وقالت هذه المنظمات إنّ حكومات هذه البلدان رغم هذا التمييز تنتقد الدول الأوروبية الشرقية، خاصة رومانيا وبلغاريا لفشلها في دمج الغجر في مجتمعاتها، وترفض معاملتهم كمواطنين أوروبيينَ عاديين.
غياب أدلة شبه معدمة لنجاح الاتحاد الأوروبي في برنامجه الذي يقترب من نهايته الآن بعد مضي أكثر من عقد على إطلاقه لإدماج الغجر في تأمين التعليم والوظائف والرعاية الصحية والسكن على نطاق أوروبا ككل، عزز من الاعتقاد بأن قضية الغجر مرشحة لأن تبقى بلا تسوية حتى إشعار آخر في ظل غياب أي بصيص نور في نهاية نفق مسلسل التمييز والترحيل القسري الذي تعانيه المجموعات التي هاجرت خاصة من رومانيا وبلغاريا إلى غرب أوروبا من مجموع حوالى 12 مليون غجري في أوروبا .
ومنذ حوالى مابين سبعة وثمانية قرون لازال ينظر إلى الغجر كمواطنين من الدرجة السفلى على أنهم مجرد أقلية رافضة للإندماج وبالتالي خارجة عن القانون في أعين الطبقة السياسية وبالتالي خارجة عن أنظمة التعليم والعمل والسكن، وشكلت نائبة غجرية وحيدة يشار إليها بالبنان في البرلمان الأوربي استثناءا عن القاعدة .
وقالت ليفيا ياروكا النائبة الغجرية في البرلمان الأوروبي في تصريح للعالم مساء الاثنين ان السياسيين يتشدقون ولكن الواقع يعكس على ان اوروبا ليست قادرة الى هذا الحد على تقبل الغجر خاصة ان الاحصائيات تظهر مدى حجم هذا الرفض ليس فقط من زاوية حقوق الانسان او الجانب الاقتصادي وانما من الجانب الثقافي الذي يشكل خسارة فعلية لاوروبا .
الغجر أو مايطلق عليهم البدو الرحل الذين يقدر تعدادهم في فرنسا لوحدها بحوالى 20 ألف، أظهرت إحصائيات
بأن 90 في المائة منهم فقراء مدقعون و40 في المائة يعانون من الجوع الحقيقي ويعيش نصفهم في مساكن ليست فيها خدمات الصرف الصحي ولا مطابخ أو كهرباء، فرنسا الاشتراكية التي واصلت سياسة ملاحقة وترحيل الغجر وتهديم مساكنهم العشوائية، وصفتهم الحكومة الحالية علنا ب"التعساء"، وهو توصيف زاد من حدة اتهام فرنسا والاتحاد الأوروبي بالنفاق في انتقادهما لحكومات شرق أوروبا بدمج الغجر مع غياب سياسة أوروبية تعاملهم كمواطنين عاديين .
وقال ويللي فوتر رئيس منظمة حقوق الإنسان بلا حدود في تصريح للعالم : لم يتم التوصل الى اي حل لهذه القضية الخاصة بالغجر لاعلى مستوى الاتحاد الاوروبي ولاعلى مستوى الدول الاعضاء وبغض النظر عمااذا كان هذا الوضع وصمة عار ام لا لكنه من المؤكد فشل واضح .
وفي خطوة اعتبرها معنيون مخجلة وهزيلة، توصلت فرنسا إلى اتفاق مع رومانيا بطرد الغجر من أراضيها
مقابل 300 يورو كمكافأة، وهو الإجراء الذي رفضه الغجر بشدة طالما لا ترتقي إلى مستوى مشاريع ملموسة
تضمن إدماجهم في بلدانهم .
tt-29-18:50