يالوقاحة إسرائيل

يالوقاحة إسرائيل
الإثنين ٢٩ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٣:٠١ بتوقيت غرينتش

اعترفت أوساط اسرائيلية بصورة غير مباشرة عن قيام طائرات اسرائيلية بقصف مصنع السلاح في الخرطوم ، وقد بلغت الوقاحة بالاسرائيليين أن اعترفوا بقصف المصنع دون خوف و وجل من الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي و المنظمات الدولية لانهم يعلمون جيدا أن الولايات المتحدة والبلدان الغربية لن تدين عدوانهم ، بل تشجعهم على ضرب مواقع حساسة في البلدان العربية تحت ذريعة عدائها لاسرائيل.

فاعتراف اسرائيل بقصف مصنع السلاح هو بحد ذاته وقاحة وصلافة وإستهتار بالراي العام العالمي ، إذ  يتوجب على المجتمع الدولي أن يدينه ويشجبه بشدة ، لكن المجتمع الدولي يقف الان صامتا  دون أي رد فعل تجاه هذا العدوان .

ان مجلس الامن الدولي والجامعة العربية على وجه الخصوص، لم يتخذا أية خطوة ضد اسرائيل بسبب قصفها لمصنع السلاح السوداني، بل حتى لم يصدرا بيان شجب وادانة متجاهلين العدوان على بلد عضو في الامم المتحدة والجامعة العربية.

فإذا افترضنا أن بلدا عربيا أو اسلاميا نفذ عملية  ضد أهداف اسرائيلية،  لكنا نرى أن الولايات المتحدة والغرب والى جانبها مجلس الامن والمنظمات الدولية ترد بشجب تلك العملية فورا وتتخذ اجراءات صارمة ضد ذلك البلد لانه حسب زعمها انتهك حق بلد عضو في الامم المتحدة، ولكن عندما يحدث العكس نرى الجميع يلوذ بالصمت المطبق ، ويتجاهل الامر وكأن شيئا لم يحدث.

فالامثلة كثيرة على هجمات اسرائيل على بلدان عربية واسلامية طوا ل القرن الماضي والقرن الحالي، وصمت القوى الكبرى والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي تجاه عدوانها.

 فعلى سبيل المثال رأى العالم أجمع كيف ان اسرائيل قامت باحتلال الاراضي الفلسطينية عام 1948 وشردت ملايين الفلسطينيين الى خارج وطنهم وسجنت وقتلت الاف الفلسطينيين واغتالت  شخصيات وقيادات فلسطينية في بلدان عربية واوروبية، كماشنت حربا على  قطاع غزة وهي تقوم حاليا وبشكل يومي بقصف المدن الفلسطينية وقتل الفلسطينيين دون رحمة ، وقد إعتاد العالم على هجمات اسرائيل على الفلسطينيين حيث لم يبد  اي رد فعل تجاه هذا العدوان  .

إن اسرائيل لا تخشى العرب لانهم صمتوا ولا زالوا صامتين تجاه عدوانها المستمر على الفلسطينيين، وهي على يقين بأن العرب سوف لن يبدو أي رد فعل على هجماتها عليهم مستقبلا ، وهي تستغل الاوضاع الدولية لتهاجم مواقع حساسة في بلدان عربية بذريعة أنها تهدد أمنها . فقد قامت اسرائيل في الماضي بقصف المفاعل النووي العراقي "تموز" وموقع نووي سوري مزعوم  دون ان يكون للعرب اي رد فعل .

ولكنها ، عندما هاجمت لبنان واحتلت أراضيها ، قام اللبنانيون  بالرد على عدوانها وكانت المقاومة الاسلامية لها بالمرصاد وقد اضطرت القوات  الاسرائيلية الهرب من لبنان بفعل الضربات التي تلقتها من ابطال المقاومة الاسلامية. وكانت قد تلقت درسا لن تنساه أبدا من حربها  عام 2006 ضد حزب الله ، وهي الان تحسب الف حساب اذا ما ارادت ان تقوم باية حماقة ضد لبنان ، لانها تعلم جيدا ان اراضيها سوف تتعرض لقصف الصواريخ التي يملكها حزب الله وقد اثبت حزب الله قدرته على تحدي القدرات العسكرية الاسرائيلية عندما أرسل طائرة"ايوب" من دون طيارليحلق في اجواء الاراضي المحتلة و ليلتقط صورا للمواقع الاسرائيلية الاستراتيجية  وقد اقتربت الطائرة من المفاعل النووي الاسرائيلي " ديمونة " وهذا هو تحد كبير لاسرائيل التي لاتقهر.

اسرائيل تقوم بالاعتداء على البلدان العربية  وخاصة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة  بإستمرار، وهي متأكدة من دعم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لها ، فعندما هاجمت مصنع الاسلحة في الخرطوم كانت مطمئنة من عدم حصول اي رد فعل من البلدان العربية تجاه عدوانها ورأينا أن جل البلدان العربية لا ذت بالصمت ولم تندد بالهجوم الاسرائيلي.

إن اسرائيل دولة ارهابية، تتلقى الدعم من القوى الكبرى الداعمة للارهابيين ، وخاصة الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، وتشكل خطرا على امن واستقرار المنطقة والعالم، وهي لن تكف عن عدوانها على العرب والمسلمين الا اذا واجهت ردا أعنف من جانبهم، فمن المفروض أن لا يسكت العرب والمسلمون على عدوانها الاخيرعلى السودان، وعليهم أن يردوا على عدوانها، لانها اذا لم تواجه برد حاسم ، فسوف ترتكب عدوانا جديدا في المستقبل .

شاکر کسرائي