العالم – ضيف و حوار
وإليكم النص الكامل للمقابلة:
العالم: بعد نتائج حرب غزة.. بعد هذا الانتصار الكبير في حرب غزة حصل جدل كبير حول جبهة الإسناد وما إذا كان يجب الدخول في هذه الجبهة أو لا.. الأثمان الغالية التي دفعها لبنان.. ما تقييمكم اليوم في حزب الله عن جبهة الإسناد؟ ولو عدنا بالزمن إلى الثامن من أكتوبر 2023 هل كنتم دخلتم في هذه الجبهة؟
حسن عزالدين: ما في شك في ذلك.. عطفا على البانوراما التي حدثت حول المجريات التي حصلت، يجب أن نوقف عند نقطة أساسية وجوهرية، وهي أن سبعة تشرين كانت نقطة تحول في كل المسار لهذا الكيان، وتحدثت القيادة الأمنية والعسكرية والسياسية والاقتصادية في الكيان أن الذي جرى لم يكن متوقعا خارج السياق المرسوم، وشعر الكيان لأول مرة بتاريخه أن ما حصل بسبعة تشرين بات يشكل تهديداً وجودياً حقيقياً وفعلياً، وشعر بزلزال، الصورة التي حاول الكيان الصهيوني أن يخرج منها.. أولا لم يتمكن من الخروج منها، لم يتمكن من أن يرمم هذه الصورة.. كسرت هذه الهيبة والتي دمرت هذا الكيان المصطنع، الذي كان على الأساس أنه متفوق على كل جيوش الدول العربية المحيطة به على الأقل.. وأنه يحسم المعركة بسرعة وأنه يستطيع بسلاحة أن يدمر ما يشاء إلى آخره.. كل هذه الصورة لم تتهشم وحسب بل تكسرت، وفي بعض جوانبها انمحت من الوجود.
العالم: بعد الثمن الذي دفعتموه في حزب الله وفي لبنان هل من إعادة تقييم للدخول في هذه الجبهة؟ أم أنكم على هذا الموقف وعلى هذا الخط؟
حسن عزالدين: أكمل لأصل إلى الذي تفضلتي.. أنه في تلك اللحظة رأينا رد الفعل.. كان رد فعل أميركي غربي بأساطيل وبكل ما يملكون من قدرات لأجل إنقاذ هذا الكيان.. هذا اقتضى، لأنه بكل بساطة عندما دخلنا في عملية الإسناد لفلسطين إنطلقنا من مجموعة نقاط، النقطة الأولى هي الموقف المبدئي الذي نؤمن به، نحن أيضاً مقاومة إسلامية نعتقد بمسؤولية شرعية وكذلك مسؤولية وطنية ومسؤولية إنسانية وبواجب أخلاقي أيضا.. رأينا أنه كل هذا العالم وقف إلى جانب الكيان.. وإذا بكل الذين يجب أن يقفوا في الجهة المقابلة من مقاومين من دول وشعوب عربية ومسلمة انكفأوا.. لم يوجد أحد.. منهم من صمت ولم يتحدث منهم من لم يعلن موقف منهم خائف منهم متآمر.. دخلنا في هذا على هذا الأساس، وأعتقد أنه قد تحقق أول هدف أعلنه سماحة السيد الأقدس الشهيدالسيدحسن نصرالله عندما دخلنا.. أول خطاب بعد ما يقارب بحدود الشهر أو أكثر من شهر (العالم: ممنوع أن تهزم حماس).. بالضبط ممنوع أن تهزم حماس.. ولذلك رأينا أن هذا الهدف تحقق بالكامل، مع كل الإجرام ومع كل الأهداف التي رسمت.. حماس بقيت، وخرجت منتصرة، وشعب غزة وأهل غزة كما قالوا هم من البداية إننا لن نذهب من هذه الأرض ومتجذرين فيها.
