وقد تم التصميم لمثل هذه الحروب منذ عقدين من الزمن مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب عسكرية ثالثة في العالم باعتبارها أقل كلفة مادياً وبشرياً من التدخل العسكري التقليدي، خصوصا وانها ستعطي من يقف من ورائها نتيجة أكثر متوخاة من الحروب العسكرية وبكلفة أقل بكثير، كونها تستهدف تدمير شبكات الاتصال والبنى التحتية للعدو دون استخدام الضربات الصاروخية والجوية.
حرب قذرة وليست عادلة كما هو الحال في كل الحروب السلطوية يراد من ورائها تحقيق اطماع ومآرب من يقف من ورائها ضد شعوب ودول أرتأت أن تعيش باستقلالية وسلام وأمن ورفاهية بعيداً عن الانصياع لقرارات الآخرين الذين لا يريدون للمجتمع البشري سوى الخراب والدمار والركون والمذلة والعبودية لغير الله سبحانه وتعالى.
هي حرب بين الشر والخير وبين الباطل والحق وبين الظالم والمظلوم بداها الأميركان والصهاينة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران هذه المرة وبشكل علني ومفضوح دون لف أو دوران ، مما دفع بطهران الى أن تجرب حظها هذه المرة ايضاً كما جربته خلال الحرب المفروضة وخرجت منها مرفوعة الرأس منتصرة على قوى الشر الغربية منها والشرقية التي مدت وبكل ما لديها من قدرة وقوة نظام "صدام" المعدوم وعلى مدى ثماني سنوات لاسقاط الثورة الاسلامية الفتية .
التقارير الاستخباراتية الغربية والاميركية والاسرائيلية ورغم عدم اعترافها بصراحة وكعادتها بالتفوق الايراني في مجال الحرب السايبرية القائمة ومنذ عقدين من الزمن لكن الشواهد والقرائن الموجودة على أرض الواقع تؤكد وبقوة على تفوق ايران الاسلام على الطرف المقابل واركاعه على قبول هذا التفوق رغم كل التخطيط العبثي للالتفاف عليه.
لقد بدأت أميركا وحلفائها وربيبتها المدللة "اسرائيل" العبث في هذه الحرب وبشكل أوسع وأكبر وبالعلن ضد الجمهورية الاسلامية في ايران بعد أن عجزوا من تحقيق مخططهم المشؤوم بما أسموه ب"الثورة الخضراء" والتي أطلقوا على تحركات بعض المدسوسين والجواسيس والمنحرفين والمغفلين في الشارع الايراني أبان الانتخابات الرئاسية عام 2009 والتي خسر فيها "مير حسين موسوي" المعركة الانتخابية أمام الرئيس "احمدي نجاد" والتي أرادوا لها أن تكون على شاكلة ما أسموها ب"الثورات الملونة" (Color revolutions) التي أوقعت ببعض الحكومات الاقليمية مثل "ثورة الورد" في جورجيا 2003و"الثورة البرتقالية" في اوكرانيا 2004و"ثورة السوسن أو الزهرية" في قرغيزيا2005 و ثورة "الدنينم" فى روسيا البيضاء 2006 أو ما حصل في التبت عام 2008 باسم "الثورة القرمزية"والتي كان لأحد أبرز عملاء المخابرات المركزية الاميركية السي آي أيه "بيتر اكرمان" الأب الروحي ل"ثورات ألوان قوس قزح" واستاذه الملياردير الصهيوني "جورج سروروس" الدور الريادي فيها لزعزعة أمن واستقرار بلدان المنطقة والعمل على فتح باب جديدة للتدخل الآميركي في شؤون شعوبنا مرة اخرى.
لقد خططت الادارة الأميركية لهذا المخطط المشؤوم منذ أيلول عام 2006 بعد هزيمة " إسرائيل" في لبنان على يد حزب الله، وصيغت حينها نظرية سميت ب"الديمقراطية الرقمية" تتحدث عن إمكانية إدارة "حرب ناعمة" خفية لاسقاط النظام الاسلامي في طهران.
