العالم – جوا الصندوق
مرة أخرى إنه تاريخ مثير للاهتمام بالنسبة لنا، ولكنه ليس مشرفا تماما، مضمون التصريح الصادر من وزير خارجية بريطانيا السابق إذا قاله أي شخص عربي قد يتهم بتبني نظرية المؤامرة، سوف يقال مباشرة أنه يحاول أن يرمي مصائب العرب ومشاكلهم على الغرب.. للهروب من واجب الإصلاح والتغيير بالعالم العربي.
على الأقل في الإعلام السائد بالعالم العربي الذي غالبيته موالي للغرب كل اتهام للغرب بالتسبب بمشاكلنا ولو جزئيا هو بالنسبة لهذا الإعلام غرق بنظرية المؤامرة.
لكن الواقع أن دول الغرب الاستعماري هي تشن حرباً على المنطقة والتي قررت هي منذ أكثر من 100 سنة أن تسميها الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وهذه الحرب تترك آثارها على مختلف القطاعات وجوانب الحياة إنسانيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا وصحيا، وهذه الحروب اتخذت عناوين عدة باختلاف الفترات، مرة يكون هدفها -المعلن طبعا- تحرير السكان العرب من النير العثماني، ومرة مواجهة التهديد الشيوعي، ومرة محاربة الإرهاب، ومرة تحرير المجتمعات العربية من سطوة الأنظمة المستبدة والديكتاتورية.
نحن بكل بساطة خاضعين لحرب علينا، وهي على غيرنا أيضاً من دول العالم.. ولكن بما يعنينا نحن منذ 100 سنة على الأقل.. تحديدا سنة 1918 لما انتهت الحرب العالمية الأولى بهزيمة السلطنة العثمانية، وكانت الدول المنتصرة على رأسها بريطانيا وفرنسا اتفقتا مسبقا على توزيع الأراضي العربية التي كانت خاضعة للسلطنة العثمانية.
رغم أنه العرب كانوا موعودين من فرنسا وبريطانيا بنيل الاستقلال بعد هزيمة السلطنة العثمانية، لكن دول الغربية الاستعمارية قررت أن تتعامل معنا بصفتنا مهزومين.. مهزومين رغم أن هناك جزء من العرب قاتل إلى جانب الحلفاء مع بريطانيا وفرنسا ضد السلطنة العثمانية.. ومهزومين رغم أن الخطاب الغربي كان يوعدنا بالتحرير من السلطنة العثمانية ونيل الاستقلال.
وبعد الاستعمار الغربي المباشر لبلادنا عادت الدول الغربية -وهي نفسها التي خدعتنا بالحرب العالمية الأولى وتعاملت معنا بعدها أننا مهزومين- رجعت بعد الحرب العالمية الثانية تعاملت معنا أيضاً ونحن مهزومين.
والأسوء أنها قررت تحملنا مسؤولية جرائمها.. يعني ارتكب الأوروبيون جرائم إبادة بالحرب العالمية الثانية بقلب أوروبا وغير اوروبا.. وقرروا تحميل العرب مسؤولية هذه الجرائم، وأبرزها جريمة إبادة اليهود وغيرهم بأوروبا على يد ألمانيا النازية وحلفائها.
نحن كعرب ما كنا طرفا بهذه الحرب.. ولا كان لدينا أي تأثير فيها، رغم أن هناك قادة وزعماء عرب كان عندهم آراء وتحالفات مع طرفي الصراع.. ولكن رغم ذلك قرر الغرب أن يحل المسألة اليهودية على حسابنا.. يعني المشكلة كانت له.. لكنه حلها من خلال إقامة الكيان الإسرائيلي على أرض فلسطين.
للمزيد إليكم الفيديو المرفق..