إلى التخلي عن الدعم الذي تقدمه للمجموعات الإرهابية المسلحة والذي يتسبب بمقتل عشرات الناس في سورية يومياً وأنه في حال استمرار سياسة أردوغان على هذه الحال فإنها ستؤدي إلى بقاء تركيا وحيدة في حل المشكلات المشابهة التي ستشهدها مستقبلاً.
من جهته أكد خورشيت جوناش النائب عن حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض أن تركيا تشارك السعودية وقطر في دعم المعارضة السورية بالسلاح الأمر الذي أدى إلى ارتفاع النفقات الضمنية لحكومة حزب العدالة والتنمية، حيث سجلت رقماً قياسياً ولم تشهد الجمهورية التركية هذا الحجم من النفقات الضمنية في تاريخها.
ونقل موقع «كرتشك جوندام» عن النائب جوناش قوله في مؤتمر صحفي حول النفقات الضمنية: إن حجم النفقات الضمنية يثير التساؤل حول ما إذا كانت تركيا تخوض حرباً داخلية أو مع دولة أخرى، مشيراً إلى وصول النفقات الضمنية إلى 870 مليون ليرة تركية في الأشهر التسعة الأولى من العام الجاري، حيث يتجاوز هذا الرقم ميزانية جهاز المخابرات القومية التركية ويتساوى مع ميزانية رئاسة الوزراء عندما تضاف نفقات الشهر العاشر.
وطالب النائب التركي جوناش حكومة حزب العدالة والتنمية بتقديم توضيح حول النفقات الضمنية، مؤكداً أن هذه النفقات لم تنفق لشراء السلاح للقوات المسلحة التركية لأن ميزانية القوات المسلحة واضحة.
وتساءل جوناش عما إذا كان وراء هذه النفقات الضمنية الأزمة في سورية و الدعم الذي تقدمه حكومة حزب العدالة والتنمية للمعارضة السورية.