اﻟﻌﺎﻟم - ﻣﻘﺎﻻت وﺗﺣﻠﯾﻼت
اتفاق وقف اطلاق النار في غزة ﯾﺷﯾر اﻟﻰ ﺣﻘﯾﻘﺔ واﺣدة، وھو فشل المشروع الامريكي الغربي الاسرائيلي في القضاء على المقاومة في غزة ، ومن وراء ذلك المقاومة في المنطقة، رغم الحرب غير المتكافئة بين امريكا والغرب والكيان الاسرائيلي من جانب، وفصائل المقاومة في غزة المنسودة من قبل حزب الله وانصار الله والحشد الشعبي ومن ورائهم ايران من جانب اخر، فجميع اهداف المشروع الامريكي لم تتحقق رغم سياسة الارض المحروقة التي استخدمها "العالم المتحضر"!! في غزة منذ 14 شهرا.
الاتفاق الذي وقعه الكيان الاسرائيلي امس مع حماس، المضمخ بدماء اشرف ابناء الامة وفي مقدمتهم قادة محور المقاومة، وفي مقدمة هؤلاء القادة، سماحة السيد حسن نصرالله ويحيى السنوار، نزل كالمطرقة على راس نتنياهو واعضاء عصابته الاجرامية امثال بن غفير وسيموتريش وهاليفي وكاتس، و جاء ليؤكد ما هو مؤكد:
-اذا ﻛﺎن اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺎول اﻻﯾﺣﺎء ﺑﮭﺎ، واذا ﻛﺎﻧت ﺣﻣﺎس والمقاومة ﺑﺎﻟﺿﻌف اﻟذي ﯾﺣﺎول اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﮫ، ﻟﻣﺎ اﺧﺗﺎرت "اﺳراﺋﯾل" وﻋراﺑﺗﮭﺎ اﻣرﯾﻛﺎ، خيار التفاوض، وﻟﻣﺎ ﻓﻛرﺗﺎ ﺑﻌﻘد اتفاق.
-اﺛﺑﺗت ﺣﻣﺎس اﻧﮭﺎ ﻋﺻﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻣﯾر واﻟﺷطب، ﻓﮭﻲ ﺑﺎﻗﯾﺔ وﺟذورھﺎ ﺗﻣﺗد ﻓﻲ اﻋﻣﺎق ارض ﻓﺳطﯾن، وهذه الحقيقة اصبحت اكثر وضوحا، بعد الاتفاق، حتى لنتنياهو وبايدن، فاﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ واﻣرﯾﻛﺎ، ﻻ ﯾﺗﻔﺎوﺿﺎن وﻻ ﯾﻌﻘدان اتفاقيات ولا صفقات ﻣﻊ طرف ﺿﻌﯾف وﻓﻲ طرﯾﻘﮫ اﻟﻰ اﻟزوال.
إقرأ ايضا...بعد اتفاق وقف النار.. تحالف نتنياهو ومشروعه الى التصدع والانهيار
-اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ واﻣرﯾﻛﺎ، ﻻ ﯾﻔﮭﻣﺎن اﻻ ﻟﻐﺔ اﻟﻘوة، وﻗوة ﺣﻣﺎس واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻲ ﻏزة وجبهات الاسناد اللبنانية واليمنية والعراقية، اﺟﺑرت ھذا اﻟﺛﻧﺎﺋﻲ ان ﯾﻌود ﻣرﻏﻣﺎ اﻟﻰ اﻟﻣرﺑﻊ اﻻول، وھو ﻣرﺑﻊ الاتفاق، اﻟﺻﻔﻘﺔ، اﻟذي طﺎﻟﻣﺎ ﺗﮭرب ﻣﻧﮫ هذا الثنائي ﺑﺷﺗﻰ اﻟوﺳﺎﺋل.
-اﻻﻧﺟﺎز اﻟوﺣﯾد اﻟذي ﺣﻘقه اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ ﺧﻼل ﻋﺎم وﺷﮭرﯾن، هو قتله عشرات اﻻﻻف ﻣن اﻻطﻔﺎل واﻟﻧﺳﺎء واﻟﺷﯾوخ، وھدمه اﻛﺛر ﻣن 80 ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن ﻣﻧﺎزل ﻏزة، ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﻠﺗﻐطﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھزﯾﻣﺗه اﻟﻧﻛراء اﻣﺎم ﺻﻣود اﻟﻣﻘﺎوﻣﯾن، اﻟذﯾن اذﻟوه واذﻟوا ﺣﻣﺎﺗه اﻟﻐرﺑﯾﯾن وﻓﻲ ﻣﻘدﻣﺗﮭم اﻣرﯾﻛﺎ.
-ان وﻗف اطﻼق اﻟﻧﺎر ﺑﮭذه اﻟطرﯾﻘﺔ، ﻟم ﺗﺧطر ﯾوﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﺎل ﺳﯾﻣوﺗرﯾش وﺑن ﻏﻔﯾر وﻛﺎﺗس، ﻓﮭؤﻻء ﻛﺎﻧوا ﯾﻣﻧون اﻟﻧﻔس ﺑﺣذف ﺣﻣﺎس واﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻣن اﻟوﺟود، وتحرير اسراهم ، واحتلال ﻏزة ﻣرة اﺧرى ﺑﺎﻟﻘوة، وﻋﻧدھﺎ ﻓﻘط ﺳﯾوﻗﻔون اطﻼق اﻟﻧﺎر، وﺧﻼف ذﻟك ﻓﺎﻧﮭم ﺳﯾُﺳﻘطون اﻟﺣﻛوﻣﺔ.