وقد صاغ النظرية فريق من خبراء الاستخبارات الأميركية ضم فريق "الثورات الملونة"وكذلك "غارد كوهين" للعمل ضمن "مجموعة السياسات والعمليات الايرانية - السورية" (ايسوغ) التي تقوم بالتخطيط والتنفيذ لأعمال سريّة ضد ايران بهدف تغيير النظام الاسلامي فيها ، حيث حددت الانتخابات الرئاسية لعام 2009 ساعة الصفر لتنفيذ العملية مستخدمة بذلك مواقع التواصل الاجتماعي على الشبكة العنكبوتية "تويتر" و"فيسبوك" و"غوغل"، و"يوتيوب"، وأجهزة الاتصال الخلوي المتطورة، والفضائيات الغربية الناطقة بالفارسية، حيث تولت أجهزة الاستخبارات الأميركية والأوروبية خاصة البريطانية، كتابة رسائل وصياغة معلومات مفبركة ونشرها على تلك الشبكات بالتواصل مع مجموعات داخلية ايرانية باسم "تحالف الحركات الشبابية".. لكن أجهزة الأمن الايراني تمكنت وبسرعة فائقة من اختراق أدوات التواصل الافتراضية تلك، وتعقب الرسائل الواردة التي تبين أن مصدرها خارج إيران وفي دول أوروبية وليس ايرانيين، وتم اعتقال جميع المتورطين في الداخل وإحالتهم الى المحاكمة معترفين بالأدوار التي قامت بها الاستخبارات الأميركية والأوروبية والاسرائيلية لتنفيذ تلك الحركة.
هم يخافون وبكل ما للكلمة من معنى من مواجهة ايران عسكرياً رغم تفوقهم في ذلك كون أن هذه المواجهة ستكلفهم الكثير بما تملكه ايران من قدرات عسكرية وسيطرتها الكاملة على المنطقة التي تعتبر مركز الامدادات النفطية في العالم وقدراتها على استهداف قوات العدو الكبيرة جداً تلك المتواجدة في المنطقة من افغانستان وحتى ليبيا خاصة في دول مجلس التعاون مما سيؤثر كل التأثير السلبي على قدراتهم وسطوتهم وبقائهم في هذه المنطقة ويدفع بالكثير من أنظمتهم الى السقوط ، فأنتهجوا خيار شن الحرب الالكترونية على المنشآت النووية والاقتصادية الايرانية كخيار أكثر واقعية وأقل كلفة من شن الحرب التقليدية.
ففي ظل التطور التقني وثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم يرى الكثير من الخبراء أن التطور الكبير في مجال تقنيات المعلومات يجعل استخدامها لأغراض عسكرية مسألة وقت لا أكثر. فيما يؤكد الخبراء العسكريون أن سوق الأسلحة السيبرية والالكترونية أمر يمكن تحقيقه بالنسبة لأي دولة، فهو لا يحتاج الى قدرات وإمكانيات خارقة، بل كل ما يحتاجون اليه هو توافر النية والسيولة النقدية اللازمة، وتجنيد مجموعة من قراصنة الانترنت المحترفين.
وفي عام 2010 سعت الادارة الاميركية وباستغلال اقمارها الاصطناعية التجسسية المنتشرة في سماء المعمورة الى تنفيذ مخطط خبيث آخر ضد ايران الاسلامية ، لكنها فوجئت بالقدرة الايرانية العالية في هذا المضمار الذي كان حكراً عليها وعلى روسيا والصين فقط حيث انفردت طهران عن الجميع بدفاعها المتميز ضد أقمار أميركا التجسسية كما كشفت ذلك صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" وبعد أكثر من عام من العملية في مقال مطول نشرته في عددها الصادر في 15 كانون الأول 2011م بأن "ايران أذهلت حكومة أميركا ومؤسسات الغرب التجسسية بنجاحها في تعطيل قدرات قمر اصطناعي تجسسي أميركي بواسطة توجيه شعاع ليزر بدقة فائقة"، هذه واحدة اخرى من الجولات التي ربحتها طهران بالضربة القاضية المميتة للعدو.
