إن من يقتل الأبرياء في أيام عيد الأضحى المبارك ويلتذ بمشاهدة اشلائهم المتناثرة هنا وهناك، هو إرهابي وليس مجاهدا كما يزعم. فالمجاهد لا يستهدف الأبرياء في أيام عيد الاضحي المبارك حيث يحتفل المسلمون بالعيد ويخرجون هم وأطفالهم الى الحدائق والمتنزهات لقضاء ساعات هناك .
لم يدر بخلد الاطفال في بغداد أن الارهابيين سينصبون لهم الكمائن بالقرب من المتنزهات في عطلة العيد، ولم يفكر الزوار الايرانيون الذين يذهبون الى العراق لزيارة العتبات المقدسة ان هناك أناس يزرعون القنابل في طريقهم لزيارة العتبات المقدسة أيام عيد الاضحى المبارك .
إذا كان هدف الارهابيين من وراء استهداف الأبرياء وخاصة الزوارالايرانيين ، منعهم من زيارة العتبات المقدسة في العراق ، فانه يجب ان نذكرهم بان محبي أهل البيت سوف لن يكفوا عن زيارة مرقد الحسين وأهل بيته، مهما تحملوا في سبيل ذلك من محن وعذاب وسيواصلون زيارة مراقد أهل البيت و لسان حالهم يقول :
لَو قَطَعوا أرجُلَنا و اليَدَين نَأتيکَ زَحفاً سَيِّدي يا حُسَين
لم يقرأ الارهابيون التاريخ، لانهم بعيدون كل البعد عن كتب التاريخ، إنهم جهلة لا يقرأون التاريخ ولا يأخذون العبرة منه. كيف يمكن لهذا الارهابي أن يرى ضحاياه امامه مقطعون إرباإربا، وهو غارق في أحلامه ووعود أسياده له بأنه سيدخل الجنة جزاء لعمله الاجرامي إذا ما قتل أكبر عدد من الابرياء، وسيحشر مع رسول الله (ص).
أن هذا الارهابي يفجر القنابل في الزوار ظنا منه بان المجازر التي يرتكبها سوف تجعل أنصار اهل البيت يكفون عن السفر الى العراق وزيارة مراقد الائمة عليهم السلام.
لم ينقطع الزوار الايرانيون عن زيارة العتبات المقدسة ، في أي عصر وزمان، حتى في عهد صدام حسين المقبور الذي كان يكن العداء لانصارأهل البيت عليهم السلام، وقد قتل الاف أو الملايين من أنصار أهل البيت في العراق للقضاء على ذكر الحسين وأنصاره ولكنه لم يصل الى بغيته، ومات آخذا معه اُمنيته الى القبر كما يقول المثل الايراني .
والارهابيون الذين يفجرون القنابل هذه الايام في باصات الزوار الايرانيين وفي الشوارع والحدائق في بغداد والمدن العراقية الاخرى أيام عيد الاضحى المبارك، هم جلاوزة وأنصار صدام المقبور وحزب البعث العراقي المنحل الذي يحاول بهذه التفجيرات إعادة عقارب الساعة الى الوراء وإضعاف أو القضاء على الحكم الحالي والاتيان بحكومة عميلة للامريكان، ولكن الشعب العراقي جرب في السبعينات والثمانينات والتسعينات حكم البعث العراقي، وراى جرائم زبانية هذا الحزب المنحل والمجازر التي ارتكبها اعضاءه ولا يمكن لهذا الشعب ان ينسى ما فعله صدام وزبانيته وما ارتكبوه من أعمال يندى لها جبين الانسانية.
أن ما يرتكبه الارهابيون القتلة من مجازر وحشية ضد المسلمين ، خلال عطلة عيد الاضحى المبارك في العراق وافغانستان ودول إسلامية اخرى ، يستدعي الادانة والشجب من جانب العرب والمسلمين وإن عليهم أن يكثفوا جهودهم من أجل اجتثاث جذور الارهابيين ومن يدعمونهم سواء في داخل البلاد العربية والاسلامية أم خارجها.
ويرى المراقبون، بأن استمرار العمليات الارهابية في العراق، مرده وجود منظمات إرهابية داخل العراق وخارجها تمول الارهابيين لكي يعيثوا في العراق فسادا وليدمروا ما تبنيه الحكومة العراقية، ولينشروا الرعب بين الشعب العراقي حتى يثور ضد حكومته، ولكن هذه المحاولات ستبوء بالفشل كما باءت بالفشل في الماضي، ويبدو أن الحكومة العراقية مصممة على مواجهة الارهابيين واجتثاثهم والقضاء عليهم و التعرف على من يمولهم ويدعمهم ماديا وتسليحيا .
شاكر كسرائي