العالم - لبنان
انتهاك إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار أوضح من أن يتم تغافله، من قبل الدول الراعية والمشرفة على تنفيذ الاتفاق، انتهاك نفذته مسيرات الاحتلال الاسرائيلي عبر غارتين النبطية الفوقا وزوطر الشرقية، بدّدتا الاستقرار النسبي الذي استعاده الجنوبيون مع عودتهم إلى بلداتهم المحرّرة منذ الأحد.
الاحتلال وإن تذرع باستهداف شاحنة ومركبة تنقلان ذخائر؛ لكن الغارتين كانتا رداً على ما يحصل في الجنوب منذ بدء توافد الأهالي إلى قراهم، وشعور الاحتلال بالحاجة إلى خلق مناخ معاكس للمناخ الذي خلقه الأهالي باقتحامهم غالبية القرى الحدودية. والتي لا يزال الاحتلال يتواجد في 8 بلدات بين القطاعين الأوسط والغربي.
التواجد الذي يعتبر انتهاكا لبنود اتفاق وقف إطلاق النار، وإن كان تواجدا هشا، لا يعكس المعنى الحرفي للاحتلال، حيث تمكّن الأهالي من دخول أحياء كبيرة في هذه البلدات. إلا أن انتهاكات الاحتلال الاخيرة ولا سيما الغارتان الأخيرتان، تعيدان الجدال حول شمول منطقة شمال الليطاني بالاتفاق وتوسيع مساحة تنفيذ القرار 1701 وفق الإرادة الإسرائيلية بخلاف رأي لبنان.
إقرأ أيضا.. الكلفة أصبحت عالية على دولة الاحتلال في غزة ولبنان
السؤال الذي يطرحه لبنان، ما الهدف الإسرائيلي والاميركي من التمديد للتواجد الإسرائيلي في لبنان؟ سؤال يسوده التشكيك والحذر من مشروع داخلي تعمل عليه أميركا لنقل لبنان من ضفة إلى أخرى؛ إذ أن الأهداف الإسرائيلية غير محققة حتى الآن وفق مراقبون، خاصة تلك المتعلقة ببقاء القوات في لبنان لـ20 يوما إضافية؛ لا سيما وأن وجودها لا يرتبط بعودة مستوطني الشمال، كما أن الاحتلال يعلم جيدا أن تواجده لن يزيد من أمن مستوطنات الشمال. أو أنه خسر معركة المنطقة العازلة على طول الحدود، وفق محللين.
كما يعرف تماما أن مهلة الأيام الـ20 التي منحتها واشنطن له، لا تسمح له بتغيير قواعد اللعبة على المستوى الداخلي، ولن تؤثر على برنامج انتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني.
إقرأ أيضا .. استعادة الأرض في لبنان، بين الجهود الدبلوماسية والمقاومة الشعبية