العالم-لبنان
ويواصل الجيش الإسرائيلي خروقاته للاتفاق، التي بلغت أكثر من (1000 خرق) منذ بدء سريانه. ويسعى العدو من خلال هذه العمليات إلى إيهام الرأي العام داخل كيانه بأنه يحقق انتصارات، وللتغطية على فشله في تحقيق أهدافه خلال الحرب مع لبنان، محاولًا إقناع المستوطنين بالعودة.
رافقت كاميرا المنار قوافل العائدين الى الجنوب في بلدات طيرحرفا والجبين وشيحين برفقة الجيش اللبناني، واستطلعت ما خلفه العدوان من دمار.
واليوم السبت، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتجريف طريق وادي السلوقي الذي يوصل إلى عدد من قرى وبلدات القطاع الشرقي، في محاولة لعرقلة وصول الأهالي إلى بلداتهم بعد انتهاء هدنة الـ 60 يومًا، ولإثبات عدم التزامه بالانسحاب الكامل من جنوب لبنان.
وقطعت دبابات وناقلات الجند وجرافات الاحتلال الإسرائيلي الطريق المؤدي إلى وادي السلوقي باتجاه بني حيان. وعند الطريق المؤدي إلى بلدة طلوسة، جرت عمليات تجريف مقابل مفرق بلدة طبريخا، بهدف منع المواطنين من دخول هذه الطريق أو عبورها باتجاه بني حيان وطلوسة، ومن ثم إلى شقرا.
اليوم، شهدت المنطقة الحدودية، وتحديدًا قرى القطاع الأوسط والقطاع الشرقي، عمليات تخريب واسعة النطاق قامت بها قوات العدو الصهيوني. حيث أدخل العدو جرافات إلى أكثر من نقطة ومنطقة حدودية، وقطع الطرقات ورفع السواتر الترابية، بالإضافة إلى قيامه بعمليات تجريف للطرقات الرئيسية التي يُتوقع أن يسلكها المواطنون أثناء عودتهم إلى قراهم الحدودية، كما هو الحال في بلدة يارون.
في تلك الأثناء، واصلت جرافات الاحتلال عمليات التجريف وقطع الطرقات المؤدية إلى بلدات ميس الجبل، طلوسة، بني حيان، وحتى مفترقات القرى الحدودية كعديسة وكفركلا. كما شهدت المنطقة تحليقًا مكثفًا للطائرات الحربية والطائرات المسيّرة التابعة للاحتلال، التي كانت ترافق عمليات التجريف وترصد تحركات المواطنين.
وفي مشارف بلدة يارون، كان هناك حركة للأهالي الذين أحضروا جرافات محلية لإزالة بعض الأنقاض من الأحياء البعيدة والمناطق المشرفة على البلدة. كما رُصدت عائلات تسكن في تلك المناطق، بالتزامن مع عمليات التجريف الإسرائيلية عند مداخل بلدة يارون.
ومنذ صباح اليوم، شوهد العديد من المواطنين يتواجدون في القرى الخلفية المحيطة ببلداتهم تمهيدًا للعودة يوم غد. يُتوقع أن يتم دخول الأهالي إلى قراهم بمؤازرة الجيش اللبناني، حتى لو لم تنسحب قوات الاحتلال بالكامل. وأكد المواطنون عزمهم على العودة رغم التحديات.
وشهدت بعض القرى، مثل الناقورة ويارون، دمارًا واسعًا تجاوز نسبة 70%. في بلدة مارون الراس، واستغل الاحتلال فترة وقف إطلاق النار لتدمير المباني التي ظلت صامدة. وتستمر آثار العدوان الإسرائيلي في إظهار حجم التخريب والتدمير الذي تعرضت له تلك القرى على مدار الشهرين الماضيين.
