أميركا قلقة على شبكات عملائها في لبنان

أميركا قلقة على شبكات عملائها في لبنان
الإثنين ١٤ أكتوبر ٢٠٢٤ - ١٢:٠٧ بتوقيت غرينتش

قال أحد المسؤولين في الأجهزة الأمنية في لبنان :"إن الجانب الأميركي يُظهر قلقًا أمنيًا متزايدًا في المدة الأخيرة"، مضيفًا "يبدو أن الأميركيين يقومون بأعمال يتوقعون أن تحصل رد فعل عليها، ولذلك يريدون توسيع نطاق الحماية لجميع مقراتهم وأماكن وجودهم، كما منعوا الموظفين من التحرك خارج السفارة".

العالم- لبنان

وفي حديث لصحيفة "الأخبار"، أوضح المصدر نفسه أن "جهاز حماية السفارة الأميركية في لبنان، والمعروف في الحكومة اللبنانية باسم RSO (مكتب الأمن الإقليمي)، أجرى "تعزيزات أمنية واتخذ إجراءات كبيرة لحماية السفارة في عوكر، وشكّل قوة تدخّل خاصة من لبنانيين يعملون في قسم الحراسة، بعدما خضعوا لفحص أمني وتدريبات عسكرية خاصة". وقال المسؤول الأمني إنه: "من خلال التواصل مع السفارة والتدابير التي تقوم بها قواتنا لحمايتها، لاحظنا أن هناك عناصر من غير الأميركيين زُوّدوا بأسلحة خاصة، وصاروا مكلّفين بالتدخل السريع والمساندة في حال بروز خطر أمني على السفارة".

هذا؛ ويقول المسؤول الأمني اللبناني "إن الجانب الأميركي، بالرغم من طلباته الدائمة، لا يثق بقدرة الجهات العسكرية والأمنية اللبنانية على توفير الحماية الكاملة للسفارة أو للعاملين فيها"، متحدّثًا عن "أحد مساعدي مدير محطة الـCIA في بيروت أنه قال في جلسة غير رسمية إن حزب الله لديه شبكة من المتعاونين تتيح له مراقبة عمل المحطة وتحرك أفرادها، وإنه وجّه ضربات سابقة صامتة، بما في ذلك الوصول إلى بعض المصادر البشرية العاملة بشكل مباشر مع وكالة الاستخبارات الأميركية"-.

وبحسب المصدر نفسه، فإن الأميركيين يظهرون خشية من أن يكون حزب الله يملك تفاصيل كاملة عن عمل المحطة في بيروت، خصوصًا أنه سبق له قبل أكثر من 10 سنوات أن نشر تقريرًا عبر قناة "المنار" ضمّنه معلومات شاملة ودقيقة عن عمل المحطة في بيروت، ما أدى يومها إلى اتخاذ قرار سريع من لانغلي بسحب جميع العاملين في محطة بيروت، ووقف العمل في كل الأمكنة التي كانت تُستخدم سابقًا، وتغيير كل السيارات ووسائل الاتصال بين أفرادها.

ووفق المسؤول الأمني اللبناني، فإنّ القلق زاد حاليًا، وسيكون أكثر حساسية، كون حزب الله عرضة لحرب شاملة من العدو، وهو يرى أن الولايات المتحدة شريكة للعدو في حربه، وهذا سيؤثر بقوة على أي لبناني يتعاون مع الأميركيين، سواء أكان موظفًا في مؤسسة رسمية أم خاصة، كونه سيُعد في نظر اللبنانيين شريكًا في جرائم تُرتكب بحق مواطنين لبنانيين آخرين، وفق قوله، ويجزم المسؤول بأن: "حزب الله أعطى الكثير من الإشارات على أنه يملك داتا مفصّلة وواسعة حول شبكات المتعاونين مع الاستخبارات الأميركية في لبنان، وأنه سبق أن وصل إليهم مباشرة".

وختم المصدر بالقول: "في هذه الحال، يمكن فهم قلق الأميركيين من أن يكونوا عرضة لضربات أمنية مفاجئة، خصوصًا أن التقديرات التي سمعوها من أجهزة أمنية لبنانية أكدت كلها أن الضربات التي تلقّاها الحزب من "إسرائيل" لم تؤثر على بنيته ولا هي كافية لشل قدراته العسكرية والأمنية".