وكان "فيروس ستاكس نت" Stuxnet وهو فيروس حاسوب خطير موجه عبر دودة حاسوب تصيب نظام الويندوز استغل ثغرات امنية في برمجيات شركة "سيمنز" الالمانية في معداتها من تجهيزات المنشآت النووية والنفطية الايرانية ،اعلان لانطلاق الحرب السايبرية الاميركية – الغربية - الاسرائيلية كما كشفت ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" في حزيران 2010 ، بشكل أوسع مستهدفة هذه المرة مراكز البنى التحتية النووية والاقتصادية وحتى الطيران المدني والمستشفيات في ايران حيث استهدف في بداية الأمر منشأة "نطنز" لتخصيب اليورانيوم لتخريب أجهزة الطرد المركزي فيها عبر إحداث خلل خطير في برامج التشغيل الالكترونية حيث اعتبره الخبراء بمثابة " السلاح الرقمي الأول" ، ليعلن للعالم بدء عهد جديد من الحرب في العالم ، عهد يذكرنا كثيرًا بالسباق السري لصنع القنبلة الذرية وما تلا ذلك من عواقب وخيمة غيرت العالم.
ولم يمض وقت طوبل حتى اقر مسؤولون أميركيون وأوروبيون وخبراء بالقطاع الخاص بان المهندسين الايرانيين تمكنوا من إبطال "فيروس ستاكس نت" وإزالته من أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالمنظومة النووية الايرانية وكذلك من برنامج التحكم بأنابيب النفط والمنصات النفطية في البحر ومحطات توليد الكهرباء وغيرها من المنشآت الصناعية.
وقد كشف عن وجه هذه الحرب القذرة بعد ما اعلن معهد مجلس العلاقات الخارجية الأميركي في تقرير له، نجاعة الحرب الناعمة لتحل محل الحرب التقليدية، مبيناً "أن الحرب السيبرية أكثر تأثيراً من العمليات العسكرية أو السياسية التقليدية" وبعدما أقر الكونغرس الاميركي عام 2010 مشروعاً قدمه الرئيس "اوباما" كأهم موضوع يخص بلاده وطالب الأوساط الأمنية تشكيل استراتيجية لامكانية خوض حرب الكترونية ، بوضع مئات ملايين الدولارات و فيما جهز "البنتاغون" 15 ألف شبكة حاسوب لذلك يعمل على ادارتها 90 ألف خبير في الكمبيوتر، لمواصلة الحرب الناعمة ضد ايران.
وبعد فيروس "ستاكس نت" جاء دور "ستارز" و"دوكو" في ابريل 2011ورغم انهما تمكنا من تعطيل جزئي لمنشآت نفطية لكنه لم يكن لهما تأثير يذكر ولم يدمرا أية بيانات حساسة وعالجته القدرة السايبرية الايرانية بأسرع وقت رغم انهما على درحة كبيرة من الخطورة ويعتمد جزء كبير منهما على الشفرة الرقمية لفيرس "ستاكس نت"مما دفع بالعدو قبل الصديق الاعتراف بذلك.
ومن ثم تناقلت وسائل الاعلام العالمية خبر تحذير اطلقه منسق الأمن الالكتروني للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة "ماركو أوبيسو" بمهاجمة فايروس "فلايم" Flame أو "الشعلة" يزيد بنحو عشرين مرة على الأقل عن سابقيه وهو أداة تجسس خطير جداً يمكن استخدامها لمهاجمة البنية التحتية الحساسة بقوله: "هذا هو التحذير الأكثر خطورة الذي نصدره".
