العالم – من طهران
العالم: نبدأ من عملية طوفان الأقصى التي قامت بها المقاومة في السابع من اكتوبر ولمدة 15 شهرا ما هي المنعطفات التي أدخلت فيها عمليات طوفان الأقصى القضية الفلسطينية؟
أختري: أهنئ نفسي وأهنئكم جميعا بهذه المناسبة العظيمة وهذه الانتصارات الكبيرة وكذلك انتصارات الشعب اللبناني المظلوم في هذه الأيام بمناسبة إرغام العدو الصهيوني للخروج والانسحاب من الأراضي اللبنانية المقدسة والمباركة .. في الحقيقة دراسة عمليات طوفان الأقصى المظفرة بحاجة إلى وقت كبير والى حلقات عديدة، للبحث في جميع جوانب هذه العملية البطولية وكذلك زواياها المخفية، هناك قضايا كثيرة لعل في التاريخ ولعل بعض الأعزاء من الفلسطينيين سوف يشرحون للناس ما كان في هذه العملية، فالعملية من أي زاوية نظرنا إليها تعتبر عملية كبيرة وعظيمة وبطولية وتاريخية، بل يمكننا أن نقول لا نظير لمثل هذه العملية أساسا، وهذا العملية لقنت العدو الصهيوني درساً كبيراً، ولحد الآن هم يتحدثون ويبحثون عن زوايا هذه العملية وأساسها وكذلك كيفية مواجهة المقاومة، ودراسة لجميع التكتيكات والبرامج التي كانت يدرسها العدو الصهيوني ضد فلسطين والمقاومة و غزة.
من ناحية ثانية عندما ننظر إلى هذه القضية نرى أن في هذه القضية كانت هناك انتصارات عظيمة وكبيرة للشعب الفلسطيني والمقاومة الإسلامية، ولو أن الشعب الفلسطيني والمقاومة قدموا ضحايا كبار وشهداء عظماء في هذه العملية، في سبيل هذه المقاومة بصورة عامة.
هذا العملية لها خصوصيات خاصة، ومن جهة ثالثة أن هذا العملية قد استطاعت أن تجلب وتجذب جهات مختلفة للمقاومة ولدعم المقاومة والمساهمين والمشاركين فيعملية المقاومة ضد العدو الصهيوني، منها من لبنان، وما كان ولا زال في لبنان المظلوم أن المقاومة الإسلامية وخاصة بقيادة الأمين العام الشهيد المظلوم سماحة العلامة السيدحسن نصرالله، الشعب اللبناني والمقاومة اللبنانية وقفا إلى جانب القضية الفلسطينية و المقاومة بعد عمليات طوفان الأقصى، وكذلك الشعب البطل والمظلوم في اليمن، اليمن وأنصار الله كذلك وقفوا إلى جانب المقاومة، وشاركوا في المقاومة بكل معنى الكلمة، وهناك جهات مختلفة، وكذلك أننا لاحظنا أن الجمهورية الإسلامية شاركت في أصل المقاومة، بوجودها ومقاومتها وبصواريخا وكذلك بمسيراتها.

من جانب آخر استطاعت هذه العملية أن توضح بصورة كاملة السيرة والصورة البشعة للعدو الصهيوني للعالم أجمع فما لاحظناه في أوروبا وأميركا وغيرها وقوف الشعوب وكذلك الشباب الجامعيين والأساتذة والحقوقيين في بلاد مختلفة إلى جانب القضية الفلسطينية، وكان هذا كذلك من ميزات عملية طوفان الأقصسى التي استطاعت أن توضح الوجه الكرية للعدو الصهيوني للعالم أجمع، لأن قبل هذا دائما كان كان يحاول العدو الصهيوني وكذلك ومعه على رأسهم أميركا المجرمة التي شاركت في جميع هذه الجرائم بوجودهاو بإمكاناها و حتى أشخاصها.. شاركوا في هذا الاعتداء ضد الأمة الإسلامية والضد الشعب الفلسطيني، وكذلك الدول الأخرى التي وقفت إلى جانب أميركا في هذه الاعتداءات.. هذه كذلك استطاعت أن توضح قضية حقوق الانسان مما كانت تدعي هذه الدول الغربية، حيث أنها تدعي أنها تدعم وتسعى لحقوق الإنسان.. هؤلاء شاهدوا كل هؤلاء الشهداء.. أكثر من 50,000 شهيدا وهناك أكثر 15,000 منهم من الأطفال.
كذلك أن هناك كثيرا من الدول وبعد هذا العملية عرفوا الحقيقة وتبينت الحقيقة أمامهم ووقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية، كما شاهدنا ولاحظنا ذلك في مجلس حقوق الإنسان والمحكمة الدولية وغيرها،خيث اتخذوا مواقف للشجب والاستنكار للعدو الصهيوني ودعما للقضية الفلسطينية.
