حذار من التصعيد الطائفي

حذار من التصعيد الطائفي
السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ - ٠٦:٥٢ بتوقيت غرينتش

تؤمن الجمهورية الاسلامية ايمانا جازما، باهمية حسن الجوار ورعاية المصالح المشتركة، واحترام الخصوصيات السياسية والثقافية والمذهبية للاطراف التي تتقاسم معها عناصر الجغرافيا والتاريخ والدين الحنيف والمنافع الاقتصادية والمواقف الاستراتيجية.

وترى ايران ان الطريق الامثل الذي يمكننا من الحصول على نتائج مرضية في حماية الامن والسلام الاقليميين، هو التمسك بالثوابت والقيم السامية للاسلام العظيم الذي يدعو ــ بحرص شديد ــ الى التعاون على البر والتقوى، وتغليب اواصر الجيرة والمصير المشترك على الرهانات او الوعود المعسولة القادمة من وراء المحيطات والقارات، ابتغاء بث الفرقة والخلاف والتناحر بين ابناء الامة الاسلامية المباركة.

وفي ضوء التعاون الايجابي والبناء بين ايران وجيرانها العرب ولاسيما البلدان الخليجية، يفترض بالذين نشترك معهم في وحدة المصير، نبذ الاساليب التصعيدية ذات الطابع الطائفي والقومي، باعتبارها اساليب قد ثبت فشلها خلال فترة الدفاع المقدس (1980 ــ 1988)، وهي لم تعد على مستعمليها سوى بالخسائر الفادحة، والازمات العاصفة، و الاجتياح العسكري, كما حصل في قيام المجرم المقبور صدام حسين بغزو الكويت بتاريخ (2 آب 1990)، وما تمخض عن ذلك من هزات عنيفة مازالت حتى يومنا هذا، سببا للتدخلات الاميركية والاوروبية والاسرائيلية في شؤون منطقة الخليج الفارسي بخاصة، والعالم الاسلامي بعامة.

ومن الواضح ان بعض البلدان العربية المتشاطئة مع ايران في هذه المنطقة، لم تعتبر من اخطائها الماحقة يوم كرست جميع امكانياتها ومواقعها ومواقفها السياسية والاعلامية والدعائية لخدمة اهداف الحرب الطائفية العنصرية الظالمة التي فرضها "الطاغية" على ايران بدعوى التصدي لعملية "تصدير الثورة الاسلامية"ومواجهة "المد الشيعي" في المنطقة.

فقد عادت هذه البلدان لممارسة نفس الاخطاء التي جرت عليها الويلات والكوارث ـ ما ظهر منها وما بطن ـ وسولت لها اهواؤها، التحالف مع الشيطان الاميركي والسرطان الاسرائيلي، لاستفزاز الجمهورية الاسلامية والضغط عليها، ولاسيما بتكرار الشعارات المذهبية- القومية ذاتها التي استخدمتها خلال فترة الحرب الصدامية، مع ان افرازات تلك الحرب الخرقاء انسحبت على الخليجيين لاحقا بالكثير من المخاطر والخسائر والارباكات حتى كادت تبتلع بسبب السلوكيات المشاكسة والمغامرة لــ "الطاغية" المعدوم.

نخرج من هذا ان المصلحة العليا للامة الاسلامية تقضي عدم ايقاع المزيد من الخصومات والشحناء بين ابنائها، سيما وهم يواجهون اليوم مؤامرة الفلم السينمايي المسيء للرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وكذلك الابتعاد عن التصيد في المياه العكرة عبر العزف مرة اخرى على الوتر الطائفي المقيت.

فالثابت ان اميركا واسرائيل وحلفاءهما في التحالف الغربي ليسوا سوى العدو الاوحد للاسلام والمسلمين على اختلاف مذاهبهم، وإن المراهنة على الدعم الاطلسي، كالمراهنة على " السراب"، باعتبار أنَّ المصالح الاستكبارية التي تعرضت لضربات قاصمة من شعوب الصحوة الاسلامية، والتي تناصب العداء للامة وبوجه خاص لايران ودول محور المقاومة والممانعة بوجه المخططات الصهيواميركية، لا تقيم وزنا للانظمة والحكومات العربية المتواطئة معها، بدليل أنها تخلت تماما عن مثيلاتها في مصر وتونس وليبيا واليمن مع انها كانت لا تحرك ساكنا الا باذن صانعي القرار في البيت الابيض وتل ابيب.

حميد حلمي زادة