ومنذ ما بعد السابع من أكتوبر 2023، تعرض لبنان لمئات الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق سكنية في مختلف المناطق اللبنانية، قبل أن تتوسع إلى عدوان شامل ابتداءً من 23 سبتمبر 2024 ولمدة 66 يومًا.
وأفادت إحصائيات وزارة الصحة اللبنانية بأن العدوان أدى إلى استشهاد (4047) مواطنًا، بينهم (790) سيدة و(316 طفلًا)، وإصابة (16638) آخرين بجروح متفاوتة. كما تعرض القطاع الصحي إلى مئات الاستهدافات ما أدى إلى ارتقاء (222) شهيدًا وإصابة (330) شخصًا.
وفي السياق، دعت قيادة الجيش الأهالي إلى التريث في التوجه نحو المناطق الحدودية الجنوبية، مع انقضاء مهلة الستين يومًا التي تلي وقف إطلاق النار، نظرًا لوجود الألغام والأجسام المشبوهة من مخلفات العدو الإسرائيلي.
وشددت في بيان على أهمية تحلّي المواطنين بالمسؤولية والالتزام بتوجيهات قيادة الجيش، وإرشادات الوحدات العسكرية المنتشرة، حفاظًا على سلامتهم.
في هذا السياق، تعمل الوحدات العسكرية باستمرار على إنجاز المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة، وتُتابع الوضع العملاني بدقة ولا سيما لناحية الخروقات المستمرة للاتفاق والاعتداءات على سيادة لبنان، إضافة إلى تدمير البنية التحتية وعمليات نسف المنازل وحرقها في القرى الحدودية من جانب العدو الإسرائيلي.
كما يواصل الجيش تطبيق خطة عمليات تعزيز الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بتكليف من مجلس الوزراء، منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وفق مراحل متتالية ومحددة، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيق الاتفاق وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل.
وقد حدث تأخير في عدد من المراحل نتيجة المماطلة في الانسحاب من جانب العدو الإسرائيلي، ما يعقّد مهمة انتشار الجيش، مع الإشارة إلى أنّه يحافظ على الجهوزية لاستكمال انتشاره فور انسحاب العدو الإسرائيلي.
وفي بيان آخر، أعلن الجيش اللبناني أن وحدات عسكرية انتشرت في بلدات القوزح ودبل وحانين وبيت ليف – بنت جبيل في القطاع الأوسط في منطقة جنوب الليطاني بعد انسحاب العدو الإسرائيلي، وذلك بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار.
كما تتابع قيادة الجيش التنسيق الوثيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل في ما خص الوضع في المنطقة المذكورة، ضمن إطار القرار ١٧٠١. وفي السياق، دعت قيادة الجيش المواطنين إلى عدم الاقتراب من المناطق التي ينسحب منها العدو الإسرائيلي والالتزام بتعليمات الوحدات العسكرية.
هجمةُ اتصالاتٍ على هواتفِ اللبنانيين تتضمنُ رسائلَ صوتيةٍ صهيونيةٍ تهددُ متلقي الاتصالاتِ من التوجهِ جنوبًا يومَ الأحد. هجمةٌ تذكرُ اللبنانيين بما تعرضوا له من حربٍ إلكترونيةٍ خلال أيام العدوان الأخير، والتي كان الهدفُ منها إحباطُهم وإرعابُهم من دون طائل.
يمثلُ خرقُ العدوِّ مرارًا وتكرارًا لهواتفِ المواطنين اللبنانيين تحديًا كبيرًا يجبُ التصدي له بجديةٍ وحزمٍ من قبلِ الدولةِ اللبنانيةِ وأجهزتها ومؤسساتها المعنية.
لا شك أن الوعيَ لدى المواطن يبقى السلاحَ الأَمضى في التصدي لهذا الأسلوبِ من الحربِ النفسيةِ المعادية. وبالتالي، على الجميع التزامُ الحذرِ والتعاونُ مع الجهاتِ المختصةِ لحمايةِ أمنهم الرقمي.