فلحسن الحظ رأينا ان الممارسات العملية للجماعات المسلحة تكذب وتناقض المقومات النظرية للثورات الشعبية. فقد صار المقاتلون وهم من جنسيات مختلفة، لا يقيمون أي اعتبار للارواح البريئة التي يزهقونها بدم بارد، وكأنهم في دوامة انتقام لا تفرق بين احد وآخر مادام الضحايا يعيشون في الديار السورية.
وهكذا وجدنا ان شعارات الديمقراطية والحريات والتعددية، لم تكن سوى خداع، وذريعة لاغراق سورية بالفوضى العارمة، كما اثبتت الايام صوابية رؤية القيادات السياسية في ايران وروسيا والصين، بشأن التاثيرات والتدخلات الخارجية التي تعمل علنا على تسعير الاضطرابات والفتن وتحرض على الارهاب والجريمة المنظمة وسفك الدماء في هذا البلد، امعانا في تدميره وتخريبه وتقطيع اوصاله.
ولقد اظهرت المجازر والاعدامات التي ارتكبها افراد المجموعات التکفيرية المسلحة بحق السوريين واللبنانيين والعراقيين واخيرا وليس آخرا الفلسطينيين، ان المؤامرة ابعد من محاولة الاطاحة بالنظام السياسي المناضل في دمشق، لان من يمارس التصفية الجسدية بحق الفلسطيني المبعد المقيم في مخيمات اللاجئين في اليرموك والحجر الاسود والنيرب وغيرها، هو بالتأکيد قاتل محترف لايفهم شيئا من مفردات الجهادالمقدس، كما ان فعلته الشنيعة هذه تبرهن على انه مأمور بارتكاب هذه السلوكيات المحرمة دوليا واسلاميا وانسانيا بايعازات صادرة من اميركا واسرائيل واعداء تحريرفلسطين والقدس الشريف.
وامام هذا الواقع المأساوي، والمخزي - طبعا ــ لحكام المحميات البترولية السعودية و القطرية وتركيا وكل من له دور بشع في المؤامرة الصهيواميركية على سورية الغالية، يبدو ان علينا تغيير قوانين اللعبة، والاستعداد لمجابهة ما هو اتعس واكثر دموية في هذه المؤامرة، لان اعداء جبهة الصمود والممانعة من الغربيين والاسرائيليين والاقليميين، لم يعد يسترهم حجاب، وقد طفقوا يعلنونها حربا شعواء لاسقاط دمشق من معادلة المقاومين الشرفاء، وتحويل سورية الحضارة والفكر والمدنية الى غابة تتصارع فيها الذئاب والوحوش الکاسرة وان اتخذت اشكال الادميين.
حميد حلمي زادة