فقد نقلت وكالات الانباء عن قائد الشرطة في دبي ضاحي خلفان تحذيره من "مؤامرة دولية "!! للاطاحة بحكومات ودول عربية في الخليج الفارسي داعيا دول المنطقة للاستعداد لمواجهة ما سماه بخطر المعارضين الاسلاميين ( الاخوان المسلمين في مصر).
وتأتي تصريحات قائد الشرطة في دبي لصحيفة القبس الكويتية ، في وقت اعتقلت فيه السلطات الامنية في الامارات 20 معارضا (حسب وكالات الانباء) للحكومة وطردت في وقت سابق عددا من المعارضين واسقطت عنهم الجنسية .
إن ما يثير الانتباه في تصريحات قائد الشرطة في دبي هو انه يحذر من مؤامرة دولية !! ضد دول الخليج الفارسي خاصة والدول العربية عامة وان الهدف من المؤامرة كما يقول هو الاستيلاء على ثروات العرب .
و نسي ضاحي خلفان ان شيوخ إمارته وشيوخ دول عربية اخرى في الخليج الفارسي يقدمون أموال شعوبهم لتنظيم القاعدة ومنظمات ارهابية اخرى بتوجيه من المخابرات الامريكية والغربية ، للتامر ضد دول عربية في المنطقة للاطاحة بدولها من اجل اقامة حكومات ديمقراطية !! في المنطقة كما يزعمون .
ويحذر ضاحي خلفان من خطر صعود الاخوان المسلمين في مصر ودول عربية اخرى ، بعد اعتقال اسلاميين في الامارات .ويقول "ما كنت اعرف ان في دول الخليج (الفارسي) عدد كبير من الاخوان المسلمين .. علينا ان نتيقظ ونحذر لأنه كلما اتسعت هذه الجماعة يمكن أن تحدث بلبلة."
وأشار خلفان إلى أن صعود الاخوان المسلمين في العالم العربي يمثل تهديدا جسيما للدول العربية في الخليج الفارسي .وكان خلفان قد هاجم الشيخ يوسف القرضاوي الذي يقيم في قطر ويقوم بنشاطات سياسية هناك لانه سب المسؤولين في الامارات وهدد خلفان بالقاء القبض عليه حال دخوله الامارات وتقديمه للعدالة.
ويتنبأ خلفان عن خطة للإخوان المسلمين للحكم في البلدان العربية في الخليج الفارسي ، متوقعا ان تكون البداية من الكويت في عام 2013، وذلك بجعل حكومات الخليج الفارسي تملك ولا تحكم، وسوف تستمر الى عام 2016، وهي معلومات وصلت اليه من أجهزة مخابرات غربية كما قال .
وليست تصريحات ضاحي خلفان بعيدة عن محاولات الجماعات السلفية المتطرفة في الكويت للانقضاض على الحكم هناك خاصة وان هذه الجماعات التي يصفها الصحفي الكويتي عبد اللطيف الدعيج بالقطعان ، استفادت من قانون الانتخاب الحالي لتشكيل اغلبية برلمانية وما قامت به من محاولات للسيطرة على الحكومة وشل الحياة البرلمانية ، ولكن الحكومة ادركت ولو بعد حين نية الجماعات السلفية المتطرفة واوقفت نشاطات البرلمان وحلت المحكمة الدستورية برلمان 2012 مؤكدة ان البرلمان جاء اثر تزوير الانتخابات.فالجماعات السلفية في الكويت كما يقول محللون سياسيون مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقوي السلفية في دول عربية اخرى منها السعودية .
ان ما نسيه أو تناساه ضاحي خلفان أن يقوله هو ان مخاوفه ومخاوف أقرانه في الدول العربية في الخليج الفارسي تاتي بعد ان قدم حكام هذه الدول المال والسلاح من اجل الاطاحة بحكومات عربية اخرى بامر من الولايات المتحدة والغرب ومن الحكمة ان من يكون بيته من زجاج لا يرمي الاخرين بحجر.
واليوم نرى دولا عربية في الخليج الفارسي ومنها الامارات والكويت متخوفة من محاولات الجماعات السلفية المرتبطة للسيطرة على الحكم فيها وهي تبذل الغالي والنفيس لمواجهة هذه الجماعات المتطرفة التي لا تدخر وسعا للوصول الى الحكم حتى عن طريق التعاون والتامر مع المنظمات الارهابية ومنها تنظيم القاعدة لاثارة الاضطرابات في البلدان العربية وكذلك النعرات الطائفية .
ان الحكومة الكويتية التي تخاف من الجماعات السلفية في الداخل للاطاحة بها والسيطرة على الحكم ، تعمل من اجل ارضاء الامريكان وتصديق ما ينوهون اليه بان الخطر الذي يتهددهم يأتي من ايران لا من الجماعات السلفية المتطرفة.
وقد أعلنت وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون أخيرا نيتها ابرام عقد مع الكويت بقيمة 4.2 مليارات دولار لبيعها 60 صاروخا مضادا للصواريخ من طراز باتريوت «باك ــ 3» بما يسمح بتعزيز دفاعها. وذكرت وكالات الانباء ان وكالة التعاون للدفاع والامن، المكلفة مبيعات الاسلحة الاميركية الى الخارج، ابلغت الكونغرس بعملية البيع المحتملة هذه في العشرين من يوليو ، وأمام الكونغرس مهلة ثلاثين يوما لطرح اعتراضات محتملة، وإلا فان العقد يكون بحكم المبرم.
ويتناول مشروع البيع 60 صاروخا من طراز باتريوت من الجيل الجديد باك ــ 3 ، و20 قاذفة، واربعة رادارات ومحطات مراقبة، والتدريب الضروري لاستخدامها وتشغيلها، اضافة الى قطع غيار،
وقالت الوكالة: ان «الكويت ستستخدم التجهيزات وصواريخ «باك ــ 3» لتحسين قدراتها الدفاعية المضادة للصواريخ وتعزيز دفاعها عن اراضيها، وردع التهديدات الاقليمية.
ان الحكومة الكويتية تقدم مليارات الدولارات لشراء صواريخ باتريوت لتكون من ضمن دول مجلس التعاون التي سوف تشكل درعا صاروخية في مواجهة ايران حسب رغبة الولايات المتحدة ، علما بان الصواريخ التي تشتريها من الولايات المتحدة ستستخدمها القوات الامريكية المرابطة على الاراضي الكويتية وليس العسكريون الكويتيون .
وفي بداية ابريل الماضي ، واثناء منتدى ضم الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون ، اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون عن أملها في اقامة تعاون متعدد الاطراف في مجال الدفاع، وخصوصا بفضل درع صاروخية في مواجهة ايران.والصفقة الاخيرة بين الولايات المتحدة والكويت تدخل في نطاق اقامة درع صاروخية في مواجهة ايران التي اعلنت على الملأ انها لا تستهدف ايا من دول الخليج الفارسي وانها مستعدة للتعاون معها لمواجهة الخطر الذي يتهدد المنطقة.
ان الذي يهدد دول الخليج الفارسي ، ليس ايران ، بل هي الولايات المتحدة والغرب التي تفتعل الاضطرابات والمشاكل و تثير المخاوف من ايران لابتزاز الحكومات في الخليج الفارسي واجبارها على إقامة درع صاروخية تدفع ثمنها تلك الدول بمليارات الدولارات وتحصل مقابل دولارات النفط على اسلحة ومعدات لا يمكن ان تستخدمها بنفسها بل ستكون مضطرة لجلب خبراء امريكان وغربيين لتشغيلها واستخدامها .
شاكر كسرائي