وفي مستهل المقالة يسأل روبرت فيسك"هل حصلت شهد الشرق الأوسط في السابق حرباً بمثل هذا النفاق؟ حرب بهذا الجُبن وبهذه الأخلاقيات الدنيئة، والخطاب الكاذب والإهانة لعامة الناس؟".
"أنا لا أتحدث هنا عن ضحايا المأساة السورية".
ويوضح فيسك قائلاً "أنا أقصد الكذبات التامة والتعود على الكذب من جانب أولياء أمرنا ورأينا العام – في الشرق كما في الغرب".
ويلاحظ أنه"في حين تدعم قطر والسعودية (المجموعات الإرهابية المسلحة) بالمال والسلاح من أجل إطاحة الرئيس بشار الأسد..، فإن واشنطن لا تتفوه بأي كلمة لانتقاد هاتين الدولتين".
وينتقد روبرت فيسك ازدواجية المعايير الأميركية، قائلاً إن"الرئيس باراك اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يقولان إنهما يريدان ديموقراطية في سوريا".
"لكن قطر قائمة على الحكم الفردي المطلق، كما أن السعودية هي من بين أكثر ديكتاتوريات الخلافة الملكية خُبثاً في الدول العربية".
"فحكام البلدين يرثون الحكم من خلال عائلاتهم.. والسعودية هي حليفة للمسلحين السلفيين الوهابيين في سوريا، تماماً مثلما كانت الداعم الأكثر حماسةً لحركة طالبان خلال العصور المظلمة في أفغانستان".
ويذكّر فيسك بأن"15 من أصل 19 خاطفاً مجرماً في أحداث 11 أيلول (سبتمبر) لعام 2011 كانوا من السعودية، وهي الأحداث التي أعقبها قصفنا لأفغانستان".
كما يشير إلى"أن السعوديين يقمعون الأقلية الشيعية في بلادهم تماماً مثلما يرغبون في تدمير الأقلية الشيعية-العلوية في سوريا. فلماذا نصدق بأن السعودية تريد إقامة الديموقراطية في سوريا؟".
ثم ينتهي روبرت فيسك إلى القول إن ما يفعله الغرب وأدواته الإقليمية في سوريا ليس بسبب حبهم للشعب السوري. وفي هذا السياق، يقول"كلا، إن الموضوع برمّته يتعلق بإيران وبرغبتنا في تحطيم الجمهورية الإسلامية وخططها النووية الجهنمية – هذا إن وجدت – ولا علاقة للأمر بحقوق الإنسان أو بحق الحياة أو الموت بالنسبة لأطفال سوريا. كم هذا مرعب!".