في ذكرى الحرب المنسية

في ذكرى الحرب المنسية
السبت ٠٦ أكتوبر ٢٠١٢ - ٠٨:٣٣ بتوقيت غرينتش

تمر علينا اليوم ، ذكرى حرب السادس من اكتوبر- تشرين الاول 1973 ، في مثل هذا اليوم ، قامت القوات المصرية والسورية بهجوم مباغت على القوات الاسرائيلية المرابطة في سيناء والجولان وحققت انتصارات على الجيش الاسرائيلي.

يمرهذا اليوم ، و العرب منشغلون بأوضاعهم الداخلية ، دون أن يكترثوا لما يجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة من قمع وقتل وتشريد للفلسطينيين . وقد اقتحمت  القوات الاسرائيلية يوم الجمعة المسجد الاقصى بذريعة قيام المصلين الفلسطينيين بتنظيم تظاهرة عند باب المغاربة ورشق اليهود بالحجارة .

وكانت إسرائيل قد استنفرت قواتها في المدينة المحتلة، التي أشبه ما تكون بمعسكر جيش في أيام الجمعة، في خطوة تؤكد مضيها نحو استمرار عسكرة المدينة، وتقييد حرية الحركة فيها لا سيما للمصلين الفلسطينيين.

فاسرائيل التي ترى الوضع العربي المتدهور وإنشغال العرب بربيعهم ، تحاول بشتى السبل الضغط على الفلسطينيين وتعزيز الاستيطان وسرقة الموارد الفلسطينية وفرض حقائق على الارض لتحول دون قيام دولة فلسطينية مستقلة .

فإسرائيل التي  ترى القتال يتفاقم في سوريا وينشغل المصريون بأوضاعهم الداخلية وتتواصل  الاوضاع المتدهورة في تونس وليبيا لتصل الى النتيجة الحتمية بان العرب لا وقت لديهم للتفكير بالقضية الفلسطينية وهذه فرصتها الذهبية لتزيد ضغوطها على الفلسطينيين .

فالكيان الصهيوني الذي شغل العالم خلال الاسابيع والاشهر الماضية بعنترياته وتهديداته لايران بذريعة حصولها قريبا على القنبلة الذرية ، تراجع عن تهديداته على أمل ان تتفاقم الاوضاع الاقتصادية في ايران ، وأنشغل بالخلافات بين زعمائه وخاصة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك وذلك في ظل مطالبات متزايدة بتقديم موعد الانتخابات البرلمانية..

ورغم أن الكثير من المعلقين في إسرائيل يرتابون في أن تدهور العلاقة بين نتنياهو وباراك، قد تكون مجرد لعبة سياسية يلجأ إليها الرجلان ، إلا أن المعطيات تشير إلى أن الشرخ حقيقي وكبير. ويستند المرتابون في وجود ألعوبة بواقع أن نتنياهو، الذي اتهم وزير دفاعه بخيانته واللعب من وراء ظهره مع الأميركيين، لم يقدم على إقالته من منصبه حتى الآن. غير أن غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية، نشرت تقارير حول تفكير نتنياهو بإقالة باراك لقناعته بأن باراك يتآمر عليه، ويلحق ضرراً شديداً بمنظومة العلاقات مع الإدارة الأميركية.

العلاقات الامريكية الاسرائيلية تدهورت في الايام الاخيرة ، وأصبحت علاقات نتنياهو واوباما سيئة للغاية بحيث يشعر نتنياهو بأن مستقبله في خطر وإن إثارته لقضايا جانبية مثل الخطر الايراني لم تجد نفعا ولم تعزز رصيده بين الاسرائيليين ، بل زادت مخاوف الاسرائيليين من أن حربا يريد نتنياهو أن يشعلها لاغراض انتخابية ، سوف تحرق الاخضر واليابس وستحول حياة الاسرائيليين الى جحيم.

الكيان الاسرائيلي الذي يعاني مشاكل وخلافات  بين زعمائه ، يدرك جيدا أن المسلمين إذا إنشغلوا بالقضايا الهامشية سوف ينسوا القضايا الرئيسية والمصيرية ، ومنها القضية الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي ،  ولذلك يطرح كل يوم قضية جديدة ويثير قضايا هامشية مثل زعمه ، حصول ايران قريبا على القنبلة الذرية من أجل إخافة العرب والمسلمين من ايران وإثارة الخلافات والنزاعات الجانبية بينهم ، حتى ينسي العرب والمسلمون مايجري في الاراضي الفلسطينية المحتلة وما لدى هذا الكيان من قوة عسكرية وترسانة نووية ضخمة ومئات الرؤوس النووية .

شاكر كسرائي