"كابوس" شح المياه يطارد السعوديين

السبت ٢٢ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٣:٣٩ بتوقيت غرينتش

يعاني السعوديون من نقص المياه في العديد من المدن والقرى بعد ان فشلت الخطط الحكومية في ايجاد بدائل تقنية لتخفيض تكلفة المياه أو زيادة طاقة التحلية بما يتناسب مع الزيادة المطردة للاستهلاك، خاصة وأن المملكة أصبحت في المرتبة الثالثة عالمياً من حيث معدل استهلاك الفرد اليومي من المياه.

وافاد موقع حوار وتجديد في تقرير الجمعة ان قرى ومدن سعودية تعيش تحت وطأة الظمأ، تصرخ في بلد يعد أكبر منتجي المياه المحلاة في العالم، اذ أظهرت دراسة حكومية أجريت مؤخراً عن ازدياد إجمالي استهلاك المياه في المملكة، مما وضعها بمعدل 286 لتراً يومياً بعد أميركا وكندا.

وكشفت الدراسة أن 34% من الأسر في المملكة (المواطنين والمقيمين على حد سواء) يشعرون بالقلق من شح المياه العذبة لأطفالهم في المستقبل، كما أن 35% يشعرون أن المجتمع لا يبذل جهداً بمواضيع تتعلق بالبيئة.

واوضحت أن 46% ينشطون في مراقبة استهلاكهم من المياه لاستخدام ما هو ضروري منها فقط، بينما يعتقد 47% يرون أن المياه مورد مهم وأساسي ويتوجب الاهتمام به.

وقال مفلح بن ربيعان القحطاني، رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان إن “الجمعية رصدت شكاوى متزايدة حول انقطاع المياه عن منازل المواطنين والمقيمين في بعض المدن والقرى والهجر”، مشيراً إلى أن هذه مشكلة يعاني منها الناس سنوياً، وأنه ربما يرجع سببها إلى سوء التخطيط، أو عدم الاستعداد للمواسم التي تحتم استهلاك أعلى من المياه كفصل الصيف.

وتقول صحيفة الرياض السعودية ان هناك “مشروعات انتهت صلاحيتها، وأخرى يعطّلها مقاولون خارج دائرة المحاسبة، وأخرى سقطت سهواً في المخاطبات البيروقراطية بين وزارة المياه وفروعها، إلى جانب مشروعات تنتظر حضور لجان للوقوف عليها ولم تأت اللجان حتى الآن”!

واضافت ان “أصوات المواطنين المتذمرين تتعالى من العطش في بعض القرى والمدن والأقاليم، في مرحلة بات الناس فيها يدركون حجم ما تبذله الدولة من أموال وحرص على توفير كل ما من شأنه إشاعة الاستقرار المعيشي والاجتماعي لهم”.

ووصف محمد البخاري، الخبير في مجال المياه وضع المياه في المملكة بأنه مؤلم وخطير، قائلا “نحن نوشك على استنزاف المخزون الباقي لنا من المياه الجوفية، فقد خسرنا حوالي من 3-4 تريليونات متر مربع خلال الـ30 سنة الماضية، ونحاول اليوم أن نشرب ماء البحر من خلال 25 محطة، وحسب ما يقال بأنها تبلغ 1 مليار متر مربع للشرب فقط، ونحن نحتاج إلى 2.5 مليار متر مربع للشرب في المدن، ومع تزايد عدد السكان سنوياً من (3-5%) فإننا سوف نحتاج إلى 70 محطة تحلية مياه”.

واشار إلى أن تكلفة إنتاج كل متر مربع من المياه المحلاة يعادل 4 ريالات حسب الجهات المختصة، اما على حسب ما نتابعه من تكاليف المحطات والتمديدات، فإن التقديرات الأولية تؤكد أن التكلفة 6 ريال، مؤكداً على أن 35% إلى 40% من المياه المحلاة تفقد في الشبكات القديمة في المدن، وهذا يعني أن ما يصل إلى المنازل التي تمدها الشبكات القديمة فقط 60% من المياه المخصصة لهم، علماً بأن المياه لا تصل إليهم يومياً، إنما في بعض المدن كل خمسة عشر يوماً كما قال.

وأرجع أسباب الانقطاع المستمر للمياه عن الناس في مختلف المدن والأقاليم إلى عدة أسباب أهمها، ضعف وتقادم شبكات توزيع المياه داخل المدن، والخلل الكبير في محطات الإنتاج، وكذلك بعد المحطات عن المدن، وعدم توفير كميات من المياه الجوفية لخلطها مع المحلاة حسب نسبة معينة لتكون صالحة للشرب.

loading