والفتاة الافغانية التي تصدرت صورتها صحف العالم وهي تنتحب وسط جثث ضحايا الاعتداء على الشيعة في 6 كانون الاول/ ديسمبر في كابول تدعى تارانا، واصيبت تارانا بجروح طفيفة في ساقها بشظايا العبوة التي فجرها الانتحاري الارهابي لتودي بحياة اكثر من ثمانين شخصا خلال مراسم احياء ذكرى استشهاد سبط رسول الله (ص) الإمام الحسين بن علي (ع) في عاشوراء .
وقتل في الانفجار سبعة من افراد اسرة الطفلة تارانا، بينهم شقيقها الاصغر شعيب (سبع سنوات)، وابناء عمومتها عباس وهو في التاسعة وحسن وسهيل وهما في الثالثة والرابعة من العمر ونسرين (65 سنة) ومالالاي (45 سنة) وابنتها نظيرة (30 سنة)، بينما اصيبت شقيقتاها سونيتا (15 سنة) وسويتا (اربع سنوات) بجروح بالغة .
ويروي المصور مسعود حسيني الذي يعمل لإحدى وكالات الانباء العالمية، قصة الصورة التي التقطها، فيقول أن تارانا كانت قد أصرت على عائلتها الفقيرة ليشتروا لها فستانا بلون أخضر يرمز الى آل رسول الله (ص) لترتديه في ايام عاشوراء مواساة لآل الرسول .
وأضاف المصور: رأيت تارانا تنهض من الأرض بعد الانفجار الارهابي وسط أشلاء أقاربها وذويها ورفاقها وهي تصرخ وتبكي بشكل متواصل فزعة مرعوبة (من هذه الجريمة التي يرفضها الدين الإسلامي السامي وكل مسلم على وجه الارض) وفي هذه الأثناء التقطت الصورة لأني أردت للصورة أن تجسد كل الآلام التي كانت تشعر بها تلك الطفلة ولتبين للمشاهد حجم الكارثة التي يسمع عنها في الأنباء .
وتمكن المصور مسعود حسيني في تلك اللحظة بالذات، من التقاط مشاهد لفتاة عاجزة ترفع يديها الى السماء وهي تصرخ وسط قتلى ومصابين من النساء والاطفال .
ويقول المحللون ان وراء هذه الجرائم الارهابية مجموعات متشددة في باكستان حيث يتعرض الشيعة بانتظام لاعتداءات ترتكبها طالبان باكستان حليفة القاعدة او مجموعات متشددة اخرى تحمل الفكر التكفيري الوهابي .
وقد ادان الرئيس الأفغاني حامد كرزاي هذا الاعتداء الارهابي وقال في تصريح عقب الانفجار إن جماعة عسكر جنجوي (التكفيرية) التي تتخذ من باكستان مقراً لها أعلنت مسؤوليتها، مؤكداً آنذاك إنه سيثير هذه القضية مع الحكومة الباكستانية .
يذكر ان جماعة عسكر جنجوي (التكفيرية)? تعد من اتباع مدرسة الوهابية المدعومة سعوديا وتنتشر خلاياها بمناطق عدة اهمها على الشريط الحدودي بين افغانستان وباكستان .