خاص بالعالم..

طبيب اردني عائد من غزة: ترى هناك كل ما لا تستطيع احتماله

الإثنين ٢٥ نوفمبر ٢٠٢٤ - ٠٤:٣٩ بتوقيت غرينتش

استضافت قناة العالم الاخبارية الدكتور الاردني الجراح محمد الدردور العائد من قطاع غزة بعد ان تطوع للذهاب لغزة وتقديم الخدمات الطبية لجرحى العدوان الاسرائيلي على القطاع، حيث روى فجائع ومآسي عايشها هناك مع الفلسطينيين بسبب حرب الابادة التي يشنها الكيان الاسرائيلي على اهالي غزة.

العالم - ضيف وحوار

وقال الدكتور محمد الدردور في برنامج "ضيف وحوار" من على شاشة قناة العالم: انا مسلم والمسلم لا يقبل الظلم لأحد وينصر المظلوم كائنا من كان فما بالك والمظلوم هو أخوه في الدين، وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر.. فمن هذا المنطلق، منذ بداية الحرب نحن خططنا للذهاب الى غزة لاغاثة اخواننا بما نستطيع بما آتانا الله من علم الجراحة وأمتن به علينا فقررنا الذهاب.

واضاف الدردور: كان هناك منتع في البداية والامور كلها مقفلة وكان هناك تشديد رهيب على الوفود، ثم الحمد لله حصلت انفراجة، وكان بالبداية الذهاب عن طريق معبر رفح عبر مصر، ثم عندما اراد وفدنا الذهاب تم احتلال معبر رفح وتحولنا الى معبر كرم ابو سالم.

الاحتلال لم يسمح بأن ندخل شيئا للقطاع

وتابع: نحن ذهبنا عن طريق منظمة تسمى رحمة حول العالم، وهذا الكيان المجرم الذي كان طوال الوقت يصدر نفسه كدولة ديمقراطية امام العالم، يتظاهر بأنه يسمح بدخول وفود طبية، ولكن في الحقيقة لم يسمح لنا هذا الكيان المجرم بحمل ولو ابرة واحدة معنا الى اخواننا، البعثات الطبية تكون شقين، جانب طبي وجانب اغاثي، والجانب الإغاثي لا يقل اهمية بل احيانا يزيد على الجانب الطبي، نضبت الموارد ولم يكن هناك امداد فكان شريان الحياة بالنسبة لاخواننا هو الوفود الطبية، فلما كنا نحن اول من يدخل عن طريق كرم أبو سالم لم يسمحوا لنا ابدا بإدخال شيء، فأمام العالم هم يدخلون الوفود، وفي الحقيقة لا يسمحون لها بإدخال معداتها، اي ادخلوا ولكن عيشوا ظروف اهل غزة. كنا مخططين لإصلاح جهاز تصوير طبقي "سيتي سكان" واحضرنا ايضا الخيوط والابر وكذلك أدوية التخدير وغيرها، فلم يسمحوا لنا للاسف بحمل أي شيء.

ترى في غزة كل ما لا تستطيع إحتماله

وعن ما شاهده الدكتور محمد الدردور في قطاع غزة وعايشه هناك قال: ترى في غزة كل ما لا تستطيع احتماله، قطاع غزة هو مأساة هذا القرن، قطاع غزة هو الارض التي ذبحت، هناك قتلت الانسانية والطفولة والحضارة، ما فعله هذا الكيان المجرم اكبر من ان تصفه الكلمات مهما تكلمنا.

واوضح: عندما دخلنا مشاهد الدمار كانت شيء يذهب بالعقل، فما تراه عن طريق التلفاز شيء، وعندما تعيش الامر على ارض الواقع شيء آخر.. تنظر يمينا وشمالا بنايات مدمرة وشوارع مجرفة ومساجد اسقطت، كل شيء مدمر، لا يوجد شيء غير مدمر او محروق، هناك إبادة كاملة لكل مظاهر الحياة في غزة.

