وصول طلائع اللواء الأميركي الى العراق بينهم مترجمون بالفارسية

وصول طلائع اللواء الأميركي الى العراق بينهم مترجمون بالفارسية
الخميس ١١ أكتوبر ٢٠١٢ - ١٠:٠٣ بتوقيت غرينتش

نقلت وكالة الصحافة المستقلة (ايبا) عن مصادر مطلعة ، ان أكثر من 200 متعاقد أميركي قد وصلوا الى بغداد واتخذوا من مطار المثنى مقرا مؤقتا لهم، من بينهم عدد كبير من مترجمي اللغة الفارسية ، يعتقد بعض المراقبين ان حضورهم مرتبط بمراقبة تحركات ايران و عمليات متوقعة ضدها إنطلاقا من الاراضي العراقية.

ومن المقرر ان يكتمل عديد القوات الاميركية ويصل قوامها الى اكثر 16 الف جندي تباعا.
وشددت المصادر في تصريح لوكالة الصحافة المستقلة (إيبا) ان هؤلاء الاطباء والمترجمين للغة الفارسية والعربية هم من أصول ايرانية وعراقية وهم متعاقدون بالاساس مع وزارة الخارجية الاميركية لمدة سنتين مقابل رواتب تبلغ 14 الف دولار شهريا لكل منهم .
ونقلت الوكالة عن المصادر وثيقة الاطلاع تاكيدها على ان عديد القوات الاميركية في العراق يبلغ حاليا نحو 4000 عسكري بينهم تقنيون ومترجمون وكوادر طبية ومقاتلون، ومن المقرر ان يبلغ عدد هؤلاء الجنود 16 الف جندي خلال الاسابيع القليلة المقبلة بعد اكتمال عددهم المقرر .
من جانبهم أعرب مراقبون عن استغرابهم من وجود هذه الاعداد الكبيرة من مترجمي اللغة الفارسية بين طلائع القوات الاميركية العائدة الى العراق و السبب الذي استقدموا من إجله ، فيما توقع آخرون ان يكون هذا الامر مرتبط بعملية عسكرية متوقعة ضد إيران إنطلاقا من الاراضي العراقية .
وكانت وكالة (إيبا) قد ذكرت في تقارير متتالية نقلا عن مصادر وشهود عيان هبوط عدد كبير من طائرات الشحن الاميركية العسكرية من طراز هيركوليس 130 سي في قاعدتي الاسد غرب العراق و(الوير هاوس) قرب بعقوبة شرق بغداد .
وقال خبراء ان واشنطن تستخدم عناصر من جماعة خلق الارهابية في هذه الانشطة والقيام بالتجسس ضد ايران بعد ان رفعت اسمها رسميا من قائمة المنظمات الارهابية حيث تخرجهم عبر مخيم ليبرتي قرب بغداد الى دول اجنبية وتدخلهم الى العراق مجدداً كمتعاقدين مع الجيش الاميركي.
وربط البعض بين القرار والخدمات التي قدمتها الجماعة الارهابية لواشنطن و حلفائها. حيث قال النائب الجمهوري الأميركي تيد بو إن جماعة خلق عملت خلال السنوات القليلة الماضية بنشاط مع الولايات المتحدة للحصول على معلومات بشأن أنشطة تجري داخل إيران.
وكشف برنار هورساد الباحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي أن المنظمة كانت شبكة استخبارية هامة للغرب والكيان الإسرائيلي حول إيران.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية بأن القرار الأميركي مكافأة لمنظمة ساعدت الموساد الإسرائيلي في السنوات القليلة الماضية على التغلغل في إيران للتجسس على برامجها النووية.

أكد الكاتب والصحفي الأمريكي الشهير، سيمور هيرش، احتضان الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الإسرائيلي لمنظمة خلق، مضيفاً أن "أميركا ما زالت تدعم بعض العمليات السرية داخل إيران حتى اليوم".

وكشف الصحافي الشهير سيمور هيرش، نقلاً عن مصادر استخباراتية أميركية، عن قيام الجيش الأميركي وجهاز الاستخبارات الإسرائيلي بتدريب وتسليح عناصر من منظمة «خلق» الارهابية.

ويشير هيرش، في تقرير نشره في مجلة «نيويوركر» الأميركية، إلى أن من يُعرفون بعناصر منظمة خلق قد حصلوا على تدريب مكثف من قبل قيادة العمليات الخاصة المشتركة التابعة لوزارة الدفاع الأميركية»، موضحاً أن «التدريب حصل بشكل سري في موقع تابع لوزارة الطاقة الأميركية في نيفادا، وقد بدأ في العام 2005».

ويذكّر هيرش باغتيالات العلماء الإيرانيين التي تمت في السنوات الماضية، يؤكد أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة أوباما أكدا أن الهجمات نفذها عناصر من جماعة خلق ومولها «الموساد» الإسرائيلي، فيما نفيا أي تورط لإدارة أوباما في الأمر، ولكن أحد مسؤولي الاستخبارات السابقين أكد أن العمليات استفادت من دعم الاستخبارات الأميركية.

ويقول الكاتب في مجلة «ذا أتلانتيك» ماكس فيشر، «حتى لو كان هيرش على خطأ بشأن الدعم الأميركي، إلا أن هناك لائحة طويلة من المسؤولين الأميركيين ومنهم أعضاء ما يسمى «لوبي مجاهدي خلق» الذي يضم عناصر من «السي آي إيه» و«الأف بي آي» وغيرهم الذين ينادون بدعم اعضاء منظمة خلق لأنهم أعداء إيران».
ويلفت فيشر إلى ان الولايات المتحدة لديها تاريخ طويل في تمويل المتمردين والإرهابيين كي يحاربوا أعداءنا بدلاً عنا، ويستشهد بمثال تمويل أميركا للمحاربين ضد السوفيات في أفغانستان، والذين انقلبوا في وقت لاحق عليها.