إغراءات إسرائيلية جديدة للجنوبيين: اللاذقية تحت عدوان متكرّر

إغراءات إسرائيلية جديدة للجنوبيين: اللاذقية تحت عدوان متكرّر
الجمعة ٢٨ مارس ٢٠٢٥ - ٠٣:١٠ بتوقيت غرينتش

شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر أمس الخميس، سلسلة غارات على سلاح البحرية السوري في مدينة اللاذقية.

العالم - سوريا

وتقول مصادر من المدينة، في حديثها إلى «الأخبار»، إن 6 غارات طاولت مواقع للجيش المنحل، بينها محيط «الميناء الأبيض» و«نادي الضباط» و«اللواء 110» البحري، والتي تتمركز فيها فصائل من التنظيمات المتطرفة المشكّلة من المقاتلين الأجانب، لافتة إلى أن هذه الفصائل «كانت قد تلقّت تحذيرات من الحكومة في دمشق تطلب فيها الأخيرة إخلاء كل المواقع المذكورة وتسليمها للأمن العام، إلا أن المسلحين لم يستجيبوا للأمر».

وتضيف أن «عدداً غير معلوم من هؤلاء مسجّلون حالياً في عداد المفقودين، نتيجة وجودهم تحت أنقاض المباني في القطعات المستهدفة».

أما في الجنوب السوري، فقد كثّفت قوات الاحتلال تحركاتها في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة. واستهدفت الدبابات الإسرائيلية، ليل الأربعاء - الخميس، موقعَي «سرية الكتاف» و«السرية الرابعة»، القريبة من قرية طرنجة.

كما توغّلت نحو محيط قرى الكوم كوم محيرس والصمدانية الغربية والعجرف، حيث قامت بتفجير مجموعة من النقاط العسكرية في محيط كوم محيرس، بالإضافة إلى توغل آليات عسكرية ثقيلة في اتجاه مبنيَي المحافظة والمحكمة، بالقرب من مدينة السلام (البعث سابقاً)، ومحيط بلدة خان أرنبة.

اقرأ ايضا:

عدوان إسرائيلي يستهدف محيط الميناء الأبيض واللاذقية غرب سوريا

وبالتزامن مع ذلك، تحركت قوة للعدو من نقاط تمركزها في منطقة حوض اليرموك في ريف درعا نحو وادي اليرموك، في الجزء القريب من قرية جملة، التي تتواجد فيها نقطة تابعة لـ«قوات مراقبة فضّ الاشتباك التابعة للأمم المتحدة» (يوندوف).

كما تحركت قوة ثانية في اتجاه وادي الرقاد، القريب من جملة، ما أوحى بنية الاحتلال اقتحام القرية من دون أن يتحقق ذلك، فيما أطلقت المدفعية الإسرائيلية من «ثكنة الجزيرة» في المنطقة ذاتها، عدداً من القذائف المضيئة في محيط بلدة كويا، التي كانت قد شهدت، الثلاثاء الماضي، تصدياً من قبل شبان من البلدة لقوات العدو المقتحمة، ما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص، وجرح 10 آخرين، بعضهم لا تزال حالتهم الصحية حرجة.


وفي سياق اللعب بورقة سوء الأحوال المعيشية لسكان الجنوب، يؤكد مصدر من بلدة حضر، ذات الغالبية الدرزية والمحاذية لشريط «فض الاشتباك»، مع الجولان المحتل، أن «تعداد من سجّلوا أسماءهم للعمل ضمن الأراضي المحتلة، بصفة عمال بناء وعمال زراعيين يراوح بين 60 و70 شخصاً ينحدرون من البلدات والقرى ذات الغالبية الدرزية.

ويضيف، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «وجهاء حضر تبلّغوا عبر ضباط من جيش الاحتلال إمكانية تسجيل الأطباء والصيادلة والمهندسين للعمل في الداخل الإسرائيلي برواتب تصل إلى 7000 دولار أميركي شهرياً، على أن يكون موقع العمل ضمن هضبة الجولان وشمال فلسطين مبدئياً، مع إمكانية التعاقد ومنح الإقامة لمن سيحقّق الشروط الأمنية كاملة».

وفي السياق نفسه، يتابع الاحتلال تحضير قوائم اسمية لعمال من عين التينة وجباتا الخشب وأوفانيا، وهي قرى تقع في القطاع الشمالي من ريف القنيطرة.

ويأتي هذا فيما تحدّث الإعلام العبري عن تأجيل تطبيق خطة «التشغيل» المشار إليها، والتي كان مقرراً أن تنطلق في السادس عشر من الشهر الحالي.

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة «هآرتس»، عن مصادر أمنية، أن عدم تطبيق الخطة جاء على خلفية «مخاوف أمنية»، وخلاف بين وزير الحرب، يسرائيل كاتس، وقائد قيادة المنطقة الشمالية في الجيش، أوري غوردين.

وبحسب المصادر، فإن «الجيش يعتقد بأن دخول العمال يجب أن يتم فقط بعد إعداد شامل والتحقق من هوية كل عامل، وإلا سيصعب كشف محاولات عناصر معادين استغلال دخولهم إلى إسرائيل».

ولفتت المصادر، في الوقت نفسه، إلى أن غوردين اعترض لأن كاتس لم يبلغ القيادة بنيته السماح بدخول العمال في التاريخ الذي حدّده.

اقرأ ايضا:

أول تقرير للجنة التحقيق بمجازر الساحل السوري

كما نقلت الصحيفة عن «ضباط كبار»، أن دخول العمال من دون التحضير اللازم، قد يعرّضهم أيضاً للخطر، حيث يمكن اعتبارهم متعاونين مع إسرائيل، أو استغلالهم في محاولة الحصول على معلومات منهم وتجنيدهم عند عودتهم إلى بلادهم، وأن ضباطاً كباراً في الجيش، انتقدوا تصريحات كاتس حول «قضايا حساسة» مرتبطة بسوريا، قد تؤدي إلى «تصعيد غير ضروري» مع الإدارة السورية الجديدة، بما فيها تصريحات حول حماية الدروز، من دون مناقشة كبار مسؤولي الأمن مسبقاً.

كما حذّرت «هآرتس»، نقلاً عن مصادر أمنية، من أن التزام إسرائيل بالتدخل في القتال إلى جانب الدروز، ستكون له «تداعيات خطيرة»، قد تصل إلى فتح جبهة إضافية من دون استعداد لذلك، بينما شدّد مصدر أمني كبير على ضرورة أن يكون هذا التحرك مدعوماً بـ«خطة عملياتية»، لأن عدم التدخل «سيأتي بنتائج عكسية»، وفقاً للصحيفة.

المصدر؛ جريدة "الاخبار"

loading