شاهد..

ماذا وراء تزايد عنف المستوطنين والأهداف التي يتبعها الاحتلال بالضفة؟

الإثنين ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٤ - ٠٣:٠٧ بتوقيت غرينتش

أقدم عشرات المستوطنين على إحراق مبنى إضافة الى عشرات السيارات في مدينة البيرة المحتلة استمرارا لمسلسل اعتداءاتهم المستمر برعاية جيش الاحتلال والذي تزايد بعد السابع من أكتوبر في الضفة الغربية.

العالم - مراسلون

على أطراف مدينة البيرة المحتلة حي من الأحياء الفلسطينية والذي يقع على بعد مئات الأمتار من مركز المدينة استيقظ سكانه على مشهد النيران وهي تستعر في إحدى البنايات وعشرات السيارات يلتهمها اللهب.

والى جانب كل ذلك أصوات تصرخ بكلمات مناوئة للعرب، عندما دقق الفلسطينيون النظر في الحي، وهرعوا ليستكشفوا الأمر وجدوا عشرات المستوطنين يمارسون طقوس الدمار والخراب في المدينة ويطلقون النار والعبارات البذيئة. لكن الحقيقة أن هؤلاء الذين جاؤوا من مستوطنة قريبة ما كانوا ليتجرأوا لولا الجنود الذين قدموا لهم الحماية عن بعد.

وقال صاحب السيارات المحترقة في البيرة: "السكان آمنون في بيوتهم، وسائل الدفاع بين أيديهم ليدافعوا عن أنفسهم. والمستوطنون مدججون بالسلاح والنتيجة النهائية الكارثة منتشرة في المنطقة كلها".

بعد انتهاء العدوان، وبعد أن هدأت النيران، هرع الجيش الإسرائيلي الى المكان، بيده أوراق يدون فيها الحدث وكأنه كان غائبا قبل ساعات عن المكان، حقق ودقق وسأل وتسائل عما شاهده الفلسطينيون في الفجر قبل أن يسافر الليل، مُنِع الصحفييون من التواجد في المكان لتكتمل أركان الجريمة بلا شهود.

لكن الخطورة فيما حدث أن هؤلاء المستوطنين لم يكتفوا بالبلدات البعيدة أو المناطق الجانبية وإنما جاؤوا الى الأحياء التي ظن الفلسطينيون دوما أنها خارج الأطماع الإسرائيلية.

وقال مسؤول العمل الشعبي في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، عبد الله أبو رحمة: "مَنْ أَمِنَ العقاب أساء الأدب.. هذه المجموعة أولا بالتسليح الذي سلحوا به في الأشهر الأخيرة وما يمتلكون من أسلحة. جيش الاحتلال يحميهم ونعلم في معظم الجرائم يكون جيش الاحتلال يقوم بتأمين دخولهم وخروجهم. ونتحدث هنا عن وحدات كـ"نيتسح يهودا" التي تتعاون بصورة مطلقة في هذا الجانب".

هذه البداية كما يرى الفلسطينيون في الضفة والأخطر والأكثر وحشية سيبقى مستترا إلى قادم الأيام.

هذا المشهد يتكرر في الضفة الغربية وسيكرر كثيرا في المستقبل لأن الاحتلال الإسرائيلي يتعاطى مع معظم الضفة الغربية بأنها تمثل له بعدا استراتيجيا وبعدا ديمغرافيا وبعدا اقتصاديا لا وجود للفلسطينيين فيه، وعليه فهو يعتدي مرة بشكل رسمي على الفلسطينيين ومرة بيد المستوطنين.