وكان الهدف من وراء هذا الفايروس الخطير الذي شأنه شأن ما سبق من امثاله هو استهدف إيران بشكل خاص والسعى الى سرقة تصاميم وملفات من ضحاياه كما كشفت شركة " كاسبرسكاي" الروسية وعلى لسان كبير خبرائها الأمنيين "الكسندر غوستيف" أن مصممي فيروس "فليم" ركزوا على صيغ "بي.دي.أف" و"اوتوكاد" ليتسلل الى ملفات بي.دي.أف وملفات نصية وغيرها من الوثائق وينشئ ملخصات نصية"، كما "يلاحق الرسائل الالكترونية وأنواع أخرى من الملفات ذات الأهمية المحددة في تركيبة الفيروس وهو ما أكده مختبر المجر للتشفير ونظام الأمن ايضاً.
ولكن سرعان ما أعلن خبراء الحرب السايبرية عن قدرة مركز البحوث الايرانية "ماهر" التابع لوزارة الاتصالات الايرانية تمكن من انتاج فيروس مضاد قادر على كشف وتدمير الفيروس المعلوماتي الجديد "فلام" الذي يستخدم سلاحا إلكترونيا ضد دول عدة في الشرق الأوسط.
إن كافة جهود الغرب (أطراف متعددة الجنسيات) في "الحرب السايبرية" قد أخفقت ضد الجمهورية الاسلامية في ايران بفضل جهود وخبرة "الجيش السيبري الإيراني" الذي عمل ويعمل حتى الآن بشكل جيد ، وإن اصطياد طائرة التجسس الأميركية بدون طيار الأشهر والأخطر "آر. كيو: 170" والتي لديها قدرة مناورة واختفاء عن الرادارات غير متوافرة لنظيراتها في العالم، وإخراجها من المجال الجوي الايراني واهباطها بأمان إلى موقع خفي تحت الأرض لخير أنموذج لانتصارات إيران في الحرب المعلوماتية ، خاصة وان الاميركان لم يكتشفوا بعد أن طائرتهم هذه التي قصدت إيران في مهمة سريّة أصبحت تحت سيطرة الجيش السيبري الايراني، الذي أظهر براعة فائقة في تنفيذ العملية دون أن تتمكن أجهزة التحكم الأميركية من رصد عملية السيطرة والتي نفذتها الخبرة الايرانية ومنذ أن كانت هذه الطائرة في قاعدة "كريش" للقوة الجوية الأميركية بولاية "نيفادا" الأميركية بعد ان تمكنت من اختراق الحاسبات الالكترونية العسكرية الاميركية كما كشفت عن ذلك مجلة "بي سي" الاميركية المعروفة والمختصة بعالم الحاسبات الالكترونية وفي مقال لها عن حدوث اختراق لنظام الحواسب السري بتاريخ الثامن من تشرين الأول من عام 2011.
وتتحكم الحاسبات الالكترونية العسكرية الاميركية باسطول الطائرات من دون طيار، والتي تعتمد عليها في حربها بأفغانستان وباكستان وليبيا واليمن وغيرها، حيث تمت عملية الاختراق باستخدام فيروس "كيلوجر" keylogger، وهو من نوع التروجان، ومهمته استنساخ الملفات الموجودة في نظام السيطرة، وقد اقر المسؤولون بالقاعدة بأن محاولاتهم للتخلص من الفيروس باءت جميعها بالفشل، فما أن يتم طرده حتى يعود من جديد!! ، وبالتالي تشغيل المدمرات الذاتية التي تحملها الطائرة، أو تحريك سرب طائرات حربية أميركية على عجل لتدميرها قبل أن يستحوذ عليها الايرانيون، أو حتى في تحديد مكانها بعد أن أسرتها القوات الايرانية، وأنزلتها في مدينة "كاشمر" شرقي ايران.
السيطرة على طائرة الشبح والذي سمي ب"يوم اسود في تاريخ الولايات المتحدة" وتعطيل قمر تجسسي وربما اختراق نظام للطائرات الحربية في عقر أميركا ليست بالأمورالهينة، وهي دالة على امتلاك إيران تفوقاً ثميناً في الحرب الالكترونية، مما تثير التكهنات بقدرتها على التحكم بنظم عسكرية أخرى، قد تصل حد السيطرة على نظم الصواريخ البالستية والقوة الجوية وأجهزة الاستكشاف والرصد للقوات الأميركية وحلف الناتو والقوة العسكرية الاسرائيلية أو الدول الاخرى المعادية، وهو ما يستشف من تهديد ايران بضرب القواعد الأميركية في أنحاء العالم فيما لو أقدمت أميركا أو الكيان الصهيوني على الاعتداء عليها ليس شعار كما يعتقده البعض بل هو أمر واقع كما يقف على ذلك القادة في أميركا والغرب والعدو الصهيوني .
