شرف لسوريا ألا تكون عضواً فى جامعة تقودها واشنطن وتل أبيب

شرف لسوريا ألا تكون عضواً فى جامعة تقودها واشنطن وتل أبيب
السبت ١٩ نوفمبر ٢٠١١ - ٠٨:٠٧ بتوقيت غرينتش

لدينا يقين بأن ما جرى فى الجامعة يوم 12/11/2011 من تعليق لعضوية سوريا بالجامعة تحت عنوان مضلل وزائف اسمه (حماية الثورة) وهى أصلاً ثورة غير قائمة هناك مهما ألحت علينا (الجزيرة) وأخواتها وبرهان غليون وراعيه برنار ليفى الصهيونى الفرنسى المعروف ، لدينا يقين أنه قرار أمريكى وإسرائيلى بامتياز .

  ويكفى أن (قطر التابعة إرادة وقراراً لواشنطن وتل أبيب) هى التى أعدته وطبخته وأصدرته وصارت خلفها – للأسف دول كبيرة مثل مصر – إذا كان الأمر كذلك فعلى سبيل التسلية والسخرية مما جرى ، دعونا نسأل : لماذا غضب الكثير من الشرفاء العرب ، كُتاباً وساسة ، ومنهم السفير السورى بالقاهرة الأستاذ / يوسف أحمد ، من هذا القرار – الإسرائيلى مضموناً وهدفاً – الذى أعده – كما قلنا - مجلس التعاون بقيادة دويلة قطر ، ثم تبنته جامعة الدول العربية ، والقاضى بتعليق عضوية سورية بالجامعة لحين الاستجابة للمطالب الأمريكية ، وليس لمطالب الثورة (المزعومة) فى سوريا (ألم يشاهدوا الملايين الحقيقية فى الشارع ترفض القرار !! هل هؤلاء كلهم ضد الثورة .. هل هؤلاء كلهم مرتزقة .

وما هذا النظام القوى القادر على إخراجهم بكل هذا الزخم والإيمان !!) .. لماذا غضب (يوسف أحمد) وهو أول من يعلم أن من طلب وأعد القرار هى واشنطن ، وبالطبع تل أبيب ؟ لماذا غضب وهو أول من يعلم وكذلك النخبة العربية (المحترمة) وأعنى بها تحديداً تلك النخبة التى لا تمشى كالقطيع خلف فبركات (الجزيرة) و(العربية) عن الثورات العربية المدعاة والتى ياللمفارقة لم يصل قطارها إلى دول الخليج (الفارسي)المحتلة أمريكياً (يوجد 7 قواعد لأمريكا والناتو فى هذه الدول )، لماذا غضب وهو يعلم أن دويلة قطر – تحديداً – تنفذ مخططاً أمريكياً مشبوهاً لركوب الثورات العربية وتفكيك علاقة (سوريا) ؛ دولة الممانعة الأولى ، والأخيرة ، عربياً ، شاء من شاء وأبى من أبى ، بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية (حزب الله) والعراقية ؟

لماذا غضب وهو يعلم أن جامعة الدول العربية لم تغضب كل هذا الغضب الذى غضبته من أجل ثورة (مفبركة) كالثورة السورية ومن قبلها (الليبية) التى احتلت بلادها بالكامل الآن أيضاً باسم الثورة !! ، لماذا لم تغضب هذه الجامعة للذبح المستمر للشعب الفلسطينى منذ 60 عاماً ولم يحرك فيها أمير قاعدة العديد ، حاكم قطر المنقلب على أبيه ، ساكناً ، فقط هو ومنظومة دول الخليج (الفارسي)المحتل تتحرك عندما تطلب واشنطن وتل أبيب منهم ذلك ، لإعادة تفكيك المنطقة ثم تركيبها مجدداً وفقاً لمصالحهما ؟ لماذا غضب .. يوسف أحمد وكل شريف فى وطننا العربى ، وكل حر يعلم حجم ما قدمته سوريا من أجل لبنان والعراق وفلسطين وهو يرى جامعة الدول العربية تتحول لجامعة الدول (العبرية) ؟! بالمناسبة سؤال للنخبة السائرة خلف فبركات (الجزيرة) : أين يعيش خالد مشعل ورمضان شلح والـ 15 فصيل فلسطينى مقاوم منذ 25 عاماً ؟ ومن أين أداروا عملياتهم الاستشهادية طيلة الربع قرن الماضى .. هل  من (دوحة) الأمير حمد .. أم من دمشق ؟ وكيف انتصر حزب الله فى حربيه (2000م) و(2006م) هل بفضل دعم خادم الحرمين وفتاويه التكفيرية له أم بدعم نظام الأسد ؟ طبعاً نخبة (الجزيرة) لا تتذكر أو هى (لا تريد لأنها للأسف قطيع يساق وذاكرة ،كذاكرة كالتماسيح) ..

ونعود إلى يوسف أحمد وكل الأحرار فى بلادنا لنقول : لا تغضبوا فشرف لسوريا ليس فقط أن تُعلق عضويتها فى جامعة يقودها صهاينة ، بل أن تعجل بالاستقالة منها وأن تستعد للحرب القادمة الحقيقية التى نراها فى الأفق ، والتى حتماً ستنتصر فيها على الصهاينة ومن وآلاهم من ثوار وشيوخ نفط وإعلاميين وساسة يسيرون كالقطيع خلف مؤامرة أمريكية – إسرائيلية واضحة للعيان وتبشر بها الجزيرة والعربية وأخواتهم من وسائل الإعلام (العبرية) ، ولكن يبدو أن بعض العيون قد أصابها العمى وأن على القلوب أقفالها وأن الغفلة شديدة ؛ فلا ترى المؤامرة الحقيقية التى تدار تحت عناوين بريئة تماماً منها ؛ مثل الثورة ، وحقن الدماء ، وأخشى بعد أن يستيقظوا من غفلتهم يوماً ، تكون الأوطان قد ضاعت وإسرائيل فى دمشق كما هى الآن فى بنغازى والجبل الأخضر ولا حول ولا قوة إلا بالله !!

   د . رفعت سيد أحمد