طهران ترد بقوة على الإتهامات الاميركية الملفقة

طهران ترد بقوة على الإتهامات الاميركية الملفقة
الجمعة ١٤ أكتوبر ٢٠١١ - ٠٤:٢١ بتوقيت غرينتش

ادانت طهران وبقوة الاتهامات الاميركية الملفقة لايران ووصفتها بالهروب الى الامام في ضوء ما يشهده الداخل الاميركي من احتجاجات، وكذلك ما يجري في المنطقة من تطورات ليست في صالح واشنطن. فقد وصف وزير الخارجية علي اكبر صالحي، المزاعم الاميركية بشأن تدبير محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن بالسيناريو الشيطاني.

وقال: إن المزاعم الاميركية الأخيرة حول تدبير محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن مصيرها الفشل.

واعتبر وزير الخارجية في تصريح لقناة العالم، أمس الاربعاء، ان هذه المزاعم تستهدف النيل من العلاقات بين ايران والمملكة العربية السعودية.

وفي ختام تصريحاته دعا صالحي لاقامة افضل العلاقات بين ايران والسعودية. من جانبه اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية، رامين مهمانبرست، مزاعم التخطيط لاغتيال السفير السعودي في اميركا بانها عارية عن الصحة تماما ووصفها بالاكاذيب وليست سوى سيناريو اميركي.

واعتبر رامين مهمانبرست، مساء الثلاثاء، مزاعم المسؤولين الاميركيين القائمة على ضلوع ايران في عمليات ارهابية على الاراضي الاميركية بانها جوفاء ولا أساس لها وأدان تنفيذ مثل هذه العمليات.

ووصف هذه المزاعم بالبالية والتي تقوم على سياسات معادية وقديمة يتبناها المحور الاميركي - الصهيوني وليست سوى مسرحية تدعو للسخرية وتأتي في سياق سيناريوهات محددة أعدها أعداء الاسلام والمنطقة بهدف بث الفرقة.

واضاف، ان معدي هذه السيناريوهات المختلقة يرمون لاثارة الخلافات ومساعدة الكيان الصهيوني للخروج من العزلة المفروضة عليه.

ووصف المتحدث باسم الخارجية العلاقات القائمة بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والمملكة العربية السعودية بانها تقوم على الاحترام وان اثارة مثل هذه المزاعم الكاذبة لن تقدم شيئا ولن تترك اي تأثيرات على الرأي العام.

اما السفير الايراني في الأمم المتحدة محمد خزاعي فقد وجه رسالة الى الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون، تضمنت احتجاج الجمهورية الاسلامية الايرانية الشديد على المزاعم الاميركية المختلقة والواهية.

وجاء في رسالة خزاعي: إنه وجه الرسالة للتأكيد على شجب المزاعم التي أثارها المسؤولون الاميركيون ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية حيال التدخل في الاعداد لمشروع اغتيال دبلوماسي في واشنطن.

وأكد في الرسالة ان ايران أدانت على الدوام كافة أشكال الارهاب لأنها كانت ضحية للارهاب والنموذج الواضح على ذلك اغتيال عدد من علمائها النوويين خلال العامين الأخيرين على يد الكيان الصهيوني بدعم من اميركا.

فيما أشار رئيس مجلس الشورى الاسلامي الى الاتهامات الواهية التي اطلقتها اميركا ضد ايران واصفاً اياها بأنها كاذبة وباطلة وتتسم بالحماقة الهدف منها صرف الأنظارعن مشاكلها الداخلية والخارجية.

وقال علي لاريجاني أمام مجلس الشورى الاسلامي، أمس الاربعاء، وفي معرض رده على الاتهامات الاميركية المزيفة ان الولايات المتحدة قامت بعمل شيطاني وأحمق وهذا السيناريو الذي أعدته اميركا مفبرك وسخيف.

وأضاف: إن الضجيج الاعلامي الذي صدرعن اميركا والادعاءات الكاذبة تدل على ضعف

منطقهم حيث انهم يحاولون التغطية على مشاكلهم الداخلية.

واكد لاريجاني لدينا علاقات عادية مع السعودية ولسنا بحاجة الى مثل هذه الاعمال الصبيانية التي تزعم بها اميركا لأن هذه الاعمال لن تجدي نفعا لأي طرف.

وشدد لاريجاني قائلاً: اننا نتابع الأمور بدقة في المنطقة وجيراننا يعلمون جيداً ان هدف اميركا من طرح مثل هذه الادعاءات الكاذبة التغطية على فشل المشاريع الاميركية في الشرق الاوسط.

وفند لاريجاني كل التهم الموجهة ضد ايران واصفاً هذه التهم بأنها محاولة يائسة للوقوف بوجه الصحوة الاسلامية التي تجتاح المنطقة.

كما أعلن النائب علاء الدين بروجردي، ان الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الولايات المتحدة الاميركية هي السبب وراء فبركة أخبار لتضليل الرأي العام للشعب الاميركي عن المشاكل التي يعاني منها.

وقال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية، أمس الاربعاء: إن حقيقة الامر تكمن في ان اميركا تعاني اليوم من ازمة داخلية حادة نتيجة السياسات الخاطئة التي انتهجها اوباما في المنطقة، وانفاق مئات ملايين الدولارات التي أتت في سياق استمرار سياسة بوش الخاطئة.

