وشدد الرئيس سليمان الموجود في الاوروغواي في إطار جولة له في أميركا الجنوبية في حديث لصحيفة 'السفير' نشرته اليوم السبت، على أن المواقف التي يطلقها في الداخل أو خلال زياراته الخارجية 'إن في المؤتمرات الدولية والإقليمية أو في اللقاءات الرسمية مع قادة الدول، إنما تنبع من تحقيق المصلحة اللبنانية العليا والتي تنسجم مع الإرادة الوطنية الجامعة، بعيدا من كل مقولات ظرفية تندرج عادة في غايات ضيقة، فالهم الأساس يبقى صون الوطن ووحدته الوطنية وتأمين التواصل الطبيعي مع الامتداد اللبناني الذي يصل إلى كل أرجاء المعمورة'.
وأكد على 'ثوابت الوحدة الوطنية التي لا تترسخ إلا عبر الحوار البناء والهادف لتحصين لبنان وتعزيز منعته في مواجهة التحديات الماثلة'، وقال : 'إننا استطعنا إلى الآن درء المخاطر عندما جرى تحكيم لغة العقل والمنطق النابعة من الشعور بحجم المسؤولية وثقلها تجاه الشعب الذي عانى خلال عقود خلت من كل التجارب المؤلمة وآن له أن ينعم بالحد الأدنى من الطمأنينة والاستقرار رغم المحيط المتفجر الذي نسعى بتواصل على النأي بأنفسنا عن تداعياته أو الخوض في أتونه'.
وأضاف سليمان: 'إنه لتحقيق الغاية المرجوة في سيادة الأمن والاستقرار كانت الدعوة لاستئناف جلسات هيئة الحوار الوطني والتي تقصدت أن اقرنها بجدول أعمال محدد وواضح يتصل بموضوع السلاح، عبر التمييز بين ما هو سلاح مقاوم يدخل من ضمن الإستراتيجية الوطنية الدفاعية للاستفادة منه إيجابا وفق مرجعية الجيش الذي يقدر الحاجة له عند وقوع عدوان واستنادا إلى قرار السلطة السياسية التي يخضع لها الجيش والقوى الأمنية حكما. والسلاح في المدن وخارجها الذي نعمل على تجميده ليتم لاحقا نزعه هذا ما ورد صراحة في الدعوة إلى الحوار، وبالتالي أن أي سلاح يستخدم في الداخل هو سلاح خارج إطار الإستراتيجية الدفاعية ووجب نزعه'.
وأوضح قائلاً: 'إن هذا التوجه عبرت عنه خلال ترؤسي جلسات هيئة الحوار وهذا ما قصدته ردا على أسئلة الصحافة الأرجنتينية حين ميزت بين سلاح حزب الله في الداخل وسلاح المقاومة، وحين قلت أن كل سلاح منتشر من الشمال والى أي بقعة لبنانية الغرض منه زعزعة الاستقرار وضرب هيبة الدولة، هو سلاح سينزع أكان للسلفيين أو لحزب الله أو لأي تنظيم آخر لبناني أو غير لبناني وهذا الموقف ينسجم كليا مع مقصد الحوار ونص الدعوة التي عادت هيئة الحوار لتلتئم على أساسه'.
وأكد الرئيس اللبناني حرصه على 'تعزيز كل أسباب المنعة الوطنية وتمتين القدرات اللبنانية الهادفة لردع العدو الإسرائيلي عن القيام بأي عدوان على لبنان والتفكير آلاف المرات قبل الإقدام على هكذا مغامرة'، مشيرا إلى انه من خلال مقاربته لكيفية مجابهة الخطر الصهيوني الذي يتهدد لبنان، إنما يقوم بـ'عملية إحاطة رسمية من أعلى موقع في الدولة لكل القدرات اللبنانية المقاومة وفق إستراتيجية تحصن هذه القدرات وتمنع عنها الاستهداف المباشر، وبما ينسجم مع المصلحة اللبنانية'.