العالم - خاص العالم
الحريديم بعدم انصياعهم لاوامر التجنيد في الحرب على قطاع غزة وجنوب لبنان كلفوا خزينة وزارة الحرب الإسرائيلية اكثر من 8.5 مليار شيكل، رقم مرعب يثير الانتباه وأيضا يفتح أبواب الازمة شبه المستترة في الكيان الإسرائيلي والتي تتمثل بتجنيد طلاب المدارس الدينية.
مجلة كلاكلاست الاقتصادية في تقرير مطول لها قالت ان 6% من الانفاق الدفاعي في العام 2024 كان ممكن توفيره لو انصاع الحرديم لاوامر التجنيد، الرقم السابق يمثل التكلفة المباشرة لتجنيد افراد الاحتياط ما يساوي 2.9 مليار شيكل، اما الاضرار التي نتجت عن تجنيد الاحتياط 3.5 مليار شيكل إضافة الى النفقات على شبان الحريديم الذين لا يخدمون في الجيش والتي تصل الى حوالي ما يقارب 3 مليارات شيكل.
ارقام مرعبه يتحدث عنها الاقتصادييون الإسرائيليون سببها رفض الحرديم للخدمة في الجيش الذي يحارب كما يقولون على عدة جبهات .
وقال خبير الشؤون الإسرائيلية، جلال رمانة: "الرقم الذي طرح من قبل مجلة كلاكلاست هو رقم صحيح، ويمكن ان يتفاقم، الحريديم يعيشون على حساب الدولة وخصوصا انهم لا يعملون وبالتالي لا يدفعون الضرائب، وبالتالي تزيد الثغرة في المجتمع الاسرائيلي خصوصا في ظل التحديات الامنية التي يعيشونها بعد 7 اكتوبر".
الواقع الإسرائيلي ما بعد السابع من أكتوبر تغير تماما وما كان من صراعات في الخفاء تحول الى صراعات في العلن، فما بين الحرديم وما بين الكيان لم يعد خافيا والحرديم رفعوا شعارا الرحيل من ارض فلسطين اذا فرضت الخدمة الاجبارية، والصراع يتسع اكثر بين اليمين القومي الذي يريد توسيع الصراع وبين من يرى ان هذا الصراع سيعود بالكوارث على كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي انهك نتيجة الحروب .
ورأى مدير مركز مسار للدراسات، نهاد أبو غوش "أن هذه الخلافات والصراعات هي كامنة وموجودة تظهر بين الفترة والاخرى لكن هذه الحرب عمقتها لانها اظهرت ان هذه الدولة تقاد من زمرة فاسدة لا تعبأ لا بالافراد ولا بالجنود ولا بالاسرى يهمها مصالحها وبقائها في الحكومة".
في تل ابيب تزداد المعركة الداخلية اورا وما بعد نهاية الحرب الكثير من الملفات التي ستفتح تباعا، فالصراعات الاثنية في كيان الاحتلال الاسرائيلي موجودة منذ قيام هذا الكيان، لكن الـ 7 من اكتوبر جاء كريح هبت فأزالت الرماد وكشفت الرمضاء واشعلت النيران.