وقال بروجردي: ان جميع هذه الأسباب أدت الى بروز إستياء كبير لدى الشعب الاميركي.

كذلك أكد المتحدث باسم لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الاسلامي: إن اتهام اميركا لايران بالتخطيط لشن هجوم في أميركا يرمي الى حرف الرأي العام عن التطورات في المنطقة والداخل الاميركي.

وقال كاظم جلالي في تصريحات: إن التهمة الاميركية الجديدة ضد ايران ليست سوى لعبة جديدة أعدت بعد الاحباطات المتتالية التي منيت بها واشنطن في المنطقة والانتصارات التي حققتها الثورات المناهضة للعملاء الاميركيين في المنطقة وشمال افريقيا.

وأوضح ان الاميركيين يحاولون التغطية على الجرائم في البحرين واليمن وليبيا، من خلال بث مثل هذه الأكاذيب لكن مساعيهم لن تثمر عبر سلوك هذا النهج.

وأكد على انه من الافضل للاميركيين الاهتمام بوضع حلول لمشاكلهم الداخلية وانفاق الضرائب التي يدفعها الشعب الاميركي من أجل مصالحه الذاتية، بدلا من انفاقها في حروب المنطقة وان يتخلوا عن دعم الانظمة الديكتاتورية.

هذا واستدعت وزارة الخارجية الايرانية القائم باعمال السفارة السويسرية الراعية للمصالح الاميركية في طهران لابلاغه احتجاج ايران ازاء المزاعم الفارغة للإدارة الاميركية بخصوص ضلوع مواطنين ايرانيين إثنين في مؤامرة مزعومة لاغتيال السفير السعودي في واشنطن.

وابلغت الخارجية الايرانية، القائم بالاعمال السويسري، احتجاح الجمهورية الاسلامية الايرانية شديد اللهجة ازاء المزاعم الاميركية.

وقال مدير مكتب شؤون اميركا الشمالية بوزارة الخارجية الايرانية، خلال لقائه القائم بأعمال السفارة السويسرية، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كانت منذ انتصار الثورة الاسلامية، الضحية الرئيسية للممارسات الارهابية للمجموعات الارهابية المدعومة من اميركا.

واضاف: على هذا الاساس فان طهران اذ تندد بالمزاعم السخيفة للإدارة الاميركية، تحذر من مثل هذا الابتزاز السياسي.

من جانبه اكد القائم باعمال السفارة السويسرية في طهران انه سينقل احتجاج الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الإدارة الاميركية في اسرع وقت وسينقل الرد الاميركي لوزارة الخارجية الايرانية.

وكانت الحكومة الاميركية قد ادعت في تحرك اعلامي مشبوه بانها سترفع شكوى ضد مواطن اميركي من اصول ايرانية بتهمة محاولة السعي لاغتيال السفير السعودي في اميركا.

وأعلن وزير العدل الأميركي، أريك هولدر، في مؤتمر صحفي انه حسب هذه الشكوى التي رفعت في منطقة بجنوب مدينة نيويورك، فان احد المتهمين في هذه القضية هو اميركي من اصول ايرانية يبلغ من العمر 56 عاما وقد اعتقل قبل اسبوعين.

وأضاف: إن الشخص المعتقل قد اعترف في السجن بانه حاول بالتعاون مع احد افراد الحرس الثوري الايراني اغتيال السفير السعودي لدى واشنطن.

وتزعم المصادر الاميركية بأن هذه المعلومات قد نقلها احد تجار المخدرات للمسؤولين الأمنيين في هذا البلد.

ويعتقد المحللون السياسيون بأن نشر مثل هذه الاخبار ماهو إلا محاولة اميركية للتغطية على الحركة الاحتجاجية في «وول استريت» الاميركية. وتشكل هذه الحركة الاحتجاجية التي انطلقت قبل أربعة أسابيع واجتاحت غالبية المدن الاميركية تحديا كبيرا للنظام الراسمالي في الولايات المتحدة.

ويرى المحللون ان خلق مثل هذه الأجواء الأمنية يأتي بهدف قمع التظاهرات الاحتجاجية وايجاد تيار انحرافي امام تيار الصحوة الاسلامية.

كما يعتقد المحللون السياسيون في المنطقة، بأن اميركا تحاول بين الحين والآخر استخدام الحيل الاعلامية لتوفير الأرضية بغية نشر الشقاق بين الدول الاسلامية.

ويضيف الخبراء والمحللون السياسيون، رغم ان القبول بموضوع سعي ايران لاغتيال السفير السعودي في اميركا لايتطابق مع اي استدلال أمني وسياسي وعقلي ولكن يمكن استغلاله ليوم أو يومين من قبل وسائل الاعلام العالمية لاثارة الضجيج.

وذكر هؤلاء الخبراء والمحللون السياسيون بأن نشر مثل هذه الأخبار التي تهدف للتفرقة بين الدول الاسلامية والتي جاءت اكثرها في اطار وثائق موقع ويكيليكس انما هو محاولة جرى التخطيط لها بهدف إثارة الاختلافات والفرقة بين حكومات المنطقة مؤكدين بأن الخبر الاخير والقصة الهوليودية قد جرى التخطيط لها بشكل أخرق ولا تستطيع ان تلبي أهداف الادارة الاميركية.