بيد ان مثل هذا التفكير القاصر، يجانب الحقيقة والواقع على الارض تماما، لان هذه "الاعمال" عززت قناعة الشعب السوري معارضة وموالاة، بفشل العنف المسلح والتفجيرات التدميرية في استقطاب ابناء هذه الديار المسالمين، الذين اخذوا يستشعرون من الان مخاطر العقليات التكفيرية والسلوكيات الطائفية على مستقبل بلادهم.
وهكذا فان العمليات الدفاعية التي تقوم بها قوات الجيش الوطني السوري، تحظى بتأييد شعبي واسع النطاق، باعتبارها القوة الضاربة القادرة على حماية الاستقلال و التراب الوطني، ومكافحة المجموعات الارهابية المسلحة واعمالها الاجرامية التي لم تعد تميز بين الحكومي والشعبي في آن معا.
ولتأكيد هذه المقولة فان التقارير والانباء الواردة تشير كلها الى نفور معظم المواطنين السوريين من الفوضى والاضطرابات وحمامات الدم التي افتعلتها قوى الظلام والعصابات المتطرفة بتحريض من "التحالف الاميركي ــ الاسرائيلي ــ الخليجي" ، من اجل اشاعة القتل والدمار والخلافات المذهبية والعرقية في سورية.
وفي خضم هذه الفتنة السوداء، نجد حسن السياسة و الثبات والتعامل مع التحديات واضحا في استراتيجية الرئيس الاصلاحي بشار الاسد والقوات المسلحة السورية على مستوى معالجة اصل الداء، عبر الترکيز علي حماية الوطن والمواطن من العدوان الخارجي وادواته في داخل البلاد، والعمل دون هوادة في سبيل اخراج سورية المقاومة من هذه المحنة.
وازاء ذلك فإن من الطبيعي جدا ان تساند ايران وروسيا والصين ومعظم دول حركة عدم الانحياز، المساعي الحميدة من اجل إجراء حوار وطني حقيقي يضم جميع القوى المخلصة و الصادقة ، والحريصة علي مناقشة السبل السليمة التي تحصن البلاد من التضخم الارهابي والتبشيع الطائفي. الامر الذي يلقى التأييد والدعم الكبيرين من لدن الشعب السوري المؤمن، و جميع الاطراف العالمية المدافعة عن القيم الحضارية والحقوق الانسانية في كل مكان.
حميد حلمي زادة