السيد نصرالله: أميركا تدير حرباً ناعمة ضدنا و"اسرائيل" جندي فيها

الأربعاء ٢٥ يوليو ٢٠١٢ - ١٢:٤٢ بتوقيت غرينتش

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إننا اليوم نواجه حرباً من نوع آخر تتمثل بما يسميه قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بالحرب الناعمة وتديرها الادارة الاميركية والعدو الاسرائيلي مجرد مقاتل فيها.

وأضاف  السيد نصر الله خلال حفل التخرج السنوي الثالث لأبناء شهداء المقاومة الإسلامية تحت عنوان "جيل الشهيد علي أحمد عنيسي"، إن من يدير الحرب الناعمة ذهب ليبحث عن سر القوة لدينا لذلك هم يعلمون انهم عاجزون عن اجتياح ارضنا، لذلك ذهبوا ليجتاحوا عقولنا وافكارنا وثقافتنا كي لا يكون عندنا رجال كعلي واحمد عنيسي.

وتابع امين عام حزب الله، اليوم نسمع كيف ان الاعداء ينبهون من وصول الاسلحة الكيماوية وغيرها الى حزب الله، لماذا؟ هل لان القضية لها علاقة بالعتاد؟".

وأوضح السيد نصر الله، إنهم يخافون من منظومتنا الفكرية ولذلك هم يعملون للقضاء على هذه المنظومة لانه اذا ذهبت قيمنا فلا نفع بعد ذلك لا بسلاح ولا بعتاد.

وأشار امين عام جزب الله إلى أن هناك وسائل إعلام وفضائيات تعمل للاستخفاف وتشويه قيم المقاومة والشهادة وكل قيمنا للقضاء على منظومتنا الفكرية والمقدسات التي نؤمن بها، وكذلك يعملون للدخول الى بيئتنا لافقار مجتمعاتنا كي تبقى شعوبنا تعمل بهدف تحصيل لقمة عيشها فقط.

وأضاف، كذلك هم يعملون لنشر المخدرات والافلام الإباحية للقضاء على قيمنا لانه اذا وجد والد يريد ان يقاتل العدو لا يجد ابنه معه كما حصل مع علي واحمد عنيسي، معتبرا أن  لبنان الآن رغم كل ما يحصل فيه هو آمن اكثر من واشنطن ونيويورك.

ولفت إلى أننا نحتاج الى مقاومة من نوع آخر، مقاومة فكرية ثقافية للحفاظ على قيمنا وايماننا لانه سبب قوتنا وانتصارنا.

وأضاف السيد نصر الله، لعل ميزة كربلاء في التاريخ انها خلال ساعات قليلة تكثف هذه المشاهد حول الشهادة كمثال شهادة الاب والابن او الاخ واخيه او عدة اخوة يسشتهدون في وقت واحد.

وتابع: ان اتباع الانبياء كانوا جميعهم هكذا يندفعون الى الشهادة،والسؤال يدور حول هذا الاصرار الكبير بالتوجه الى الشهادة الذي يكبر ويطرح اكثر في مثل مجتمعنا حيث تزداد العلاقات الاسرية ترابطا.

وأشار إلى أنه بين ايدينا في هذا الحفل نوع من العائلات الذين قدّموا كل فلذات اكبادهم في هذا الطريق وهنا يطرح السؤال لماذا يلتحق الاخ بعد أخيه بقافلة الشهداء؟ ما سر ذلك؟.

وأضاف: عندما نعود الى عائلة الشهيد علي احمد عنيسي نتحدث عن اجيال في المقاومة تقاتل كتفا الى كتف ويستشهدون في نفس الزمان والمكان ولا نتحدث توارث الشهادة في ما بينهم.

ولفت السيد نصر الله إلى أنه في هذا اليوم نستذكر هؤلاء الشهداء الآباء ونستذكر انطلاقة المقاومة حيث كنا قلّة قليلة غريبة ومتهمة بالجنون.

وتابع: هنا نسأل لماذا اختار هؤلاء الشهداء ورفاقهم هذا الطريق؟ بكل بساطة نجيب انه الايمان بالله ورسله وبوعده وباليوم الآخر وبالكرامة الالهية وايضا بالوعد الاخر في شقه الدنيوي ان الجهاد والشهادة طريق عز والافتخار.

وأردف بالقول: هؤلاء الشهداء عرفوا ان تكليفهم هو ان يقاتلوا العدو الاسرائيلي الذي احتل الارض واعتدى على الأهل وقد اقبلوا على أداء هذا التكليف بصدق واخلاص وحماس ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا.

وأكد السيد نصر الله أن هذه الثقافة التي تربى عليها هؤلاء الشهداء كانت هي نفسها ثقافة عوائل الشهداء ولا زالت.

وتابع: هذا الرضى لعوائل الشهداء يأتي من الايمان بالله وبالرضى بقضاء الله وهنا يكمن سر المقاومة الاسلامية وجوهرها وحقيقتها.

ولفت السيد نصر الله إلى أنه اليوم هناك من يحلل ويقول إن حزب الله في مأزق او وضعه حرج وانا اقول ان هؤلاء يفكرون على اساس احوالهم هم وتفكيرهم هم لان المقاومة منذ 30 عاما كانت تواجه الصعوبات وحرب تموز كانت خير دليل، خلال حرب تموز 2006 البعض افترض ان المقاومة تلفظ انفاسها الاخيرة بينما هي كانت تتحدث عن انتصار.

وأضاف السيد نصر الله، اقول  لكل الذين يواصلون الطريق ولكل الذين يعنيهم ما يجري لهم إن الايمان بالله يعطينا القدرة على الصبر والثبات ايا تكن التضحيات.

وأشار  إلى أن الإيمان بالله هو الذي يعطينا القدرة على التضحية حتى ولو بكل عزيز هذا الايمان هو الذي يعطينا الامل بالفوز والنصر ولو كثر العدو وقلّ الناصر، وهو الذي كان يعطينا وضوح الرؤية وهو الذي كان يعطينا افق الفوز في الدنيا والآخرة وهذا ما كان عليه احمد وعلي عنيسي وكل الشهداء الذين ما ارتجفوا لتهويل او لقصف الطائرات، لافتا إلى أن هذه القصص الواقعية التي مرّت خلال حرب تموز كقصة احمد وعلي عنيسي التي يجب ان تروى للناس وهذه هي معجزاتهم الانسانية.

وتمّ خلال الحفل عرض تقرير عن الشهيدين احمد وعلي عنيسي وكانت كلمة لمدير عام "مؤسسة الشهيد" السيد جواد نور الدين ، كما سلّم رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين الطلاب المحتفى بهم شهادات التخرج والدروع التذكارية.