العالم: لو كان سماحة الشهيدالأقدس سماحة السيدحسن نصرالله والقادة في حزب الله يعلمون أن ثمن هذا الإسناد سيكون شهادة الصف الأول.. قادة الصف الأول من حزب الله وسماحة الشهيد الأقدس السيدحسن نصرالله.. هل كانوا دخلوا فيها؟
حسن عزالدين: بهذا الموضوع لا نستطيع أن نقارب الموضوع بهذا الشكل، أنت خضت على أساس مبدأ ومعطى قائم وموجود وعلى رؤيا تمتلك فيه من القدرات والإمكانيات التي تستطيع أن تواجه هذا العدو.. وتبقى الحرب سجال.. يعني ننال من العدو وينال العدو منا.. إنما في المحصلة النهائية عندما نذهب إلى المقارنة أو قراءة أو تقييم وضعية المقاومة في مقابل كيان.. وعندما نتحدث عن الكيان نتحدث عن دولة مدعومة من الغرب بكل ما يملك من تكنولوجيا وأسلحة متطورة وطيران وقدرات عسكرية وأمنية وضعت في تصرف هذا الكيان.. فإذاً ميزان القوى بالتأكيد مختل لمصلحة هذا العدو، (وتعلمون بذلك؟) ونعلم بذلك، إذا نناقش بموضوعية ونميز بين ساحة الميدان الذي قاتلنا فيه نحن والعدو.. فهو طوال 15 شهر لم يتمكن من سحق حماس في الميدان، وفي الميدان كانت حماس متفوقة دائما، وجرائم الميدان الآخر صحيح هو حقق إنجازات في القتل في التدمير وفي التشريد والتهجير.
العالم: إذا ما دخلنا في الشأن اللبناني.. في تبعات العدوان على لبنان طيلة 66 يوما.. لم يستطع الإسرائيلي خلال 15 شهرا أن يسحق حماس.. وادعى أنه استطاع أن يقضي على 80% من قدرات حزب الله في 66 يوما.. ماذا تقولون في حزب الله؟ وهل فعلا استطاع أن يقضي على 80% من قدرات المقاومة العسكرية؟
حسن عزالدين: ماذا فعل بغزة؟ القدرات التي دمرها وكل الإجرام الذي عمله وكل الشهداء التي سقطت.. ما زالت هناك قدرات عند حماس.. راحت القدرات ولكن هل انتصر في غزة؟ بالتأكيد أن هناك جزء مهم من هذه القدرات تمكن منها هذا العدو.. سماحة السيد آنذاك قال بأنني شكلت لجان تحقيق في هذا، والله سبحانه وتعالى اختاره شهيدا وارتفع إلى ربه.
العالم: هل الادعاء بأنه قضى على 80% من قدرات حزب الله هو صحيح أم أنه يبالغ و ما زالت هناك قدرة عسكرية لحزب الله؟
حسن عزالدين: لا أعرف هذه النسبة.. هي أكثر أم أقل.. بالتأكيد هو دمر، وهو بـ23 أيلول شن ما يقارب 1600 غارة جوية على كامل الأراضي اللبنانية، بالتأكيد ذهب جزء منه.. ولكن هل انتهت قدرات حزب الله؟.. لا.. في هذا السياق حزب الله ما زال يمتلك القدرات والإمكانيات التي يستطيع من خلالها أن تبقى هذه المقاومة موجودة ومستمرة، وستستمر.. کانت خطته بالدخول البري أنه خصص خمس فرق لاحتلال خمس قرى، ولم يقدر.. الفرقة تقارن ما بين 12 إلى 15 ألف شخص.. يعني ما يقارب سبعين ألف.. ومع ذلك لم يتمكن من أن يحتل قرية واحدة.
العالم: هذا يعني أن المقاومة ما زالت محتفظة بقوتها العسكرية وطاقات أبنائها..
حسن عزالدين: وأكثر من ذلك أن العدو هزم بالميدان، لأنه لماذا دخل بالبر؟ (العالم: لكي يحتل) بالتأكيد لكي يحتل، ولو كان ميسراً له ضمن الخطة لم يصل لليطاني وحسب بل لربما للأولي.. ولربما بعد ذلك.. مثل ما صار بـ 1982..
العالم: بتقديركم كان المخطط أن يصل إلى الأولي وأن يبقى محتلا لهذه الأراضي؟ وأسقطتت المقاومة هذا المخطط؟
حسن عزالدين: طبعاً.. طبعاً.. ماذا كان المطلوب منه؟ ما هو الهدف من هذا الاحتلال؟ الذي قاله نتنياهو: لإعادة الذين هجروا من المستوطنات التي احتلوها.. ولم يتمكنوا من أعادة هؤلاء حتى هذه اللحظة.