واضاف: عندما تكون بعيدا عن الحدث فتقرأ على الاخبار انه يوجد مثلا 47 شهيد و100 جريح، ثم يمضي الخبر، لكن عندما تعيش هذا الخبر على ارض الواقع، عندما كانوا يتصلون بنا ويقولون لنا هناك استهدافات على الطوارئ فنصل، نحن جراحون كل حياتنا تعايشنا مع الاصابات بمختلف انواعها من حوادث السير والسقوط والحرق والاصابات المتنوعة، لكن كل ما شاهدت في حياتي لا يساوي 1% مما رأيته في غزة، كان الناس يصلون مقطعين واشلاء، ومن وصل حيا كان مصاب باصابات يحتاج الى فريق من الاختصاصات الدقيقة مع مستشفى متقدم ليستطيع التعامل مع مصاب واحد، فما بالك عندما كان يأتينا 20 و30 و50 مصابا، تهتك في الاطراف وقطع في التروية الدموية اصابات في البطن والاحشاء واليدين والكتف واصابات في الوجوه واصابات شديدة وتمزيق وكسور بالفك، تخيل ان انسان ينزل عليه صاروخ من الصواريخ الامريكية التي تم تصميمها لإبادة مدن ودول فما بالك تنزل على بشر من لحم ودم، فكانت مشاهد عنيفة وصعبة جدا.

الاسلحة المحرمة دوليا

وقال الدردور: استخدام الاحتلال الاسرائيلي لأسلحة محرمة دوليا هو امر تم اثباته، وأنا في مكان تواجدي في المستشفى الاوروبي ومستشفى ناصر لم ار هذه الاسلحة ولكن تحدث الاطباء عن اصابات كانت تصلهم غريبة عليهم، حروق شديدة تسلخ الانسان سلخا واصابات لم يستطيعوا التعامل معها فكانوا يقولون هذه اسلحة غير معهودة ولا يمكن معرفه ماهيتها، لانه اصلا لا يوجد حسيب ولا رقيب، فمن الآن يحاسب الكيان الاسرائيلي ماذا وكيف يقصف؟ بالعكس، العالم كله متواطئ معه.

وتابع الدردور: كان الاطباء يتحدثون عن اصابات غريبة، لكن الموت واحد بالنسبة لمن يقتل بسلاح محرم دوليا ومن قتل بقنبله 2000 رطل مسموح بها دوليا، فالقتل هو القتل والتشريد هو التشريد والابادة هي الابادة.

واردف: كانت تصلنا حروق من القنابل التي كانت ترمى على الناس، وهذه القنابل فيها خاصيتين واضحتين انها كانت تطلق آلاف الشظايا بنفس اللحظة، فكانت تقطع الناس تقطيعا فيصلنا احدهم مبتورة رجله كاملة او ممزقة تمزيقا ومهتكة، وهناك من يصلنا ولديه شضايا داخل البطن او الوجه او في كل مكان من جسمه.

مشهد لا انساه ما حييت

وتابع الدكتور محمد الدردور: هناك مشهد لا انساه ما حييت عندما وصلتنا عائلة كانوا آمنين جالسين في بيتهم، فوصلت الام وانا لم اعرف انها امرأة إلا عندما تكشف جسدها لمعايتنها، فكانت محروقة من رأسها الى رجليها ولم يكن هناك شعر لديها لانها كانت محروقة حرقا تاما وكان فيها حياة ثم استشهدت رحمها الله بعد ادخالها الى العناية المركزة، زوجها كان مقطع وابناؤها ما بين شهيد ومصاب.

وقال: فهذا كان مشهد دموي قتلت فيه كل معاني الانسانية والرحمة والرأفة من هذا الوحش المجرم الذي تجرد عن كل ما يمس للاخلاق بصلة هو ومن خلفه في هذا العالم الذي غابت عنه شمس الاسلام...

تابع اللقاء كاملا في الفيديو المرفق..