وقد اربك التمرد هذا حكومة ال سعود حيث تخبط اعلامها الرسمي و المدفوع الثمن خارجيا في تبرير او شرح ما حدث فاعلنوا في البداية بان قنبلة يدوية انفجرت في الاكاديمية وادت الى انفجار قنبلة يدوية في الاكاديمية وادت الى قتل شخص واحد وجرح العشرات وجراح بعضهم خطيرة ثم انتبهوا الى الغباء السعودي الذ يفضح ما جرى حيث لا يمكن لقنبلة يدوية ان تجرح العشرات ولذلك سحبوا الخبر من المواقع الالكترونية ولم يعاد بثه في القنوات التلفزيونية السعودية حيث تبنوا بعد ذلك البيان الرسمي الذي وصف ما جرى بانه فعلا انفجار قنبلة يدوية ومقتل شخص وجرح تسعة مؤكدا ان جراحهم ليست خطيرة .
وقد فضحت بعض الصور التي نشرها ناشطون سعوديون الى كرات اللهب التي غطت الاكاديمية بسبب مهاجمة القوات الخاصة السعودية (و التي تتكون من 10 الاف شخص 90% منهم اردنيون ) للموقع المذكور للقضاء على التمرد ، كذب الرواية الرسمية السعودية التي تكلمت عن قنبلة يدوية الا اذا كانت القنابل اليدوية لال سعود تعني قذائف مدفعية وصواريخ هجومية تحمل على الهليكوبترات .
ان هذه الحادثة اربكت كل اركان الحكم السعودي خصوصا وان هذه الاكاديمية من المفترض ان يتخرج منها نخبة الموالين لال سعود فاذا حدث تمرد وعصيان فيها فان ذلك يعني انتشار الخلاف العائلي بين ال سعود الى الوحدات العسكرية و الامنية مما يهدد بتفتت وتقسيم المؤسسات التي تحمي الحكم السعودي ككل و التي كانت محل بحث ونقاش بين بندر و امير قطر مؤخرا بعد كشف ال سعود لخلية سعودية تعمل لصالح قطر داخل الحرس الوطني السعودي المكلف بامن العائلة المالكة في السعودية و الذي يعتبر اكبر خرق قطري للسعودية .
وقد تمخض لقاء بندر وأمير قطر الى موافقة السعودية على اطلاق يد قطر في تخريب الكويت وزعزعة نظام آل الصباح من خلال ربط عملاء السعودية في الكويت من النواب المزدوجي الجنسية (السعودية-الكويتية) وبشكل نهائي بجهاز الأمن القطري على أن تتعهد قطر بايقاف تدخلها في الشان السعودي تماما حيث بانت نتائج الاتفاق هذا في التحرك الاخير لعملاء السعودية (القطريون حاليا) في الكويت بحيث ولأول مرة يتم التعرض مباشرة لأمير الكويت بالتهديد و الوعيد من قبل من يفترض بأنهم كويتيون وكانوا نوابا في البرلمان المنحل وهو ما لم يحدث أبدا في أي دولة خليجية .
الحكومة السعودية فوجئت بالتمرد في اكاديمية الملك عبد الله خصوصا وانه قد حدث بعد تغيير في القيادات العليا للاجهزة الامنية مؤخرا و الذي كان يهدف الى حصر الصراع الدائر بين ال سعود داخل القصر وعدم انتقاله الى المؤسسات الامنية التي هي سر بقاءه واستمرار في الحكم .
ان الصراع القطري السعودي بدء ياخذ ابعادا اخطر بعد ان اعتبرت قطر ان السعودية بدات تراجع موقفها من سوريا وهو ما اعتبرته قطر نكاية وخذلانا سعوديا لها حيث القت قطر بكل ثقلها في المستنقع السوري معتقدة ان الدعم السعودي سوف يساعدها في حصر القرار السوري بيدها وبالتالي تكون السعودية قد انفردت بالقرار البحريني فيما تتولى قطر الشان السوري ولكن التحول السعودي بشان سوريا اربك القطريين وجعلهم يشعرون بغدر ال سعود مما ادى بهم الى استمالة مسوؤلين في الحرس الوطني السعودي وربطهم بالمخابرات القطرية وهو ما تم كشفه مؤخرا وادى الى زيارة سريعة لبندر الى قطر من اجل وضع حد لهذا الخرق مقابل اشعار كل عملاء السعودية في الكويت بانهم اصبحوا على قوائم الدفع و التعليمات القطرية وهو ماحدث فعلا وبان واضحا في التحركات الاخيرة التي شهدتها الكويت و التي قد تتصاعد في الايام المقبلة نتيجة تحول الموقف في سوريا الى جانب الحكومة .
ان تمرد وحدة عسكرية في اكاديمية الملك عبد الله في الرياض مع احتجاجات في جدة وبريدة و القصيم تدل على ان السعودية مقبلة على احداث خطيرة خصوصا وان انعدام الثقة بين دول الخليج " الفارسي "هي الصفة السائدة وبالتالي فان كل واحدة منها تتامر على الاخرى وتحاول زعزعة الاستقرار فيه ومشغولة باثارة القلاقل لدى جيرانها متناسية ان شعوبها لم تعد تتحمل حكم العائلة الواحدة خصوصا وان اكثر حكامها جهلة وغير متعلمين .
ترى هل سيصمد اتفاق بندر السعودي وحمد القطري وترضى قطر بالكعكة الكويتية ام أن قنابل يدوية أخرى ستنفجر في السعودية! كما حدث اليوم في أكاديمية الملك عبد الله وعندها ستتجه كل الأنظار الى قطر باعتبارها هي المستفيدة الاولى، فهل سيزور بندر قطر ثانية أم أن أمير قطر سيدخل السعودية فاتحا؟!