ايران: نموذج لعدم الانحياز
وقال منصور في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الثلاثاء: ان انعقاد مؤتمر دول عدم الانحياز في طهران يكتسب اهمية خاصة وان الجمهورية الاسلامية هي نموذج لدولة عدم الانحياز، حيث يمكن القول ان لها قرارها السياسي والاقتصادي والثقافي المستقل بعيدا عن سياسات التدخل والهيمنة.
واضاف: ان الضغوط الخارجية على ايران ليست وليدة الساعة، وليست متزامنة مع انعقاد مؤتمر عدم الانحياز، بل هي مفروضة على ايران منتذ اكثر 30 سنة ومنذ انتصار الثورة الاسلامية، معتبرا ان ايران سارت في طريقها المستقل ورسمت سياساتها الخاصة والاطر المتعلقة بها واستطاعت ان تحقق نهضة تنموية كبيرة، اقتصاديا وثقافيا وعلميا وعسكريا.
واكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان انعقاد هذا المؤتمر سيعطي لايران زخما اكثر، مشددا على انه لا احد يستطيع اليوم ان يقول ان ايران دولة منحازة لدولة كبرى وانها تنفذ سياسات معسكر من هنا او هناك، مشددا على ان ايران رسمت سياساتها مستقلة وبعيدة عن سياسات الهيمنة والتدخل والسيطرة.
واشار منصور الى ان انعقاد مؤتمر عدم الانحياز في العاصمة الايرانية طهران وبحضور اكثر من 120 دولة له دلالاته، خاصة ان المواضيع التي يتم طرحها فيه تهم العالم بأسرة اقتصاديا وسياسيا وامنيا وثقافيا، وسياسات علينا ان نسير فيها من اجل التصدي للارهاب الذي يضرب هنا وهناك في العالم، ومواجهة الفقر والامية والازمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم.
ضرورة متابعة تنفيذ قرارات قمة طهران
وتابع وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور: و هناك مواضيع اخرى تتطلب التعاون المشترك بين دول الحركة من اجل تطبيق القرارات التي سيتبناها المؤتمر، مؤكدا ضرورة عدم الاكتفاء بالقرارات، ومتابعة الجهود من اجل وضعها موضع التنفيذ، خاصة ان دول عدم الانحياز تعاني من مشاكل كثيرة وتواجه متطلبات وتحديات يجب ان تواجهها يوميا في انحاء مختلفة من العالم.
واوضح منصور ان قرارات القمة ستشمل نقاطا عديدة ومنها ما يتعلق بلبنان، منوها الى ان حركة عدم الانحياز نشأت على اساس مبادئ احترام الاستقلال وعدم التبعية والحرية والتصدي لسياسات الهيمنة والاستعمار.
وتابع: ان الشرق الاوسط هو المنطقة الوحيدة في العالم التي لا زالت تعاني من ظاهرة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي المباشر، حيث لم تهدأ منذ عام 1948، وهي في مواجهة مستمرة معه، ولا تزال اسرائيل تحتلا اراضي عربية في فلسطين ولبنان سوريا.
على دول عدم الانحياز الزام اسرائيل بالقرارات الدولية
واهاب وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور بدول حركة عدم الانحياز العمل معا من اجل وضع حد لهذا الاحتلال والزام اسرائيل باحترام القرارات الدولية، مؤكدا انه لا يمكن الحديث عن سلام وامن وامان واستقرار في العالم والمنطقة في الوقت الذي تواصل اسرائيل فيه الاستيطان والاحتلال وتهويد القدس وتدنيس المسجد الاقصى وطرد الفلسطينين من اراضيهم وخرق اجواء وبر وبحر لبنان، والتهديد الاسرائيلي المستمر واحتلال الاراضي العربية.
من حق ايران امتلاك برنامج نووي سلمي
وفيما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني السلمي شدد على ان لبنان تدعم ايجاد منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل خاصة النووية، اعتبر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان المعني الاول بذلك هو اسرائيل التي تختزن كمية كبيرة من السلاح النووي، الذي يشكل بحد ذاته تهديدا ليس للامن والسلم في الشرق الاوسط وانما في العالم كله.
واكد منصور ان من الغرابة ان يطالب البعض ايران بوقف برنامجها النووي السلمي، في الوقت الذي يتم غض النظر عن برنامج اسرائيل النووي او عن السلاح النووي الاسرائيلي، مشددا على ان من حق الدول كلها ان يكون لها برنامجها النووي السلمي.
التدخل الخارجي بعيق الحل بسوريا ويأخذ بها للمجهول
وحول الازمة السورية قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور ان لبنان منذ بداية الاحداث في سوريا دعت الى الاستقرار والامن في سوريا لان الامن والاستقرار في المنطقة لا يتجزأ، وان ما يضير سوريا يضير لبنان والمنطقة، ولذلك دعت الى حل سياسي داخلي، ما بين افرقاء المعارضة والقيادة السورية.
وتابع منصور: وقلنا ان التدخل الخارجي في الشأن السوري يعيق الحل ويدخل سوريا في نفق مجهول، ولا يساعد على الحل، معتبرا ان التدخل الخارجي في سوريا اصبح ملموسا ومعروفا ولا يمكن تجاهله عن طريق ادخال السلاح والاموال والاعلام والتجييش والتحريض المذهبي والطائفي والديني الذي كانت له انعكاساته السلبية على المنطقة كلها.
واكد وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور انه كانت هناك ارتدادات وانعكاسات للازمة السورية وتطوراتها على لبنان، مشيرا الى ان السلطات العسكرية في لبنان استطاعت ان تضبط الامور في طرابلس في شمال لبنان وتمتص الاحتقان الموجود على الساحة اللبنانية.
اقامة حظر جوي على سوريا تدخل ولا يخدم الحل
وحذر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور من ان اقامة منطق حظر جوي في سوريا لا يخدم الحل في هذا البلد ابدا، وانما يشكل بحد ذاته تدخلا، واعتبر ان لبنان تريد معالجة المشكلة من الداخل السوري وليس عن طريق الاخرين، منوها الى ان حل المشاكل الداخلية من الخارج قد يكون مؤقتا وستظهر من جديد التناقضات.
وشدد منصور على ان سوريا ادرى بشعابها ومشاكلها، واعتبر ان القيادة السورية اظهرت اكثر من مرة حسن نوياها من اجل معالجة الازمة ومتابعة عملية الاصلاح، محذرا من ان الحديث عن اقامة منطقة حظر جوي مسألة خطيرة جدا لا تخدم سوريا ولا وحدتها ولا وحدة شعبها.
الرهائن في سوريا بخير والاتصالات مع تركيا قائمة لتحريرهم
وحول مصير الرهائن اللبنانيين المختطفين في سوريا قال وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور: اننا نتابع هذه المسألة مع الاصدقاء الاتراك لانهم منذ اللحظة الاولى اخذوا على عاتقهم متابعة هذا الملف واجراء الاتصالات اللازمة من اجل اطلاق سراح المخطوفين، مؤكدا ان الحكومة اللبنانية على تواصل مستمر مع الجانب التركي وقد توصلوا اخيرا الى اطلاق سراح احد اللبنانيين المخطوفين، معربا عن امله الكبير في ان تحمل الايام القادمة تباشير جديدة باطلاق سراح المخطوفين جميعا او دفعة جديدة منهم.
واكد منصور ان هناك تطمينات بان المختطفين لازالوا على قيد الحياة وبخير، معربا عن امله في تنتهي هذه القضية على افضل وجه.
MKH-28-10:57