العالم: عملية الأقصى كما أوجزتم الآن أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى الصدارة، والعالم أدرك حقيقة مظلومية الشعب الفلسطيني، وعززت محور المقاومة الذي وقف داعما لهذه العملية والقضية الفلسطينية برمتها.. الإنجازات كثيرة.. اليوم المقاومة تحصد هذا الانتصار وأرغمت الكيان الصهيوني على قبول وقف إطلاق النار، حررت الأسرى، أرغمت العدو على الانسحاب من قطاع غزة وعودة النازحين إلى الشمال، بالاضافة إلى الانتصار الكبير في جنوب لبنان.. أهمية هذه الإنجازات على الصعيد الفلسطيني وعلى صعيد محور المقاومة.. المحور الذي وصفه الفلسطينيون أمس بعد التحرير بمحور الشرف.
أختري: كما هو واضح أن الإنجازات العظيمة التي حققتها وإنجزاتها المقاومة الإسلامية في فلسطين والشعب الفلسطيني وكذلك في لبنان وغيرهم.. وكل هذه الانتصارات الكبيرة التي تحققت.. فهذه الإنجازات كلها نعتبرها نصر من الله تبارك وتعالى للمقاومة وللشعب الفلسطيني.
في الحقيقة يجب أن نلتفت إلى موضوع الشرافة والكرامة والعزة والانتصار.. كلها يجب أن ننظر إليها من جانب العدو ونواياه، حينما هاجم وبدأ بكل هذا الاعتداءات الغاشمة على شعب اللبناني والشعب الفلسطيني، أن ما كان يقصده الكيان الصهيوني وكذلك حماتهم وخاصة أميركا.. كان مقصدهم والهدف الرئيسي لهم في كل هذه الهجمات موضوع إقصاء المقاومة الإسلامية من فلسطين بصورة عامة، وإخلاء غزة بصورة كاملة وإرغام الفلسطينيين مرة ثانية للخروج من فلسطين وغزة.
وحسب تعبيرهم هم كانوا يريدون السيطرة على غزة وأن يعود الكيان الصهيوني وعملائه مرة ثانية إلى غزة ويحتل غزة بصورة كاملة، اليوم إنما نرى لم يتحقق ولو بقدر رأس إبرة من تلك الأهداف.
العالم: اليوم الكيان الإسرائيلي بعد أن سقطت هذه الأهداف كلها يشعر بالهزيمة.. يريد أن يخلي القطاع من أهله و يهجرهم إلى بلدان أخرى.. كيف يمكن كمحور مقاومة كلجان وكلجنتكم لدعم الشعب الفلسطيني أن يقف داعماً لحق الشعب الفلسطيني ودفاعا عنه ضد هذه الأهداف الاستعمارية؟
أختري: يجب أن نكون نحن جميعا على ثقة تامة في إرادة وقدرة وقوام وعزيمة الشعب الفلسطيني والمقاومة وغزة، يجب أن نكون نحن قد درسنا خلال هذه الـ470 يوما من هذه الاعتداءات أن نكون حصلنا على نتيجة، والنتيجة أن هذا الشعب المظلوم قدم كل هذه والقرابين والضحايا والشهداء في سبيل قدرته ووجوده وحياته وبقائه في غزة، ونحن لاحظنا والجميع لاحظوا أن العدو الصهيوني لم يستطع بعدوانه و باعتداءاته أن يحقق جزءا من هذه الأمور.
طلب رئيس الجمهورية الأميركية إخلاء غزة وطلبهم من مصر وكذا أن يخرجوا إلى مصر وإلى الأردن وإلى كذا.. أنا أقول أن هذا الرجل غشيم ومجنون، لا يدرك ولا يفهم ولا يشعر ماذا يقول، شعب وقف لأكثر من 15 شهر بهذع البسالة والقدرة والشجاعة ليحافظ على بيته وأرضه وعرضه وعلى كل شيء هل يمكن أن يقبل هذا الشعب هذا الكلام بهذه البساطة؟
هم يريدون أحيانا أن يبرؤوا ذمتهم في وجدانهم أو يبرروا ولو أنه لا يبرر.. أن يبرر ما قاموا به لخدعوا شعبهم في هذه الأمور.
بالنسبة للجمهورية الإسلامية فهي منذ انتصار الثورة الإسلامية بل إذا رجعنا إلى التاريخ نرى أن الإمام الخميني قدس الله نفسة الزكية منذ بداية حركة الثورة الإسلامية من الستينات الميلادية بالقرن الماضي، عندما كان في إيران في جميع خطاباته، وخطابات الإمام في النجف الأشرف وغيرها وقفت إلى جانب القضية الفلسطينية وضرورة الدعم ومساندة ومساعدة الشعب الفلسطيني والمقاومة.
كما أن الإمام الخامنئي دام ظله خلال كل هذه الفترة وفي كل خطاباته فلا نرى أي خطاب من خطب الإمام الخامنئي في أي مجال من المجالات الداخلية أو الخارجية فلابد أن يتطرق لموضوع القضية الفلسطينية وضرورة دعم فلسطين، كما أعلن في جمعة النصر بصورة واضحة أن الحكم الشرعي وأن عندنا فرض من الله تبارك وتعالى على المسلمين وعلى جميع العالم فرض أن يقفوا إلى جانب القضية الفلسطينية وإلى جانب الشعب الفلسطيني والمقاومة.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..