العالم – الخبر و إعرابه
-لسنا هنا في وارد التدقيق والتحقيق بمواقف هذه الممثلة الامريكية ازاء ما يجري من ابادة جماعية في غزة منذ اكثر من عام والفظائع التي يرتكبها جيش الاحتلال الاسرائيلي بدعم من بلادها وبالاسلحة الضخمة وبمليارات الدولارات التي ضختها في كيان الاحتلال الاسرائيلي، وهل هو تعاطف ام ان التعبير خانها، ولكننا سنتوقف قليلا عن الاسباب التي دفعت هذه الممثلة الى هذا التشبيه.
-هناك من راى ان لي كورتيس اخطأت في المقارنة بين لوس انجلوس وغزة، وتعرضت بسبب هذه المقارنة لانتقادات شديدة، وهاجمها عدد كبير من رواد منصات التواصل الاجتماعي، واعتبروا المقارنة بانها مروعة للغاية، وهناك من اعتبر تصريحاتها سطحية، فكيف يمكن مقارنة منطقة تعتبر من اكثر مناطق العالم رفاهية وغنى، ويملك النازحين عنها المال والطعام والسكن البديل، تعرضت مناطقهم منذ 6 ايام فقط لحرائق، جعلت بيوتهم اثرا بعد عين، وبين غزة التي تتعرض من 14 شهرا لتدمير هائل باسلحة امريكية وبدعم امريكي، لا يملك اهلها الخروج منها، فتم ابادة عدد كبير من اهلها كما ابيدت منازلهم، واما الباقي فيعيشون في العراء دون غذاء او ماء او دواء، ورغم ذلك مازالت الطائرات والصواريخ والقنابل الامريكية تلاحقهم وتفتك بهم.
-رغم ان المقارنة غير موفقة، كما انها لا تعكس ايضا تعاطفا واضحا من قبل الممثلة الامريكية مع اهالي غزة، الا انها مع ذلك، كشفت عن مظلومية غزة واهلها، وكيف باتت هذه المظلومية تفرض نفسها حتى على المجتمع المخملي الامريكي، رغم كل التعتيم الاعلامي الصهيوني الغربي. فهذه الممثلة التي لم تشهد في حياتها دمارا كالدمار الذي لحق بمدينتها بسبب الحرائق، لم تجد ما يمكن ان تقارن به بين مدينتها التي اختفت بفعل الطبيعة، الا غزة، التي اختفت بفعل الانسان المتوحش وباسلحة زودت بها بلادها ذلك الوحش.
-رغم اننا لا نتمنى ان تواجه الشعوب مثل هذه الكوارث، التي يعود اغلب اسبابها الى جشع وطمع الانظمة السياسية في العالم الذي يدعي التقدم، وعلى راسها النظام الامريكي، الذي مازال يرفض كل الاتفاقيات الخاصة بالمناخ وينسحب منها، ولكننا نرجوا ان تكون هذه الحرائق درسا للادارة الامريكية والساسة الامريكيين، الذين كانوا ومازالوا يتبجحون بقدرتهم على تحويل مناطق شاسعة من العالم الى جحيم، لان فيها من يعارض جشعهم وطمعهم. او ان بمقدورهم تفجير الكويكبات والاجرام السماوية قبل ان ترتطم بالارض. او انهم يخططون لمواجهة الكائنات الفضائية قبل ان تغزوا الارض، بينما نراهم عاجزين عن اخماد نار تلتهم غاباتهم ومدنهم، بسبب شحة المياه وقلة الامكانات!!، وهي امكانات تنهال على كيان غاصب متوحش يقتل ويبيد الابرياء، بينما العالم يقف ساكتا، خوفا من صاحب هذا الوحش.. أمريكا.