العالم: نتنياهو يمهد الآن للبقاء في بعض المناطق داخل جنوب لبنان.. بأن تبقى محتلة لفترة من الزمن، ونعلم جيدا أنه عندما يتجاوز الـ60 يوما ويبقى هذا يعني أنه لا حدود زمنية لهذا الاحتلال.. ما موقف وخطة حزب الله بهذا الشأن إذا اخفقت الحكومة اللبنانية واللجنة المشرفة على وقف إطلاق النار على دفعه للانسحاب؟
حسن عزالدين: تعرفون أن هذا الاتفاق أو هذا التفاهم الذي حصل الدولة اللبنانية معنية فيه بشكل مباشر وأيضا لجنة الإشراف على تنفيذ آليات هذا الاتفاق، ورأينا أن هذا العدو حتى بوقف العمليات العدائية وبوقف إطلاق النار لم يلتزم بها على مدى هاتين الشهرين.. الذريعة التي يقدمها بأنه هو عنده حرية الحركة في هذين الشهرين.. كما يبدو أن هناك إحراج دولي سوف يكون، وهناك إحراج للدولة اللبنانية بالعهد الجديد.. هذه الدولة ستصبح محرجة.. أيضا كل الذين كانوا يعارضون هذه الحرب عندما يصبح الموضوع داخل الأراضي اللبنانية ويبقى هذا الخروج عن هذا الاتفاق.. فبالتالي بالحقيقة الإسرائيلي يقدم نموذجاً سيبرر للشعب والدولة اللبنانية أن يتخذ موقفاً مهماً.
بالنسبة لموقفنا.. موقفنا واضح، سماحة أميننا العام سماحة الشيخ نعيم قاسم أعلن أنه عندما تنتهي المهلة المحددة فسيكون وجود سيكون وجود هذا العدو احتلال، وستكون المقاومة هي الجهة المعنية بتقدير الموقف، وبتقدير ماذا ينبغي أن تفعله، وبالنسبة للدولة اللبنانية سيكون هذا أيضا برسم الدولة اللبنانية على المستوى الحكومي وعلى مستوى الشعب.
العالم: أستاذ حسن عزالدين إذا ما عدنا إلى بدايات هذه الحرب والمفاجأة الأولى في هذه الحرب وكانت مفاجأة البيجرز.. اليوم هناك هواجس كثيرة لدى مجتمع المقاومة حول العديد من المسائل والمفاجئات التي حكمت هذا العدوان على لبنان.. البيجرز ،كيف تم الاختراق وكيف وصلت إلى يد المقاومة؟ هل كانت بهذا الحجم الذي تم تفجيره؟ أم كان الموضوع أكبر من ذلك بكثير؟ ما كانت خطة الكيان الإسرائيلي من خلال تقديركم إذا ما وصلتم إلى الخطة؟ هل تم اكتشافها قبل تفجيرها أم لا؟
حسن عزالدين: كل ما يتعلق بموضوع البيجرز حتى سماحة الشهيدالسيدحسن نصر الله أعلن بعد حادثة البيجرز بأنه شكل لجان مختصة لتحقق في هذا الأمر، لأن ما حصل هو بمثابة حرب حقيقية على المقاومة ونوع من الإجرام الذي لم يشهده العالم، هو غير مسبوق أيضا.. فلذلك هذا الموضوع عمل تتم متابعته، بالتأكيد قيادة حزب الله عندما تصل إلى نتائج تعلن أو لا تعلن.. هذا الموضوع بيد المقاومة أيضا.
العالم: كان حديث بأن وحدة الأمن اكتشفت موضوع البيجرز قبل تفجيرها بساعات.. هل هذا حصل فعلا ولذلك فجرها الإسرائيلي؟ كان حديث أن هذه التفجيرات كانت معدة من قبل معدة لتكون في اليوم الأول من الحرب.. أن تكون في الميدان.. وبالتالي تم تفجيرها قبل أوانها.. هل هذا صحيح؟
حسن عزالدين: حتى أكون واضحاً وشفافاً أيضا.. هذا الموضوع قيل، ولكن لا نستطيع أن نركن إلى حقيقة مجريات البيجرز من بدايتها إلى نهايتها وكيف وصلت وكيف شحنت تم تسليمها.. كل المسار لهذه الصفقة التي تمت ما لم ينتهي هذا التحقيق لن نحصل على معلومة يقينية، وإلا يبقى هذا ضمن دائرة الاحتمالات، قائم وموجود.