-ان اﺳﺗﺷﮭﺎد اﻻﻣﯾن اﻟﻌﺎم لحزب الله السيد نصرالله ، والامين العام ﻟﺣرﻛﺔ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻻﺳﻼﻣﯾﺔ ﺣﻣﺎس ﯾﺣﯾﻰ اﻟﺳﻧوار، ﻻ ﯾﻣﻛن ان ﯾﺿﻌﮫ اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ ﻓﻲ ﺧﺎﻧﺔ اﻧﺗﺻﺎراﺗﮫ اﻟﺧﺎوﯾﺔ، ﻓنصرالله واﻟﺳﻧوار ﻛﺎنا يسعيان اﻟﻰ اﻟﺷﮭﺎدة، وﯾطﻠﺑاها ﺑﺷﺗﻰ اﻟﺳﺑل، واﻟﯾوم اﺛﻣر اﺳﺗﺷﮭﺎدهما ﻋن اﻧﺗﺻﺎر ﺻرﯾﺢ ﻟﻠﻣﻘﺎوﻣﺔ، اﻟﺗﻲ اذھل رﺟﺎﻟﮭﺎ اﻟﻌﺎﻟم، ﺧﻼل اﻛﺛر ﻣن ﻋﺎم، ﺣﺗﻰ ﺑﺎت ﯾﻧظر اﻟﯾﮭم، ﻋﻠﻰ اﻧﮭم ﻧﻣﺎذج ﻻ ﻧﺟد ﻟﮭﺎ ﻣن مثيل ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم، اﻻ ﻓﻲ فلسطين وﺟﻧوب ﻟﺑﻧﺎن وﻓﻲ اﻟﯾﻣن والعراق.
-ﻣﺎ ﻛﺎن اﻟﻛﯾﺎن اﻻﺳراﺋﯾﻠﻲ ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻰ ﻋﻘد اتفاق مع المقاومة، ﻟوﻻ اﻟﺧﺳﺎﺋر اﻟﺗﻲ ﺗﻛﺑدھﺎ ﺧﻼل اﻛﺛر ﻣن14 ﺷﮭرا، وھذه اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻟم ﺗﻧﺣﺳر ﺣﺗﻰ ﻟﯾوم واﺣد، وبات الكيان عبئا ثقيلا على عرابه الامريكي، الذي بات الامريكيون يحملونه سبب عجز ادارتهم على اطفاء النيران الني تلتهم جبروتهم الفارغ في لوس انجلوس منذ عدة ايام، فالكيان امتص اموالا ضخمة من خزينتهم ، ولم يجلب لهم سوى العار، بعد ان تحول قادتهم الى مجرمي حربهم شأنهم شأن نتنياهو وغالانت.
شاهد المزيد...متحدث حماس للعالم: سياسة مراوغة الاحتلال فشلت ونحن ملتزمون بالاتفاق
-منذ اليوم سيجد نتنياهو نفسه مطاردا من اعضاء حكومته العنصرية، الذين يرون في الاتفاق هزيمة نكراء لكيانهم امام حماس والمقاومة، وسيهددون باسقاط الحكومة. كما سيجد نفسه مطاردا من اللجنة التي ستشكل من اجل التحقيق في معركة "طوفان الاقصى" التي كسرت هيبة وشوكة الكيان. وسيكون مطاردا من قبل المحاكم الاسرائيلية، بتهم الفساد التي تلاحقة، وستجد هذه المحاكم ان الوقت مناسبا للانتقام منه. كما سيجد نفسه مطاردا من قبل المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب. كما سيجد نفسه مطاردا من الراي العام العالمي، وخاصة الامريكي والغربي، على كل ما اقترفه من جرائم ضد الانسانية. وكل هذه المطاردات، ستدفع امريكا الى رفع يدها عنه، بعد ان فشل في تحقيق اهدافها في غزة، رغم كل الدعم المكلف الذي قدمته له.
-ﻣن اﻟﻣؤﻛد ان اﻟﺣروب ﺗﻘﺎس ﺑﻧﺗﺎﺋﺟﮭﺎ، وﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣرب ﻏزة اسرائيليا وامريكيا ، كانت القضاء على حماس، فاذا بهما، بعد عام وشهرين، يعقدان يتفاوضان معها ويعقدان معها اتفاق ، وفقا لشروط حماس، لطلاق سراح الاسرى، في مقابل الانسحاب من غزة.
وهي ذات اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻠﺣرب ﻋﻠﻰ ﻟﺑﻧﺎن، وھو وﻗف اطﻼق اﻟﻧﺎر ﻣن اﺟل اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﺳﺗوطﻧﯾن ﺑﺎﻟﻌودة اﻟﻰ ﻣﺳﺗوطﻧﺎﺗﮭم ﺷﻣﺎل ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﻣﺣﺗﻠﺔ، وھﻣﺎ ﻧﺗﯾﺟﺗﺎن، ﺗﺗﻧﺎﻗﺿﺎن ﻛﻠﯾﺎ ﻣﻊ ﺧطﺎﺑﺎت ﻧﺗﻧﯾﺎھو وﻋﺻﺎﺑﺗﮫ وﻋرابيهم ﻓﻲ واﺷﻧطن.. فكما خرج نتنياهو من جنوب لبنان صاغرا، سيخرج من غزة صاغرا.