هذا الأمر دفع الى تسري الخوف والفزع لدى دول الطرف الآخر وتزايد مخاوفها من امكانية اختراق الجيش السايبري الايراني الذي أعد له خير أعداد لنظم المعاملات المالية العالمية في نيويورك ولندن وباريس وغيرها وهو ليس بأصعب من السيطرة على نظم التحكم العسكرية لأميركا.
لست مختصاً بهذا الشأن كي أعطي جواباً دقيقاً شأني شأن لكثير من المراقبين الذين يراقبون التطورات عن كثب أرجح بأنها أسهل من تلك بكثير حيث السرية الأقل وسرعة الوصول أكثر، حيث أن اختراق النظام الالكتروني الدفاعي لطائرة التجسس الاميركية كان يستدعي اجتياز ما يزيد على مئتين وخمسين سوراً، والفشل في اجتياز أي منهم يؤدي تلقائياً إلى إعادة تكوين الأسوار الأخرى فيما هذه الأمور مفقودة بخصوص القطاعات المالية والصناعية والتجارية وغيرها لدى الجانب الغربي.
ففي مطلع العام الجاري صنف تقرير "المنتدى الاقتصادي العالمي" الهجمات االسايبرية على أنها رابع مخاطرة ستحدث خلال العشر سنوات القادمة، من بين 50 من المخاطر وفقا لتحليلات 469 من الخبراء الذين صنفوا في دراسة خاصة "التهديد التقني السايبري" على أنه ضمن أول خمس مخاطر منذ العام 2007.
كما أن رئيس شعبة الاتصالات المحوسبة في الجيش الاسرائيلي اللواء "عوزي موسكوبيتش" والذي عين رئيساً للجنة هدفها تحديد المسؤولين والأسباب عن الفشل الذي أدى الى انهيار منظومة الانترنت العسكرية الاسرائيلية في الشهر الأخير، كشف ل"امير بوحبوط" في موقع ولاء الإخباري بالقول :"أن دولة ذات إمكانات متطورة أم مجموعة قراصنة إلكترونيين؟ تمكنت من خرق منظومة الانترنت الداخلية التابعة للجيش وتسبّبت بتعطيل العمل لفترة طويلة... وفي حادثة أخرى انهارت منظومة البريد الالكتروني ونتيجة ذلك تسبّبت بضرر في العمل الجاري".
فالمغامرة بالاعتداء على إيران قد تكون لها عواقب وخيمة تتعدى المجال العسكري الى عالم المال والاقتصاد، وهو أشد ما يخيف حكومات الغرب ومؤسساته المالية بعد أن كشفت مصادر الاستخبارات الغربية إلى أن طهران أعدت جيشا من قراصنة الانترنت لاستهداف شبكات الكهرباء والمياه الأميركية والاسرائيلية فضلا عن العديد من منشآت البنية التحتية انتقاما للهجمات الالكترونية حيث كشفت اعترافات المسؤولين الاميركيين والاسرائيليين بتعرض مؤسساتهم السرية لاختراقات مهمة جداً مؤخراً.
ولكن رغم كل ذلك هل ستتعظ أميركا وحلفاؤها من هذه الاخفاقات المتتالية وتترك إيران وبقية بلدان المنطقة وشأنهم؟ رغم اختفاء التهديدات الصهيوأميركية المتكررة بضرب ايران عن الشاشة فجأة وانسحابها من التداول الاعلامي والسياسي وتغيير اللهجة الى الحوار مع طهران ، لا أظن ذلك أبداً فستعود "حليمة لعادتها القديمة" كلما رأت بصيص أمل .
* بقلم – جميل ظاهري