لحود: سوريا تعيش ربيعا بتمسكها بخيار المقاومة

لحود: سوريا تعيش ربيعا بتمسكها بخيار المقاومة
الأربعاء ٠٧ ديسمبر ٢٠١١ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس اللبناني السابق العماد اميل لحود أن سورية تعيش ربيعا من نوع آخر يتجسد يوميا في تأكيد الشعب السوري على تمسكه بالخيارات السياسية الاستراتيجية التي تنتهجها القيادة السورية الممانعة والمقاومة لنهج الاستسلام.

ولفت لحود في افتتاحية صحيفة البناء اللبنانية امس الثلاثاء إلى أن نهج الاستسلام الذي أدى بالعرب إلى درك ما بعده درك دفع أصحاب الفتنة إلى مراجعة دفاترهم وحساباتهم في غرفهم المظلمة فلم يجدوا سبيلاً إلى الخروج من يأسهم وفشل رهاناتهم سوى اللجوء إلى الفتنة المسلحة في سورية بغطاء مطلبي إصلاحي بعضه محق في مضمونه وليس في توقيته وأساليب طرحه متوسلين جامعة عربية انتهكوا ميثاقها وأدخلوا إلى صلب قراراتها عناصر التتريك والتدويل.

وأشار لحود إلى أنه في الوقت الذي تذهب فيه دول عربية باتجاه اعتماد حكم يطغى عليه الطابع المذهبي أو الطائفي لتساهم بذلك في تبرير يهودية الكيان الإسرائيلي المراهن على كيانات طائفية ومذهبية تشرذم العرب تظل سورية متجاوزة للحالة المذهبية والطائفية بفعل حكمة قيادتها التي أرست مجتمعاً مدنياً عابراً للمذاهب والطوائف الأمر الذي مكنها قيادة وجيشاً وشعباً من التراص والتماسك الوطني والقومي في وجه كيان العدو لتصبح بذلك قلب العروبة النابض ووسط عقد الممانعة والمقاومة.

وأوضح لحود أن الجامعة العربية التي خرجت خروجا فاضحا عن ميثاقها من شأنه أن يقضي عليه وينهي مفاعيله ما لم يتم استدراك آثار توسله للانقضاض على سورية التي تختصر العزة والكرامة العربية بادرت إلى الاستقواء بخارج طامع ومتآمر لا ترتاح إليه الشعوب العربية التي رزحت قروناً تحت حكمه واستبداده ولم تلق منه سوى الاستتباع الأعمى لعاصمة القرار الأحادي في العالم وفتح قنوات التواصل العريض مع كيان العدو الإسرائيلي وهذا ما تبين عندما تمت لفلفة قضية سفينة مرمرة التركية التي تعرضت لأسوأ هجوم بربري أوقع في ركابها أكثر من ضحية.

واختتم لحود بالقول.. إن جميع الاعتبارات يجب أن تكون حافزاً لكل العرب لحزم أمرهم والاقتناع بصورة راسخة وموضوعية وجلية بأن العرب كلهم مستهدفون في نهاية المطاف من مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي بدأ يتجسد في بعض الدول العربية ويقف على عتبة البيوت يائساً وساعياً أبداً إلى إدخال الفوضى البناءة إلى الدول العربية علها تشرذم وحدتهم وقوتهم وتعبث خراباً وتحل الفتنة بينهم إلى دهور فيستريح العدو الغاصب متفرجاً على انهيار الأمة وكرامتها وعزتها.