العالم: فيما يتعلق بهذا الكشف الكبير لكل المراكز العسكرية لحزب الله.. ما التفسيرات التي يقدمها حزب الله بهذا الشأن؟ وكيف انكشف؟ هل وافقت التكنولوجيا؟ أم أن هناك خرقا ما؟
حسن عزالدين: نفس الكلام يتعلق بالموضوع الذي حصل.ز أن الأمكنة كيف تم كشفها، بالتأكيد هناك جزء مهم جدا هو نتيجة التكنولوجيا الحديثة ونتيجة الذكاء الاصطناعي الذي استخدم.. نتيجة تقنيات لا نعرفها نحن ونجهلها أيضا.. لأنه هناك طفرة تصير في هذا العالم.. طفرة كبيرة، وهناك فجوة كبيرة بيننا وبين الأميركان وأوروبا والغرب وبين الكيان أيضا، فقد يكون ما حصل هو عبارة عن موضوع مركب أيضا، جزء منه التكنولوجيا.. جزء منه قد يكون هناك اختراق، لأنه طالما التحقيق أيضا لم ينتهي فهذه الاحتمالات قائمة وموجودة، ولأنه هناك وقائع حصلت وبنهاية المطاف هذا سيصل إلى نتيجة قطعية بهذا الموضوع.
العالم: هل هذا يدعوكم في حزب الله لإجراء تبديل معين.. تعديل معين على عقيدتكم في التعاطي مع هذا العدو؟
حسن عزالدين: بالتأكيد.. ما حصل قلنا سابقا إنه لو كان مع دولة أو مع حزب كسائر الأحزاب بالتأكيد يمكن قضى على كل مقومات ووجود هذا الحزب وهذه المقاومة.. ولكن لله الحمد لأننا نمتلك إيمان وعقيدة من جهة، ونمتلك رؤية نقاتل على أساسها، ونمتلك قضية مقتنعين بها.. ومستعدين للتضحية لأجلها.. لدينا تماسك في الإدارة.. لدينا عشق ما بين القواعد والقيادة.. وهذا كله ملموس ولا داعي لكي نزايد فيه.. إنما الذي حصل هو شيء كبير حصل، وبالتالي بالتأكيد هناك إعادة نظر وهناك تقييم وهناك تم تشكيل لجان لأجل دراسة وتقدير الوضع وتقييم ما حصل، إلى أين ذاهبون..
العالم: سياسيا.. أنتم اليوم هل ستشاركون في الحكومة؟ يتم التعاطي معكم على أنكم الفريق المهزوم.. هل تجاوزتم هذه المسألة أم لا؟
حسن عزالدين: أولا أريد أن أؤكد على نقطة، موضوع المقاومة وكل ما هو خارج عن الوضع الداخلي بالمعادلة الداخلية ما ينصرف.. يعني لا أحد يستطيع أن يصرف قوة المقاومة التي كنا نملكها، وهذا حصل، نحن بالألفين حررنا لبنان من الاحتلال الإسرائيلي، من الطبيعي جدا إذا أنا عندي كتلة نيابية أن عددها 12 أو 13 أن لازم بعد التحرير تصير 20.. طيب نحن بعد الألفين كنا 13 نائباً صرنا 12 نائب.. فإذاً المعادلة الداخلية محكومة للداخل، لتركيبة الداخل، للطائف الذي تم إقراره.. لسنا فريقاً مهزوماً أبدا.. هذا لا يوجد لا في لا أدائنا ولا بفكرنا ولا بمشاعرنا وأحاسيسنا على الإطلاق، نحن نتعاطى ضمن الموازين والتوازنات القائمة التي هي تحت سقف الطائف الذي الجميع أقر به، والآن رأينا أن رئيس رئيس الحكومة المكلف حامل الدستور واتفاق الطائف، مع بعض تحت هذا السقف، فإذا التوازنات القائمة والموجودة لا أحد يقدر أن يلعب فيها.
العالم: لماذا لغاية الآن لم يتم تشييع سماحة الشيد السيدحسن نصرالله؟
حسن عزالدين: لا يوجد أي شيء أبدا.. نحن كنا ننتظر الوقت المناسب حتى يكون تشييعاً يليق بسماحته، وأعتقد أن إن شاء الله باتت الأمور محسومة.. المكان حسم.. والتوقيت سيكون على ما أعتقد النصف الثاني من شهر شباط.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..